الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحرب بين الإخوان والسلفيين!




اكبر دليل على ان الإخوان والسلفيين يتاجرون بالدين ويتخفون وراءه ولا يهمهم سوى مصالحهم وتحقيق مكاسب هنا أو هناك هو الصراع القائم بينهما اليوم وأمس وغدا الهدف منه الكراسى والسلطة والنفوذ والحكم والاستحواذ على الشارع والانتخابات البرلمانية فلن ينسى السلفيون «القلم» الذى اخذوه من الإخوان بعدما قاموا بمساندة محمد مرسى الرئيس السابق فى الانتخابات الرئاسية ..وكان السلفيون يعتقدون انهم سيحصلون على جزء من التورتة وهى رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الا انهم لم يقرأوا الإخوان بشكل جيد ونهمهم على السلطة ولم يحصل السلفيون الا على «الفتات» ..و لم ينته الامر عند هذا الحد حيث وجه الإخوان «قلما» جديد بابعاد كل الائمة السلفيين من المساجد وتعيين الائمة من الإخوان بدلا منهم.. ثم حدثت الطامة الكبرى بأقالة مستشار الرئيس السابق خالد علم الدين المحسوب على السلفيين بطريقة فجة ومهينة وفضحه على الملأ مما اغضب السلفيين الذين رأوا انه لابد من رد الاهانة التى تعرضوا لها خاصة ان الإخوان لم يقدروا للسلفيين مساندتهم فى المظاهرات والاعتصامات التى كانوا يقومون بها..و ايقن السلفيون فى الشهور الاخيرة من حكم مرسى ان الإخوان تراجعت شعبيتهم بشدة بسبب الاخطاء الفادحة التى ارتكبوها.. ثم جاءت ثورة 30 يونيو ليستغلها السلفيون افضل استغلال لرد «القلم» والاهانة التى تعرضوا لها خلال حكم الإخوان.. ولم تكن مساندة السلفيين لثورة يونيو بقدر ما كانت فرصة لرد اعتبارهم.. بالاضافة الى ان السلفيين وجدوا ان الإخوان سقطوا وان الوقوف بجانبهم فى هذا التوقيت هو خسارة لهم انفسهم وان «الكارت الكسبان» هو القوات المسلحة والشعب ولابد من الانحياز لهم فى خارطة الطريق.. مما جعل الإخوان يتهمون السلفيين بالخيانة وان صفقة تمت بينهم وبين النظام بالحصول على وعود ومناصب معينة فى المستقبل القريب.. وتطورت الحرب الدائرة بين الطرفين الى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى سواء على الفيس بوك او تويتر.. ووصف الإخوان حزب «النور» السلفى بأنه حزب «الزور» والآن يشنون هجوما عليهم لانهم دعوا الشعب لقول نعم فى الاستفتاء على الدستور الجديد والمقرر له 14 و15 يناير القادم حيث يعتبره الإخوان دستور الكفار والعلمانيين رغم ان دستور 2012 والذى قام به الإخوان كان الاسوأ على الاطلاق.. ولا أعرف لماذا اندهش الإخوان بدعوة السلفيين لقول نعم فهل من المعقول ان يكونوا مشاركين فى اعداده بلجنة الخمسين ثم يدعون لقول لا على الدستور بالتأكيد كلام ليس منطقيا.. كما هاجموا ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فى احدى خطب الجمعة.. ووصل الامر الى ان اتهم هانى السباعى القيادى بالتيار الجهادى التكفيرى الموالى لتنظيم الإخوان قيادات الدعوة السلفية وحزب النور بأنهم كفار مرتدون عن الاسلام! وان ياسر برهامى يتلقى تعليماته من المخابرات.. بل اعتدى الإخوان على المتحدث الإعلامى للسلفيين نادر بكار وكسروا سيارته وتوجهوا الى منزله.. إلا ان السلفيين يسعون فى الوقت الحالى الى استغلال تراجع شعبية الإخوان فى الشارع لكسب مزيد من الشعبية استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة.. كما يرفض السلفيون الإعلان او التحدث فى وسائل الإعلام عن بعض الأفكار والاراء الخاصة بالمرأة حتى لا يتعرضون للهجوم فى الإعلام ويعتبرون ان ذلك له توقيت آخر ليس الآن.
وفى اعتقادى ان المستفيد من الحرب الدائرة بين الإخوان والسلفيين هم الليبراليون والقوى الساسية الأخرى ولكن نتمنى الا تطور الأمور أكثر من ذلك بحدوث صدام بين شباب الطرفين!