السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عميد كلية الإعلام




بالتأكيد لم أكن أعرف أننا سوف نصبح أصدقاء.. بعد أن تمر 23 سنة.. فقد تخرجت في كلية الإعلام من قسم الصحافة في عام 1987 .. وكان الدكتور سامي عبدالعزيز مدرساً جديداً في قسم العلاقات العامة والإعلان.. نجمه يبزغ.. ولكنه في مقتبل عمره.. وقتها انضممت إلي فريق يريد أن (يأكل عيشا) و(يتعلم ).. وهكذا أصبحت باحثاً مساعداً في فريق استطلاعات الرأي التي كان يجريها الدكتور سامي بالتعاون مع اليونسكو ومركز في مؤسسة الأهرام.

مرت السنون، وانقطع التواصل، طريقي إلي الصحافة ابتعد عن مجالات عمله.. وإن لم يكن قد انقطع التعارف.. كما تواصلت المتابعة.. وبني الدكتور سامي عبدالعزيز سيرة شخصية محترمة وسمعة مهنية مرموقة.. ممزوجة بالخبرة العملية المتراكمة.. نافيا عن نفسه ما يقال عن أساتذة في الجامعة غالبا: إنهم نظريون ولا يعرفون قيم وخبرات التجارب العملية.

احتفظ سامي لنفسه بصفات خاصة.. وتمكن من أن يحظي بوضعية إقليمية في سوق الإعلان والإعلام.. وانخرط في السياسة من خلال موقعه في أمانة الإعلام بالحزب الوطني.. ومكانه في المجلس الأعلي للسياسات.. وسوّق في المجتمع مناهج (التسويق السياسي).. وأصبح أستاذاً جامعياً له أسلوبه وطريقته خصوصا في الأداء الشفوي في المدرجات.. بخلاف الدراسات والأبحاث.

توثقت علاقتنا في الخمس سنوات الماضية. الأفكار المتقاربة كسرت حواجز السن. وهي عموما ليست كبيرة. وتعمقت الصداقة.. وقد سعدت كصديق حين اختير الدكتور سامي عضوا في مجلس الشوري.. وبعدها حين اختاره الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة عميداً لكلية الإعلام.. هذا قرار موفق.. ونتمني له النجاح ونتوقعه.

مبدئيا لابد أن نحيي جهد الدكتورة ليلي عبدالمجيد العميد السابق. حتي لو اختلفت مع بعض توجهاتها في أعمال الكلية. سيدة فاضلة ومثابرة.. كانت تكتب مقالا أسبوعيا في «روزاليوسف».. ثم انجرفت إلي التعاون غريب الأطوار مع الصحافة الخاصة.

عاطفيا، ورغم تخرجي في هذا المعهد العلمي المرموق منذ 23 سنة، إلا أن بيني وبينه ارتباطاً عميقاً.. حتي لو كان في داخلي إحساس بالندم علي أنني استسلمت لمنطق التنسيق الجامعي.. والتحقت بكلية عليها إقبال.. ولم أتجه إلي دراسة القانون. لكن الإنسان لا يتعلم بدون ثمن.. وكان يمكن أن أدرس القانون وأمارس الإعلام.. ولا غضاضة في ذلك.

عمليا، أعتقد أن هذه المؤسسة العلمية منوط بها أن تتصدي إلي جهد علمي منظم.. سوف يسهم في تطوير مستوي الظهير العلمي للإعلام في مصر.. بعد أن انخفض مستوي خريجي الكلية.. وتراجع أداؤها خلال العقد ونصف العقد الماضيين . وأيضا مع تزايد أقسام الإعلام في الكليات المصرية.. بحيث إنه صار لدينا عدد من الخريجين يفوق احتياجات السوق.. وبحيث إن المستوي أصبح مهنياً وعلمياً ينحدر من عام إلي آخر.. مع احترامي للقدرات الفردية لعديد من الخريجين.. وهي استثناءات تؤكد القاعدة .

الأجيال الجديدة تحتاج إعادة نظر فيما تلقن به وتتدرب عليه. خصوصا علي مستوي القيم والأصول الأخلاقية التي لابد أن يتسلح بها الشباب في الإعلام.. صحافة أو تليفزيونا أو غير ذلك.. والكلية يجب أن تستعيد بريقاً كان لديها وقت تأسست في منتصف السبعينيات فوق تراث قسم الصحافة المهيب في كلية الآداب.. وقد تخرج في هذا القسم في الستينيات قيادات مذهلة في تاريخ الإعلام المصري.

المؤسسة العلمية الرئيسية في مجال الإعلام لديها دور يجب أن تتصدي له.. وريادة يجب أن تقود غيرها.. سواء علي المستوي المحلي أو علي المستوي الإقليمي.. وهذه مهمة لابد أن يتصدي لها الدكتور سامي عبدالعزيز الذي وفقت الجامعة حين اختارته عميدا.. وألقت عليه بعبء هو جدير به.

ولا شك أن الإصلاح لا يمكن أن يحققه فرد واحد.. ولكن هذا الفرد المبادر لابد أن يكون موجودًا لكي يتم الإصلاح.. إذ إن عدم وجوده قد يمنع أي تطوير عن دفعته المطلوبة.. وإذا كنا نأمل في أن حماس وعلم وتنظيم الدكتور سامي سوف يفيد هذا المعهد الذي تدهورت أموره.. فإننا نتمني علي جميع أساتذة الإعلام فيه وبينهم زملاء وفيهم أصدقاء وعلي رأسهم أساتذة علمونا... نتمني أن ينتبهوا جميعا إلي المهمة المنوطة بهم.. وأن يدفعوا هذا المنبر العلمي إلي صدارة يستحقها.. هم جديرون بذلك.
الموقع الالكتروني : www.abkamal.net

البريد الالكتروني : [email protected]