الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غذاء الأرواح




عندما يثقل الجسد بالتعب وتثقل الروح بالهموم والفكر، فى هذا التوقيت على الإنسان أن يتوقف عن العمل ويأخذ إجازة من كل شىء.. وينطلق بعيدا عن مشاكل الحياة اليومية ليستقر فى مكان بعيد.. يأخذ قسطا من الراحة الجسدية والذهنية ليعود مرة أخرى إلى معترك الحياة اليومية التى كتب الله علينا فيها التعب والعمل فهذه سنة الحياة وسنة الخالق البديع فى خلقه، وصدق سبحانه عندما قال: «َلَقَد خَلقَناَ الإنسَانَ فى كَبد»، وفى السنة المطهرة تؤكد الأحاديث ما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال: «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت».
ومن أروع ما قرأت من آيات القرآن الكريم مرتبطة بالتعب والمعاناة خاصة فيما يتعلق بالقلوب قوله تعالى: «فإنهَا لا تعمى الأبصَار ولَكن تعمى القلوب التى فى الصدور».
أسعدنى الحظ أن التقيت الأسبوع الماضى كوكبة من أصحاب القلوب المبصرة فى زمننا هذا.. وجوه نضرة يشع منها النور ويظهر عليها التقوى والصلاح.. يتعاملون مع الناس دون تكلف أو تصنع.. ذكر الله ومدح نبيه صلى الله عليه وسلم ألقى عليهم الطمأنينة والسكينة.. عملهم فى الدنيا لكسب لقمة العيش.. تجارة رابحة مع الله ورسوله.. إنهم أهل المدح والإنشاد.. عدد من الشباب المحب للرسول الكريم اتفقوا على تكوين نقابة للمنشدين فى مصر.. تضم عددًا من الأصوات الحسنة من كل المحافظات لتكوين جيل جديد من الشباب الذى اختار طريق الذكر والابتهالات الدينية.
الشيخ محمود ياسين التهامى، والشيخ منتصر الأكرد، والشيخ أحمد الدح، والشيخ حسام، وعلى الهلباوى، ومصطفى عاطف هؤلاء الشباب استطاعوا بعد 20 عاما حاول كبار المبتهلين إنشاء هذا الحلم ولم يستطيعوا، ولكن أراد الله لهذا العمل أن يتم على يد الشباب، وبإذن الله ستظل مصر شعاع النور الذى يضىء الطريق للناس فى كل مكان، صدرت العلماء وقراء القرآن الكريم والمبتهلين أمثال الشيخ النقشبندى ونصر الدين طوبار والهلباوى وعبد الصمد ومصطفى إسماعيل، وفى أيامنا هذه  نستمتع بصوت الشيخ ياسين التهامى والشيخ الدشناوى وغيرهما من عشاق المديح فى حضرة النبى طافوا العالم حبا فى ذكر الله.. فأراحوا القلوب التى تعبت ولطفوا الأرواح والأبدان من هموم الحياة.