الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العادلي والإخوان




لم يتغير موقف وزير الداخلية حبيب العادلي من جماعة الإخوان، له منهج ثابت في التعامل معها، باعتباره يقود جهازاً يعمل من أجل الشرعية الدستورية.. والإخوان جماعة خارج القانون وضد الشرعية.. وضد الدولة من الأصل.

وباعتباره ضابط أمن دولة عتيدا، فإن العادلي عرف وعرك كيف تخرب الجماعة في هذا البلد.. وما هو تاريخها وما هي مؤامراتها وما هي أهدافها.. ومن ثم لم أتعجب من تكرار ما يعلنه في مناسبات مختلفة عن الجماعة.. وآخره في حفل تخريج طلبة كلية الشرطة قبل أيام.

لقد قال العادلي: (إن ما بين التستر بالدين والديمقراطية أن الفصيل الرئيسي للتطرف الديني حاضن لكل من يجنح للإثارة وطمس الحقائق وخرق الشرعية في محاولة لدفع الأمور إلي ظلمات الفتنة وهم الذين مثلوا دائماً عباءة لجماعات العنف وبذروا التكفير والإرهاب).. هذه عبارة قوية.. والتوصيف فيها دقيق جداًَ.. وأهم ما قاله الوزير هو أنه أطلق علي الإخوان ما ينبغي أن يقُال: (الفصيل الرئيسي للتطرف الديني).

ولعل هذا هو السبب الذي دفع بعض أصوات الجماعة إلي الهجوم علي الوزير في جريدة الدستور بالأمس.. لأنها تحاول منذ فترة أن تصف نفسها بأنها (الفصيل الرئيسي للمعارضة).. وهو هجوم لا ينبغي الالتفات إليه.. بأكثر من كونه يعني أن الرسالة وصلت.. وأن الجماعة تلقت معني واضحاً في كلمات العادلي يشير إلي أن كل المحاولات التي تجري علي الساحة في الأيام الأخيرة وعقب انتخابات مجلس الشوري لن تحرز أي نتيجة تسعي إليها الجماعة.

ليس هذا موقف وزير.. وهو ليس موقف الأمن.. كما أنه ليس موقف حزب.. هذا موقف دولة.. وربما أرادت الجماعة أن تقرأ العبارة علي أنها صادرة عن الداخلية ووزيرها فراحت تهاجمه لهذا السبب في صحيفة تتبعها.. وبلسان نائب يحلم بأن يعود من جديد إلي مجلس الشعب.. ولكن القراءة الدقيقة لما قاله العادلي لابد أن تصل بالجماعة إلي أنها أمام موقف شامل.. ورسالة لا رجوع عنها.

إذن ما الذي يمكن أن ننتظره من الجماعة في الأعوام المقبلة.. إذا ما اعتبرت أنها تلقت رداً جديداً علي ما كانت تمارسه من ابتزاز في الأيام الأخيرة؟

إن عليها أولاً أن تقيم ما ورد في عبارة العادلي.. فهو اعتبرها (حاضنة كل من يجنح إلي الإثارة وكل من يطمس الحقائق وكل من يخرق الشرعية).. ما يعني أنه من المعروف بدقة.. بخصوص ما يجري في السر فضلاً عما يجري في العلن.. أن الجماعة إنما تقف خلف كل المحاولات التي تفعل ذلك.. سواء كانت أيديولوجيتها قريبة من الجماعة أو عكس ذلك.. فرد أو مجموعة أو حركة أو تحرك.. وبالتالي فإن تصرفاتها مكشوفة.. ومعروف ما الذي تريده وما الذي تسعي إليه.. وكون الهجوم الصادر منها جاء علي لسان عضو في مجلس الشعب فإن هذا يعني أنها فهمت وأنها لم تزل تستمر في نفس النهج .

وإذا كان العادلي قد وصف فعل الجماعة بأنه (ما بين التستر بالدين والديمقراطية).. فإن الجميع يدرك أن للدين قيمته.. وله عقيدته.. وهو لا يقبل المنافقين.. ولا يعطي شرعية للمخادعين.. خصوصاً أولئك الذين يستخدمون الدين من أجل تحقيق أهداف لا علاقة لها بالدين ومن أجل الاحتيال علي المؤمنين.

ويدرك الجميع أن للديمقراطية قواعدها.. ولها قانونها.. ولابد لهذا القانون أن يحترم وألا يكون هناك خروج عليه.. الذي يطعن في القانون لابد أن يخضع لآليات القانون.. وأن يطبق عليه.. وألا يظن أنه سوف يتمكن من اختراقه.. أو الاحتيال عليه.. والقانون نص وضعي..

يطبقه البشر.. وتنفذه الدولة.. والدولة لا يمكن أن تغفر أبداً لمن حاول أن ينقلب عليها.. وأن يعمل ضدها.. وأن يضرب موجوداتها.. أو أن يبتزها.
الموقع الإلكترونى  : www.abkamal.net

البريد الإلكترونى     : [email protected]