السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

2013 كثيـر من الدمـوع قليــل مــن الفـــرحة




أعد الملف: أمنية الصناديلى ومى فهيم وابتهال مخلوف ومحمد عثمان وأميرة يونس وإسلام عبدالكريم
يبدو أن تشاؤم البعض من الرقم «13»  قبل بداية هذا العام كان فى محله فقد حمل عام 2013 العديد من الأحداث السيئة لعدد كبير من الدول ما بين كوارث طبيعية واحتجاجات عارمة وعمليات إرهابية بينما كانت الأحداث السعيدة قليلة للغاية.. وربما كانت السمة البارزة أيضا هى رحيل ايقونتين سياسيتين بارزيتين فى الكفاح الثورى هما الزعيم الفنزويلى «هوجو تشافيز» وزعيم جنوب إفريقيا «نيلسون مانديلا».
وتنوعت أحداثه بين قتلى وجرحى، فيما اختصت ملامح الفرحة بانتصارات سياسية بعيدة عن آمال الشعوب، إلا أن الجميع مازال يأمل فى الأفضل خلال 2014.

روسيا..عودة الدب الروسى للشرق الأوسط

للمرة العاشرة تربّع الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» من جديد على رأس قائمة السياسيين الأبرز فى البلاد، حسب أحدث استطلاع للرأي، حيث نشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية استطلاع الرأى الذى أظهر أن 44% من الروسيين اختاروا «بوتين» شخصية العام السياسية وجاء فى المرتبة الثانية وزير الدفاع الروسى «سيرجى شويجو»، يليه وزير الخارجية «سيرجى لافروف» فى المركز الثالث. أيضا آختارت مجلة «فوربس» الأمريكية «بوتين» ضمن أقوى الشخصيات فى العالم لعام 2013، أقوى شخصية فى العالم يليه الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» ثم الرئيس الصينى «شى جين بينج». فروسيا عام 2013 كانت الوجه الآخر لعملة «بوتين»، عملة «العودة للمجد السوفيتى» فبوتين الذى فاز عام 2012 بفترة رئاسة هى الثالثة له يلقب بالقيصر السوفيتى.

ومن أبرز ما شهدته الساحة الروسية، كانت عودة الحياة للعلاقات المصرية الروسية، حيث ينتظر العام القادم 2014 زيارة زيارة تاريخية للرئيس الروسى للقاهرة فى أعقاب محادثات « 2+ 2» بين وزيرى خارجية ودفاع البلدين بالقاهرة التى أسفرت عن توافق فى الرؤى وإعادة إحياء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

حيث رأى المحللون أن التقارب المصرى الروسى سيكون «رمانة الميزان» فى توازن القوى فى العلاقات الدولية، وإنهاء نظام القطب الواحد الذى كانت تتزعمه أمريكا عقب انهيار امبراطورية الإتحاد السوفيتى. وتأتى عودة الدب الروسى إلى مصر، والشرق الأوسط عامة، فى ظل الثورات التى ضربت المنطقة، سواء الخريف العربى أو ما يدعوه البعض الخريف الإسلامى.

كذلك الدور الأقليمى شهد نشاطا ويظهر هذا فى الدعم للرئيس الأوكرانى وتقديم ضمانات مالية لها لمنع انضمامها للاتحاد الأوروبى.
كوريا الشمالية.. جنون العظمة بين النووى والدموية
 
يعد عام 2013 من الأعوام الصاخبة بالنسبة لكوريا الشمالية وشبه الجزيرة الكورية، فلم يدع زعيمها الشاب» كيم جونج أون» مناسبة إلا وأطلق العنان لميراث عائلته العتيد فى معاداة الغرب وتحديه. ففى بداية العام أعرب عن أمله فى العلاقات مع كوريا الجنوبية، إلا أنه سرعان ما روع العالم بعدها بأيام بإجراء ثلاث تجارب نووية وصفت بالاستفزازية، مما دفع جارته الجنوبية بوضع جيشها فى حالة الطوارئ.

وتصاعد تحدى» كيم جونج أون» بإلغاء» حالة الهدنة» مع سول المفروضة من عام 1956، وفى مايو أجرى ست تجارب نووية جديدة.

وفى مشهد صارخ، أمر الزعيم الشاب العام بإعدام «جانج سونج تيك» زوج عمته وصانع زعماء بلاده بتهم فساد ومحاولة الإطاحة بالنظام الحاكم .
بريطانيا..ميلاد «جورج» ووفاة «تاتشر»

اتسمت الأحداث داخل المملكة البريطانية هذا العام بالهدوء النسبي، فكانت أبزر ما شهدته المملكة المتحدة خلال العام هو وفاة المرأة الحديدية «مارجريت تاتشر» عن عمر ناهز 87 عاما اثر إصابتها بجلطة دماغية.

