الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

افضحوهم.. بعارهم




للأسف لا يتضمن تقرير الحريات الدينية الذي تصدره الخارجية الأمريكية فصلاً عن الأوضاع الدينية في الولايات المتحدة.. ولو كانت الجريمة التي ارتكبت ضد سائق تاكسي مسلم في نيويورك قبل أيام قد جرت في أي دولة أخري لأصدرت الخارجية الأمريكية بياناً خاصاً.. ولتحدثت مطولاً عن المعاناة وجرائم الكراهية.. ويا سلام لو كان الضحية غير مسلم. الواقعة صارت معروفة الآن.. راكب عنصري أوقف تاكسي في نيويورك.. ركب.. سأل السائق هل أنت مسلم؟ وبالصدفة كان كذلك وأقر بإسلامه بمنتهي حسن النية.. فنحره الراكب من الخلف.. لكنه أبي إلا أن يسمعه قدرًا من الشتم والسباب له ولدينه قبل أن ينهي حياته نزفًا وطعنًا.

لقد زادت هذه النوعية من الجرائم ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم الغربي.. وصارت مظاهر الكراهية تنتشر في دول كان ينظر إليها علي أنها موقع للحرية والتسامح بين أصحاب العقائد.. لكنها بمضي الوقت وبعد أحداث 11 سبتمبر صارت ميادين للعنف ضد المسلمين علي أساس الدين.. وهذا يعني أنهم يعودون إلي الوراء.. ويقفلون للماضي.. إن الحضارة الغربية ترجع إلي الخلف وهي مستعدة للاصطدام بأي بشر.

ولا تختلف واقعة اغتيال السائق المسلم في نيويورك عن اغتيال عنصري آخر للطبيبة المصرية المسلمة في ألمانيا.. ويعود هذا كله إلي تحريض إعلامي خطير وثقافة متنامية في العالم الغربي ترفض الاعتراف بقيم حقوق الإنسان مادام ذلك يطبق علي المسلمين وليس علي رعايا الحضارة الغربية.

إن ما يجري يدعو هؤلاء المتشدقين بحقوق الإنسان إلي الخجل من أنفسهم.. وأن يدركوا أن العار قد علق في رقابهم وطوق أعناقهم وكلل جباههم.. وأفقدهم المصداقية.. فلا الشعارات صارت تطبق.. ولا المعايير أصبحت متوازنة.. ولا المواثيق التي اتفقت عليها الحضارة الإنسانية صارت لها قيمة.. المسلم يغدر به.. وإذا ما تعرض الغربي إلي أي مساس في أي موقع من العالم فإن هذا يكون حدثاً وخبرًا ووقوداً للضغوط ومنطلق حملات ضد المسلمين البربر والدول الاستبدادية التي ينتمون إليها.. هكذا نوصف في أدبيات بيانات وزارات الخارجية الغربية.

أين السفيرة الأمريكية في القاهرة، أين تصريحاتها التي تتدخل في شئون ما يجري في الواقع المصري.. لماذا لا تعلق علي تلك الجريمة التي وقعت في نيويورك.. وأين منظمات حقوق الإنسان المصرية.. أم أنها لا تتابع سوي حقوق الإنسان في مصر وتفرض علي نفسها أن تكون رقيبة علي حقوق الإنسان في مصر.. وتتجاهل أي حق لإنسان مسلم آخر في دول التمويل التي تدفع الميزانيات.. وعلي رأسها بالطبع الولايات المتحدة؟ إن مصداقيتها التي لم تكن يومًا فوق مستوي الشبهات محل شك جديد وأكيد.

ثم ما موقف وزارة الخارجية المصرية.. باعتبارها وزارة في دولة مسلمة.. عليها أن تتابع حالة حقوق الإنسان التي تمس المصريين والمسلمين أيضًا في مختلف دول العالم.. أليس لديها تقرير بشأن ما يتعرض له المسلمون في العالم الغربي.. وبينهم مصريون.. أليس لديها توثيق دقيق.. أليست لديها معلومات متكاملة عن هذه الوقائع.. وكلها تنشر في الصحف.. وترصدها أجهزة الإعلام.. وتحتاج من الوزارة إلي تدقيق عبر آلياتها المختلفة لكي تكشف لنا ماذا تقول المجتمعات الغربية.. وماذا تفعل.. وما المسافة بين الشعار والتطبيق.. وبين الحقوق الشفوية للإنسان وما يجري علي أرض الواقع ضد المسلمين؟

هذه الجرائم المتتالية التي تصنف تحت بند (الكراهية) أصبحت واقعًا ملموسًا.. لن أقول إنها منهجية.. ولن أقول إنها منظمة.. ولكنها تتكرر وتواجه بحالة صمت مريب.. وتستوجب وقفة متماسكة.. فحقوق الإنسان لا تعرف ديناً.. وحريته لا ينبغي أن تكون مقتصرة علي أصحاب عقيدة دون غيرها.. وقيمها لم نتعلم أنها تجوز لأصحاب البشرة البيضاء ولا تجوز لأصحاب البشرات الأخري.. هذه عنصرية لا بد أن تفضح.. وأن تسجل في التاريخ علي أنها كارثة ضد الإنسانية.

الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net
البريد الإليكترونى: [email protected]