الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تحالف دعم الشرعية».. 6 أشهر من الصراع مع السلطة




كتب ـــ أحمد عبدالعليم
 
كان الدافع الرئيسى لقوى الإسلام السياسى لتكوين التحالف الوطنى لدعم الشرعية، الذى حمل شعار «نحمى الثورة.. نحمى الشرعية»، وتم تدشينه فى 27 يونيو الماضى، هو أن هذه القوى المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، شعرت بخطورة الأوضاع، وأن هناك مؤشرات ما لرحيله  فضم التحالف (جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، وأحزاب الاستقلال «العمل الجديد»، والفضيلة، والإصلاح، والتوحيد العربى، والحزب الإسلامي، والوطن، والوسط، والراية)، بالإضافة إلى اتحاد النقابات المهنية (ويضم 24 نقابة مهنية) واتحاد طلاب جامعة الأزهر وضباطًا متقاعدين ومحاربين قدماء، وائتلاف القبائل العربية فى مطروح وسيناء والصعيد، ومجلس أمناء الثورة، وصحفيين وإعلاميين، وأساتذة جامعات.
نص البيان التأسيسى لـ«دعم الشرعية»، على أن التحالف سيتولى تنسيق وإدارة الوقفات السلمية والاعتصامات فى الميادين، لإيمان أعضائه بحق الشعب فى حماية مكتسباته الديمقراطية، وحراسة ثورته التى سالت لأجلها الدماء الزكية فى ثورة يناير، فى ظل ما يجرى من محاولات الانقضاض على ما سموه بـ«الشرعية».
عقب الإطاحة بـ«مرسي» فى 3 يوليو، أضيف لمسمى التحالف كلمتان هما «ورفض الانقلاب»، ليصبح «التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، بعد أن وصف ما حدث فى 3 يوليو بأنه «انقلاب عسكرى».
لجأ التحالف عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة إلى تنظيم مظاهرات فى مختلف المحافظات والميادين غير الرئيسية وفى المناطق الداخلية، من دون أن يدعو لتنظيم أى اعتصام، لتجنب أى اعتداءات على أنصاره، إلا أن قوات الأمن اعتقلت وداهمت منازل العديد من قادة التحالف عامة وجماعة الإخوان خاصة، ووصلت حملة الاعتقالات لبعض الأعضاء الناشطين فى التحالف، ورغم هذه الضربات الأمنية، فإن المظاهرات والاحتجاجات لم تتوقف، إذ يدعو التحالف لتنظيم مظاهرات بشكل منتظم.
حاول التحالف التواصل مع القوى الثورية، وعلى رأسها حركات «شباب 6 إبريل»، و»الاشتراكيين الثوريين»، وجبهة طريق الثورة «ثوار»، وحركة «العدالة والحرية»، وعدد من نشطاء الثورة، من أجل توحيد جهودهم ورأب الصدع بينهم، لمحاولة إسقاط السلطة الحالية، وقد أطلق التحالف دعوة للحوار مع القوى الوطنية والثورية منذ فترة لتحقيق مصالحة وطنية، والبحث عن القواسم المشتركة بينهم، إلا أن هناك تعثرًا كبيرًا فى الجهود، ولم تسفر عن شيء ملموس حتى الآن، بسبب مطلب عودة «مرسى» ومجلس الشورى ودستور 2012، وهو ما يرفضه العديد من القوى الثورية. وخوفًا من اتهام البعض لها بأنها كانت خلايا نائمة لجماعة الإخوان، أطلق عدد من الشخصيات العامة، مبادرات للصلح مع السلطة الحالية، كان على رأسها مبادرة الدكتور محمد سليم العوا ومعه آخرون، والمفكر أحمد كمال أبوالمجد، والسفير إبراهيم يسرى والمستشار محمود مكى، والجماعة الإسلامية أيضًا، لم تعلن عن تفاصليها، إلا أن كل هذه المبادرات لم تنجح، فى ظل إصرار كل طرف على مواقفه، كما أن الجهود التى حاول الاتحاد الأوروبى أو غيره من الجهات الخارجية بذلها لم تكلل بالنجاح، وأعلن التحالف رفضه لأى تدخل خارجي، متمسك بأن يكون الحل والمخرج من الداخل.
تأخر التحالف فى حسم موقفه النهائى من المشاركة فى الاستفتاء على دستور لجنة الخمسين، رغم أن معظم مكوناته، صرحت بأنها تؤيد المقاطعة، وأنها لا ترغب فى التصويت بـ«لا» على الدستور، كى لا تعطى أى «شرعية» للسلطات الحالية من وجهة نظرها.