الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطريق الوعر .. هل نتعلم من كوريا؟




كتب : د. خالد عزت
فلننظر شرقًا ، دائمًا نحن ننظر لدول الغرب أوربا والولايات المتحدة كنموذج يحتذى به للتقدم ، لكن للأسف نادرًا ما ننظر شرقًا حيث نماذج مماثلة للحالة المصرية، بل إنه من المؤسف أن مصر إلى الستينيات كانت أكثر تقدمًا من كوريا الجنوبية، لكن هؤلاء الذين صاروا  من  أعلى الاقتصاديات على  المستوى الدولى ننساهم على الرغم من أن أيدينا وبيوتنا وشوارعنا لا تخلومن منتجاتهم.
لا شيء يقف أمامهم فشعارهم (ليس هناك مستحيل) و (التصنيع طريق المستقبل) كوريا الجنوبية بلد احتلته اليابان ودمرته الحرب بين الكوريتين فى الخمسينيات، ثروات طبيعية محدودة وفقر مدقع، لكه شعب أراد الحياة، عمل بجد، هنا تستحضرنى فقرة فريدة من مذكرات لى ميونج باك رئيس كوريا الجنوبية التى ترجمت مؤخرًا إلى العربية، حيث يذكر فيها ما يلى «عندما كنت صغيرًا وفقيرًا، لم يكن يهمنى اطلاقًا من سيترشح للحكم، لم أكن أعرف من يمثلنى، ولم أكن أكترث، وان يكون هناك شيئًا واحد كنت أكترث به فعلاً، وهو كيفية الخلاص من هذا الفقر المذل، كيف لى أن أكسب المال بأى طريقة؟ كان هناك آخرون حولنا يعانون المحنة نفسها ويشكون طول الوقت، كانوا يلومون الآخرين، أوكانوا ببساطة فاقدى الأمل، أما أسرتى فكانت مختلفة، عندما تكون هناك انتخابات محلية ونمنح إجازة ذلك اليوم، لم أكن أشرب كالآخرين أوأفضل عدم الذهاب إلى العمل، بل كنت أجد العمل حتى فى أيام العطلة، وكنت أعمل بلا هوادة لا يوجد من سيقوم بذلك نيابة عنك:
لى ميونج باك تحدى الفقر وعمل فى جمع القمامة والتحق بالجامعة وقاد مظاهرات طلابية حرمته من العثور على وظيفة، ليلتحق بصعوبة بشركة هيونداى ليصبح المسئول الأول عنها، وليتركها ليصبح عمدة لسيول ليحولها من مدينة متدينة إلى مدينة راقية فحفر فهرها المردوم ليون طريقًا مرة أخرى ليصبح متنفسًا للمدينة ومركزًا للفنون والثقافة.
كوريا الابداع شعارها التحى وسيلتها، الآن تنتقل للطاقة المتجددة والبيوفيجن وتدخل دائمًا مجالات جديدة.
لكن نحن ننسى أن عدونا وهى إسرائيل مازال التحدى قائمًا معها فى مجالات العلوم والتكنولوجيا، فهى متقدمة فى مجالات صناعة الحاسبات الآلية والبرمجيات والسلاح والتكنولوجيا الحيوية وغيرها، ألا يجعل هذا تحديًا لنا، فبدلاً من أن يركز اعلامنا على التحدى المستمر فى الغناء والطرب فى مسابقات ما ان تنتهى واحدة حتى تبدأ الأخرى ليكرس الهيافة والخلاعة، لست ضد الفن لكنه جزء من كل وليس كل شئ.
كوريا الجنوبية جعلت.. العلم والجدية سبيلها إلى التقدم فتفوقت على اليابان فى العديد من المجالات.
إن اليابان حينما أرادت أن تجعل محيطها صديقًا بعد عداء تاريخى موروث ، نقلت العديد من صناعتها إلى أندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين فى برنامج ساعد على نهوض محيطها ، بينما دول الاتحاد الأوربى سعت لنقل صناعتها إلى الصين وليس إلى جيرانها فى جنوب المتوسط الذى ترمى له الفتات، هذا هوالفرق بين دول شرق آسيا ودول أوربا وعلاقتها بمحيطها.