الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قنوات خائفة!




لا شك أن مسلسل (الجماعة) قد واجه عنتا تسويقيا خلال الأشهر الماضية.. قبل أن يتقرر عرضه علي قنوات التليفزيون المصري.. لأسباب منطقية متفهمة.. وعلي قناة (القاهرة والناس) الخاصة.. التي يملكها طارق نور.. وهو، اتفقت أو اختلفت معه، خبير صاحب باع، تحكمه الرؤية الثقافية المصرية.. بدءاً من عنوان القناة التي يبثها في شهر رمضان فقط.. لأسباب اقتصادية.

عمل بهذه الضخامة وهذا المستوي الفني البديع كان لابد أن يعرض في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.. لكن غالبية القنوات الخليجية التي تخضع لاعتبارات سلفية معقدة وتربط المسيطرين عليها تحالفات مفهومة مع أطراف إخوانية.. كان أن قال مسئولوها: إن قرار العرض في المحطات يحتاج إلي تصريح سياسي من قيادات الدول.. لا أظن أنه توافر حتي الآن.. علي الرغم من أن هناك قنوات خليجية تحمست قبل عامين لبث مسلسل حاول الثناء علي عصر الملكية في مصر.. أي مسلسل الملك فاروق.. الذي انتجته وأذاعته مراراً محطة الإم بي سي.

ليس علي قنوات الخليج حرج.. حساباتها مفهومة.. ومتفهمة.. ولكن ماذا عن القنوات المصرية المهتمة بالدراما الرمضانية أو المتفرغة لها.. لماذا لم يبث هذا المسلسل في قنوات الحياة الثلاث.. أو في قناتي دريم.. أو في قناتي بانوراما دراما.. أو في قناتي ميلودي دراما.. أو في قناة المحور؟ هل حسابات هذه القنوات المصرية الخاصة معقدة إلي هذه الدرجة التي دعتها إلي عدم السعي لشراء المسلسل.. خصوصاً أن بعضها يعرض مسلسلات معروضة في مختلف المحطات قبل أن يتحجج بعضهم بفكرة أنه حريص علي الأعمال الحصرية؟

هل هذه سياسات القنوات؟ هل هي ارتباطات الوكالات الإعلانية؟ هل هي الحسابات الخليجية لتلك المحطات علي اعتبار أن بعضها بدأ ارتباطه بسوق الإعلان الخليجي ينمو.. بدليل قبول بعضها لإعلانات يمكن القول إنها ذات طابع سياسي.. وبعضها ينجرف إلي أن يكون ـ عن طريق مساهمات مالية خليجية ظاهرة أو ارتباطات غير ظاهرة ـ ينجرف إلي أن يكون عنصراً في منظومات الإعلام الخليجي حتي لو كانت لافتاتها مصرية؟

لقد تصدر مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة) ومسلسل (العار) قائمة المبيعات في مصر والدول العربية.. وفق ما أري وأتابع.. وهي أعمال ذات طابع اجتماعي وتناقش أموراً بعيدة جداً عن اهتمامات مسلسل (الجماعة).. والسؤال هو: هل هذه القنوات تعرف ماذا تفعل حين تهجر عرض مسلسل بهذه الأهمية الحيوية أم أنها صدفة يجب ألا نبني عليها الحسابات.. أو أن نقول إن هذه قنوات خائفة وتخشي من الاصطدام مع الإخوان وجماعاتهم؟

أتفهم بالطبع سعي القنوات إلي التميز، قبل أن يداهمني فاكس من إحدي تلك القنوات أو تصريح يرد علي به أحد ملاكها لكي ينفي عن نفسه ما يعتقد أنه تهمة.. خصوصاً أن مقالي (العزب الإعلامية لمليارديرات مصر) والمنشور قبل أيام قد أثار حفيظة البعض وتوترهم وقلقهم.. ولكن تفهمي للتميز لا ينفي علي الإطلاق أن هناك أموراً لابد من الوقوف فيها صفاً واحداً.. خصوصاً أن السعي للتميز كان يمكن أن يدفع محطات بعينها إلي أن تلهث وراء هذا العمل أو ذاك.. فلماذا لم تلهث وراء (الجماعة)؟

إن هذا الموقف من بعض تلك القنوات، خصوصاً ذات الميزانيات الطائلة والمدعومة من وكالات مهولة لها نصيب من السيطرة علي السوق، إنما يدل علي أنها تريد أن تبقي في منطقة (انتظار المتفرجين)، وأنها ساندت جماعة الإخوان ولو سلباً في حملتها علي المسلسل.. وقبل أن يشن الإخوان الهجوم علي العمل من خلال الفيس بوك وبعض المنابر في المساجد.. فإن تلك القنوات كانت قد سددت الفاتورة.

قد تكون تخميناتي مجرد أوهام.. وسوف يكون هذا صحيحاً فقط حين تندفع تلك القنوات المتهمة بالخوف والتردد إلي بث المسلسل بعد العيد.. لكي تثبت أنها لاتدعم دعاية الإخوان بطريقة سلبية.. دعنا ننتظر. 
اقرأ ايضا : الجماعه ب(صنعه لطافه)
الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net
البريد الإليكترونى: [email protected]