الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القوى الليبرالية فشل حزبى وضعف جبهة «الإنقاذ» إسلام عبدالكريم




اختلفت الأراء فى تقييمها لدور القوى والأحزاب الليبرالية، أو كما فضل البعض تسميتها بالمدنية، خلال عام 2013 ، فقد ظهر الدور الرئيسى لتلك القوى من خلال «جبهة الانقاذ» أو من بعض الأحزاب السياسية كقوى معارضة لنظام الرئيس السابق «محمد مرسي» و«الإخوان المسلمين».
فهناك من رأى أنها صاحبة دور فعال خلال النصف الأول من العام، قبل 30 يوينو، وهناك من يرى أنها ليست بالقوى الليبرالية كما تلقب نفسها وأنها فى الحقيقة قوى يسارية تتستر فى زى «الليبرالية».
وعن التقييمات للآراء على الساحة، قال أمين اسكندر، القيادى بحزب الكرامة والتيار الشعبي، أن «جبهة الانقاذ» قامت فى مرحلة ما برفع راية المعارضة ضد نظام «الإخوان المسلمين»، لكن الأهواء الفردية لقيادتها وعدم اتفاقهم على الخطوات المرجوة – إلى جانب عدم امتلاكهم للمبادرة، تسبب فى اختفائها من على الساحة.
مضيفا أن الجبهة، مع الأحزاب المدنية، ساهمت إلى حد كبير فى مواجهة النظام الدينى الذى قادته جماعة «الإخوان»، ونجحت فى حشد القوى الشعبية للخروج فى الثلاثين من يونيو. أما ما بعد الإطاحة بالنظام رأى أنه لا يوجد ما يسمى بـ«جبهة الانقاذ»، مشيرا بأصابع الاتهام نحو «عمرو موسي» و«السيد البدوي» كونهم بحثا عن الانفراد بحرية اتخاذ القرارات دون مراجعة، وهو ما تكرر فى أكثر من موقف، مما أضعف الجبهة.
وعن رؤيته لدور تلك القوى بعد الثلاثين من يونيو، قال إنها فى مرحلة استعداد لخوض الانتخابات، سواء برلمانية أو رئاسية. وعاب عليهم فى أن الكثير منهم غرق فى فكرة دعم وتأييد وزير الدفاع ، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وتورط بعضهم فى سلوك دعائى لصالح وزير الدفاع.
لكن الجانب الإيجابى لتلك القوى كما روى «اسكندر» كانت من خلال الدعوة لصياغة دستور جديد، والدعوة للجنة الخمسين ودعواتها لضم جماعة «الإخوان» ضمن المنظمات الإرهابية. وحول توقعاته لدور تلك القوى خلال العام القادم 2014، قال إنه إذا حدث اتفاق على برنامج حد أدنى فيما بينهم والوصول لاتفاق حول المقاعد البرلمانية سيجعلهم يحصلون عدداً معقولا من المقاعد، أم إذا استمر فسيحدث تفتيت للموقف، معربا عن أمله فى أن تتوصل تلك القوى للوفاق فيما بينها لأنه مكسب للدولة المدنية المصرية.
أما الكاتب الصحفى صلاح عيسي، ووكيل أول المجلس الأعلى للصحافة، فقد رأى أن جبهة الانقاذ ظلت خلال النصف الأول من العام كانت «مزعجة» للرئيس أو للجماعة، مما دفع النظام لتوجيه هجمات إعلامية وساعة ضدهم. معتبرا أن ظهور تلك القوى كان ينذر بالخطر للنظام الحاكم: حيث كانت هناك مخاوف من تشكيل تحالف انتخابى – قبل الانتخابات البرلمانية- وهو ما كان سيؤثر على قوة التيار داخل البرلمان.