وكانت «تاتشر» أو المرأة الحديدية كما يلقبونها، أول امرأة بريطانية تتسلم منصب رئيسة الحكومة فى بريطانيا من عام 1979 إلى 1990.شدَّدت أول حكومة لتاتشر من سياستها النقدية، وسمحت بارتفاع معدل البطالة . وألغت الرقابة على الأسعار، وفى سنة 1982 احتلت القوات الأرجنتينية جزر فوكلاند التى تخضع للإدارة البريطانية فى جنوب الأطلسي.وعليه أرسلت «تاتشر» قواتها لاستعادة تلك الجزر، وقد استسلمت القيادة الأرجنتينية هناك فى يونيو 1982 بعد إصابة الجانبين بخسائر كبيرة.

كان لها العديد من الانجازات والعديد من الخطوات الصارمة خلال عهدها، حتى عام 1990 حيث ازدادت المعارضة ضدها مما أدى لاستقالتها بعد تأكدها من عدم القوز فى الانتخابات.

كذلك كانت ولادة الأمير «جورج ألكسندر لويس» ملك بريطانيا المستقبلى نجل الأمير «ويليام « ابن ولى عهد بريطانيا الأمير تشارلز، من أهم أحداث العام. فقد أصبح الأمير الصغير والذى ولد يوم 22 يوليو الماضى فى مستشفى «سانت مارى» غرب لندن، محط اهتمام كل وسائل الإعلام، ومثار حديث كل البريطانيين ولم يعل صوت فوق على صوت أخباره.

كما أصدرت الملكة «إليزابيث» مرسوما ملكيا بتغيير تقاليد العرف الملكي، التى تعود لمئات السنين، بحيث يتاح للمولود الأول سواء كان ذكرا أو أنثى تولى العرش خلفا للأب. فلو كان المولود الأول للأمير ويليام أنثى كانت ستحظى بالعرش خلفا لوالدها حتى بعد وجود أشقاء من الذكور لها.
الفلبين.. كارثة تحصد أرواح 10 آلاف شخص
 
الكارثة الطبيعية الكبرى هذا العام كانت من نصيب دولة الفلبين، حيث لقى أكثر من 10 آلاف شخص مصرعهم بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف، نحو 630 ألف شخص وفقا للتقديرات المبدئية وقت وقوع الحادث، من جراء إعصار «هايان» الذى ضرب البلاد وأحدث فوضى عارمة فى أوائل نوفمبر من العام. وأشارت التقارير الدولية  إلى أن تلك العاصفة بمثابة «كارثة هائلة» لم يشهد العالم مثلها من قبل، وتسببت العاصفة فى تهدم الجسور والكبارى والمطارات مما أعاق وصول جهود الإغاثة الدولية.

وحاول الجيش السيطرة على الفوضى التى تعم البلاد  حيث أعقبت الكارثة أعمال سلب ونهب واسعة فى جميع المناطق المتضررة. ووصف رئيس الصليب الأحمر فى الفلبين الدمار الذى تسبب فيه الاعصار هايان بأنها «دمار مطلق». وقال «ريتشارد جوردون» رئيس الصليب الأحمر فى الفلبين لبى بى سى «يوجد عدد كبير من المصابين ويوجد الكثير من القتلى والكثير من الدمار».
 
أمريكا.. تجسس «سنودن» تغطى على «انتخابات أوباما» و«تفجيرات بوسطن»
كان لأمريكا نصيب الأسد من الأحداث البارزة حول العالم فى عام 2013 فشهدت بداية العام  حفل تنصيب الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» رئيسا لولاية ثانية فى يناير الماضى بعد فوزه بأغلبية 304 أصوات فى المجمع الانتخابى مقابل 203 أصوات للمرشح الجمهورى «ميت رومنى» وذلك بعد حملة انتخابية وصفت بالأشرس والأغلى ثمنا فى تاريخ أمريكا الحديث.

ووصفت الصحف الأمريكية وقتها انتصار «أوباما» بأنه لم يكن سهل المنال، فالناخب الأمريكى كان فى صراع، واستغل «أوباما» القدر الأكبر من نصيبه السياسي فجعل الناخبون يختارون «استكمال التغيير» على يده، بالرغم من إرتفاع معدلات البطالة والمشكلات الاقتصادية التى تواجه البلاد.  واختار الرئيس المنتخب من جديد أن يؤدى اليمين على إنجيلين، الأول  للرئيس الأمريكى الراحل « إبراهام لينكولن» والثانى لزعيم الحقوق المدنية «مارتن لوثر كينج». وتأتى فكرة «أوباما» بالقسم على إنجيلين هى من أجل التأكيد على المساواة بين كل الأعراق والطوائف.

