الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مثير للتعاطف




بالأمس أنهيت مقالي بمحاولة افتراض مشهد يمكن أن يحقق التوازن الدرامي للدكتور حسن نافعة.. علي سبيل التخيل.. بحيث يحقق له هذا المشهد فرصة التحقق الذي يبحث عنه (دراميا) في الحياة العامة.. إذ إنه لم يتمكن من التحقق في مجالات أخري خاضها علي مدي السنوات الماضية.

تخيلت أنه سوف يترشح في الانتخابات، في مجلس الشعب، ولعله يختار دائرة عرفها هو طيلة الخمسة والثلاثين عاماً الماضية.. أي منطقة الدقي.. القريبة من جامعة القاهرة.. وحي بين السرايات.. باعتبار أنه كان يدرس لسنوات طويلة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي تقع في حرم الجامعة.. ولابد أنه لو مر بسيارته علي الحي طوال هذه السنوات سوف تتراكم لدي الناخبين معرفة به ولو بمجرد النظر.

تري.. هل يعرفه الناس حقاً؟ هل يمكنه - مثلاً - أن يساعدهم في تغيير مستوي حياتهم، أن يختبر نظرياته المعقدة علي مستوي الحي.. قل ثلاثة شوارع.. بدون أن يذهب بهم بعيداً، حيث يقول إن مشكلة الشارع لن يمكن حلها إلا بعد أن يتم حل مشكلة الدولة.. وتغيير الرئيس... الذي يعتقد أنه في معركة شخصية معه.. هل مثلاً سوف يمكنه أن يوفر لشارع واحد مصدر مياه نقية مستمراً بتكلفة مقبولة.. هل يمكنه أن يضع ميزانية شئون عمارة واحدة.. أم أنه لم يختبر في هذا من قبل؟

لا أعتقد من ناحيتي أن حسن نافعة سوف يجد قدراً من الأصوات يكفي لأن يجعل منه عضواً في مجلس الشعب، ويكون من الأفضل أنه لا يترشح، ويكون من الأحسن لو ترشح أن يجهز من الآن كلاماً عن التزوير لأن الناس تدرك أنه لن ينفعهم علي المستوي البرلماني.. خصوصاً أنه يصرخ منذ سنوات معارضاً بعد أن كان مؤيداً دون أن يحقق شيئاً.

مرة أخري أتعاطف مع هذه الحالة، فهو علي سلالم مختلفة.. لا الذين في الأعلي عرفوه.. ولا الذين في الأسفل شاهدوه.. لا هو منظر سياسي - ينقل عنه ولديه نظريات مسجلة باسمه.. ولا هو سياسي يمكنه أن يخوض الانتخابات وينجح.. لا هو ناصري عتيد وفق ما كان معروفاً عنه - ميولاً.. ولا هو أمريكي الهوي كما توحي تصرفاته الآن.. لا هو استمر يؤيد النظام كما كان يفعل سابقاً.. ولا هو معارض شرس يخشي منه ولابد من الانتباه إليه.. وكما قلت بالأمس.. لا هو أستاذ جامعي تضاهي شهرته أساتذة الجامعات مثل الدكتور علي الدين هلال والدكتور جلال أمين والدكتور مصطفي كامل السيد.. ولا هو كاتب عمود بارز يمكن القول إنه يضاهي مثلا سليمان جودة.

أتعاطف معه، ماذا يفعل حين يجلس ليقيم نفسه، ففي العام الحالي وبعد أن ترك موقعه في مركز الأمير الحسن ولي العهد السابق في الأردن، وهو أمر سبب له غصة كبيرة جداً، كان أن أصبح أمينًا عامًا لجبهة أو جمعية أو أي شيء للتغيير.. تلك التي تأسست بعد أن جاء الدكتور البرادعي من الخارج.. وللأسف الشديد لم ينجح.. واستقال هو ومن معه.. وتركوا البرادعي حين اختلفوا معه.. ثم بعد فترة عادوا إليه.. أي أنه حتي لم ينجح في الاستقالة.. ومن ثم أتفهم جداً أنه لابد أن يزيد حدة ما يكتب لكي يغطي علي هذه المأساة التي تورطت فيها مجموعة قدمت البرادعي علي أنه المنقذ، ثم تبين لها مبكراً أنه لن ينجح في شيء.

ولو أنه جلس إلي نفسه، الدكتور حسن طبعاً، وقال مثلاً: هل أنا في شهرة المعارض أيمن نور؟... بالطبع لا.. هل مستوي أيمن نور العلمي يوازي مستوي الدكتور حسن نافعة العلمي؟.. بالطبع لا.. طيب إذن من أين يأتي هذا الفارق؟ لا يمكنني أن أوفر له إجابة. ولعله يسأل نفسه: لماذا بعد كل هذه المحاولات يذهب حمدين صباحي إلي أن يرشح نفسه رئيساً للجمهورية.. وهو شخصياً حسن نافعة لا يجرؤ علي أن يقول إنه يحلم بذلك؟.. هل مثلاً حمدين أكثر حدة منه في الهجوم علي النظام؟.. لا أعتقد.. هل الدكتور حسن أقل علماً من حمدين صباحي؟.. الدكتور تحصل علي دكتوراه.. وحمدين تحصل علي بكالوريوس.

مثل هذه الأسئلة لو أن الدكتور حسن سألها لنفسه فلابد أنها سوف تثير ارتباكاً.. ولا بد أن الإجابة عنها سوف تكون عصية وصعبة.. خصوصًا أن الإجابة تساوي مسيرة العمر.. وهل وصلت إلي مرادها أم حادت عن طريقها.. هل حققت الرضا لصاحبها.. أم أنها دفعته إلي أن ينقم علي نفسه دون أن يعلن ذلك؟.. تساؤلات تثير التعاطف فعلاً.
الموقع الالكتروني :  www.abkamal.net

البريد الالكتروني : [email protected]