وعن رأيه فى الأحزاب السياسية للتيار الليبرالي، قال إنه تمت تنحية تلك الأحزاب جانبا، واصفا اياها بأنها أصبحت أحزابا شكلية. واعتبر أن تشكيل الجبهة كان اجراء ايجابياً، كشف عن وجود حيوية لدى القوى السياسية المصرية، ومكّنها من اعطاء إشارة للإخوان بأن الساحة ليست خالية أمامكم من المقاومة.
مضيفا أن تلك القوى كان لها دور كبير فى دعم حركة «تمرد»، حيث ساهمت فى جمع توقيعات للحركة ، وفتحت مقراتها فى جميع المحافظات لجمع التوقيعات، وشاركت معها ولعبت دورا هاما فى التمهيد لثورة 30 يونيو.
أما فترة ما بعد 30 يونيو، قال إن جبهة الانقاذ تشكلت فى الأساس لهدف محدد، وبعد تحققه فلم تكن هناك ضرورة لوجودها، رغم الاعتقادات التى سادت بأنهم ستتطور لنظام حزبى يمكنه خوض الانتخابات لكن آدائها كان ضعيفا. موضحا أن فكرة العمل المشترك بين أحزاب التيار المدنى لاقت مقاومة داخل الأحزاب الكبيرة، فحزب «الوفد» ، بحكم كونه الحزب الليبرالى التاريخي، رأى فى نفسه صاحب الحق فى أن يكون قائدا لتلك الجبهة ولا يجوز مقارنته بأى من الأحزاب الجديدة التى نشأت عقب 25 يناير.
وأضاف أن إشكالية تلك الجبهة تكمن فى التساؤل: هل كانت تحالفا سياسياً طويل الأمد أم أنها كانت تحالفا انتخابيا لخوض الانتخابات. متوقعا أن تتحلل الجبهة حالة استمرار الصدامات.
وأكد «عيسي» أن الأخطاء التى وقع فيها التيار الليبرالى خلال العام المنصرم كان أبرزها تحالف بعض أعضائه مع جماعة الإخوان المسلمين، حتى التيار الثورى وقع فى نفس الخطأ، فى حق حليفهم الأساسى «الجيش المصري»، ومكّن الإخوان من الاستيلاء على الملعب. كذلك أخطأت الأحزاب والجبهة عندما انشغلوا فى الصراعات فيما بينهم دون أن يدركوا أن هناك من يترصد بهم.
وأعرب عن أمله فى أن تستمر فكرة دمج الأحزاب خلال عام 2014، موضحا أن مشكلة 25 يناير تكمن فى الافتقار للتنظيم، ويجب تدعيم فكرة دمج الأحزاب لأنها ظاهرة إيجابية لتقوية التنظيمات القائمة، كما فعل التيار الإسلامي. وقال أنه يمكن تشكيل تحالف جبهوى جديد لخوض الانتخابات، خاصة أن تعدد الأحزاب الصغيرة يضع العديد من المشاكل، ويجب السعى لتكوين تيارات كبيرة (يسارى – ليبرالى – اشتراكى «ناصري»)، حيث تتمخض منهم ثلاثة أحزاب قوية ، بعدها يأتى التفكير فى جبهة وطنية تضمهم جميعا لخوض الانتخابات.
على الجانب الآخر، كان هناك من خالف تلك الرؤية ووجه انتقادات سلبية للتيارات الليبرالية، حيث شن خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، هجوما لاذعا ضد تلك التيارات، قائلا أن القوى الليبرالية ليست كما تدعي، انما هى «مسخ مشوهه» أقرب لليسار المتستر فى الزى الليبرالى – على حد وصفه.
واتهم القوى الليبرالية على الساحة المصرية بالفاشية، وأنها ليست قوى مدنية، انما هى تيارات فاشية دعمت ما أسماه بـ«الانقلاب العسكري»، وأنها قوى «علمانية»، واتفقوا جميعا على العداء للإسلام وليس جماعة الإخوان كما أعلنوا، واستولوا على ما هم ليس من حقهم بالتحالف مع من وصفهم بالخونة (حزب «النور» و«الدعوة السلفية»).