ولكن الحدث الأبرز والذى يراه الكثيرين بأنه الفضيحة التى هزت العالم كانت فضيحة «التجسس» الأمريكية، حيث كشف موظف الاستخبارات الأمريكية  السابق «إدوارد سنودن» عن أسرار مهمة تتعلق بتجسس أمريكا على الاتصالات الدولية بما فيها حلفاؤها إسرائيل وألمانيا  وأوروبا ودول عربية وأفريقية، ولاقى هذا الكشف جدلا كبيرا فى دول العالم، وخاصة فى أوربا،  وتسبب فى موجة كبيرة من الغضب بين حلفاء الولايات المتحدة وأشعل جدلا ساخنا بشأن الموازنة بين الخصوصية والأمن.

تفجيرات «الماراثون» الرياضى فى «بوسطن» كانت الحدث الأكثر مأسوية الذى شهدته الدولة الأكبر فى العالم خلال العام ، ففى كل عام - ومنذ 1867 - يمثل ماراثون بوسطن الحدث الرياضى الأبرز فى الولايات المتحدة، ففى هذا العام وعلى بعد أمتار قليلة من خط النهاية، وقع انفجار وسط الجمهور المتعطش لمتابعة الماراثون، أعقبه بثلاث عشرة ثانية دوى انفجار ثان متسببا فى مقتل ثلاثة أشخاص، خلف وراءه عددا من القتلى ومئات من المصابين، إصابات بعضها كانت فى منتهى الخطورة. وأعادت تلك التفجيرات إلى أذهان الأمريكيين فزع استهداف برجى التجارة العالميين فى الحادى عشر من سبتمبر عام 2001، مع الفارق الكبير فى عدد القتلي، إلا أن الحادث اتسم بالدموية والبشاعة ضد الأبرياء، ووصفه الرئيس الأمريكى «أوباما» بأنه أسوأ هجوم على الأراضى الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر.
إسرائيل.. ولاية ثالثة لــ «نتنياهو».. ووفاة «عوفديا»
كانت أبرز الأحداث على الساحة الإسرائيلية هى إجراء الانتخابات للحكومة الإسرائيلية، والتى نجح خلالها «بنيامين نتنياهو» وحزبه «الليكود» بالفوز بفترة بجولة ثانية لولايته، والثالثة منفصلة، بأغلبية أصوات أعضاء الكنيسيت 68 مقابل 48 من المعارضة. وشهدت الانتخابات الإسرائيلية هذا العام مفاجأة كبيرة، حيث صعدت أسماء لم تكن ظاهرة من قبل فى عالم السياسية، وعلى رأسها حصول «يائير لبيد» على المركز الثانى فى الانتخابات وحزبه «هناك مستقبل» مما فرض على «نتنياهو» ضمه للتشكيل الحكومى رغم الخلاف الايديولوجى بين المعسكرين.

وبطبيعة الأحوال كان لليمين المتطرف نصيبا فى تلك الحكومة، حيث حصل حزب «البيت اليهودي» بقيادة «نفتالى بينت» على المركز الثالث، ليشكل بهذا قوة لليمين الإسرائيلى داخل الحكومة. إضافة إلى عودة المتطرف «أفيجدور ليبرمان» للحكومة ولحقيبة الخارجية من جديد بعد الاخفاقات التى وقعت فى عهده وتراجع التمثيل الدولى لإسرائيل وزيادة الشعور بعزلتها السياسية، وبعد تبرئته من تهم الفساد الموجهة إليه.

وشهد العام أيضا تطورا كبيرا فى العلاقات الدولية لإسرائيل، فقد شهدت تدهورا كبيرا فى علاقتها بواشنطن على خلفية البرنامج النووى الإيران، وزادت فى أعقاب الكشف عن تنصت الولايات المتحدة على حلفائها ومن بينهم إسرائيل.

أما على الصعيد العربى فقد أجبرت حكومة «نتنياهو» على دخول لمحادثات مع الجانب الفلسطينى وتقديم بوادر حسن نية، شملت الإفراج عن عدد من الأسرى على عدد من الدفعات.

ومن أبرز الأحداث الداخلية والتى كان لها أثر كبير لدى الإسرائيليين هو وفاة الحاخام الاكبر لليهود السفرديين «الشرقيين»، والزعيم الروحى لحزب شاس، الحاخام «عوفاديا يوسف»، والذى كانت جنازته تاريخية بالنسبة للدولة العبرية، حيث شارك بها أكثر من نصف مليون مشيع، غالبيتهم من المتدينين، وهو عدد ضخم جدا بالنسبة لدولة قوامها حوالى 8 ملايين.