الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخوان البرجوازية




كتب : أحمد جلبى
يتفق معظم المحللين على أنه لا يمكن الثقة فيما يحدث أمامهم من مشاهد تشقق الإخوان الخوارج إلى شيع وفصائل من المنبع الرئيسى فقد دأب دهاقو السياسة عندهم فى تفريخ فصائل تحت مسميات أخرى مثل انتاج السيارات تماماً فهذا ماركة (الناجون من النار) وثالث ماركة (انصار بيت المقدس) ولا تجد أبدا من بدأ حياته الإرهابية إلا ومر أولاً على الجماعة وحسب امكانياته يتخصص، الآن الجماعة تفرز جماعة جديدة تحت مسمى الإخوان المصريين لاحظ هنا ان اسم التوكيل موجود، كما أن الاتجاه العام لسبعة آلاف عضو حضروا اجتماع التأسيس، انتخاب مرشد جديد، خلفاً للعم بديع «لو تم التصويت لسحب الثقة منه» لاحظ العبارة - إذن المشهد يفضح نفسه، الفصيل الجديد ينتمى إلى الطبقة البرجوازية الحاكمة لجماعة الإخوان الخوارج نفسها وليست حركة منشقة ولا هدفها الإصلاح للاخطاء التى ارتكبتها الجماعة فى حق الوطن والمواطن ولا مراجعة فكرية للعنف واستهداف المدنيين، إذن ما الغرض الخفى الذى سبب هذا الحراك على مستوى النخبة، هناك جملة اسباب أولها: أن دور التنظيم الدولى اصبح ظاهراً جداً والمفترض أن يكون خفياً يتحسس طريقه للحكم فى الظلام، ان بديع ومن معه قد انتهوا إلى لا شىء فأصبح وجودهم عبئاً ينبغى انهاؤه لصالحهم وصالح الجماعة والدخول مرة أخرى فى (طى الستر) وهو تعبير شيعى تستخدمه الجماعة ليعنى «تحت جلد الدولة بحيث تقل وتختفى حركتها ورصدها»، وثانيها: أن فى حكم المؤكد الآن مدنية الدولة والعمل يستلزم سياسة والإخوان عودونا على التأقلم والتلون مع المعطيات والمستجدات، بقى أن نعلم أن الانفجارات المتلاحقة وشدتها هى تصعيد هدفه الأساسى مرسى ومحاكمته وأن يكون (أحد مكونات الحل فى الدولة المدنية الجديدة) فلا أستبعد أن يكون المرشد القادم وأن تكون التكوينات المستحدثة للتمهيد لذلك، خاصة أن الدولة هى أيضا تقوم باستهداف الحركات الليبرالية التى هى ذراع المخابرات العالمية (6 أبريل وأخواتها) أى أن الإخوان لا يختلفون كثيرا بتنظيمهم الدولى عن (نشطاء 6 أبريل) وعلاقاتهم المشبوهة وتمويلهم بل هم يستخدمون نفس وسائل التصعيد ولا استبعد أن ينضموا فعلا إلى الإخوان فالطبقة البرجوازية تجمعهم واليمين السياسى غطاؤهم فى الشتاء المقبل والتمويل لدولة تعانى اقتصاديا ويزيد حجم الفقر فيها بسرعة مخيفة تمكنهم من العبث بأمنها القومى، أما النشطاء السياسيون من النجار، لحمزاوى وحتى البنات لا ينقصهم سوى اللحية؟؟!
باحث - معهد البحوث والدراسات الإفريقية - جامعة القاهرة