الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحركات الشبابية الثورية.. من أقصى اليسار.. إلى أقصى اليمين




كتب - محمد عثمان

شهدت مصر خلال عام 2013 حراكًا سياسيًا من جانب الأحزاب والحركات السياسية، إذ ظلت حركات سياسية شبابية كانت قد ظهرت على الساحة السياسية قبيل ثورة 25 يناير موجودة بالمشهد السياسى مثل حركات «6 إبريل» و«الاشتراكيون الثوريون»، ثم ظهرت حركات شبابية ثورية أخرى مثل حركة «تمرد»، التى استطاعت أن تكون أحد الأسباب الرئيسية فى ثورة 30 يونيو التى أدت لسقوط حكم الإخوان، الذى فشل فى إدارة البلاد خلال عام 2013.
ومع سقوط حكم الإخوان بثورة 30 وقبله سقوط نظام مبارك؛ أصبح لتلك الحركات السياسية الشبابية دورا غاية فى الأهمية سواء بالشارع المصرى أو بالحياة السياسية، لذلك كان يجب تقييمهم خلال عام 2013 فى فترة حكم الإخوان وما بعد حكم الإخوان.

وحول تقييم الحركات الثورية الشبابية خلال 2013، أكد د. مصطفى كامل أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، أن حركة «تمرد» خلال عهد مرسى كان لها تأثير قوى وسريع، إذ ظهرت فى الشهور الأخيرة من حكم مرسى ونجحت فى الحصول على أكثر من 22 مليون توقيع، وطرحت تصورًا لما يجب أن تكون عليه إدارة الدولة المصرية بعد عزل مرسى، وهو الذى يطبق حاليًا من جانب الفريق السيسى الداعم الأساسى لثورة 30 يونيو التى دعت لها «تمرد»، معتبرًا إياها من أنجح الحركات الثورية التى ظهرت فى عهد «المعزول».

وأوضح د. مصطفى أن «تمرد» عقب 3 يوليو، أصبحت تتبنى حكم القوات المسلحة لمصر، وكان لها دور مهم فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، إذ أصروا على أن يصبح دور الرئيس أهم من دور رئيس الوزراء، معربًا عن اعتقاده أن الحركة الآن تسعى لإقامة حزب سياسى، وتساءل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية: هل سيكون حزب «تمرد» أقوى من الأحزاب الأخرى؟

أما بالنسبة لحركة «6 إبريل»، فأوضح كامل أن الحركة دبت فيها الانقسامات، وقُسمت لمجموعات أهمها مجموعة أحمد ماهر، التى تبنت مواقف موالية لحكومة هشام قنديل السابقة، مضيفًا أن ماهر اشترك فى لجنة دستور2012، ورغم تحفظ الحركة على قرارات «المعزول»، فإن ماهر أخذ عدة مواقف تتماشى مع حكم الإخوان.

وأشار أستاذ العلوم السياسة، إلى أن الحركة ما بعد زوال «مرسى» اعترضت على تشكيل حكومة انتقالية، ما ادى إلى توقف وتوتر علاقتها بالأجهزة الأمنية، ما نتج عنه حبس قيادات الحركة مثل أحمد ماهر ومحمد عادل، ولفت كامل إلى أن جبهة طارق الخولى لم يكن لها أى دور خلال عام 2013 مقارنةً بمجموعة «ماهر»، التى أجرت انتخابات أسفرت عن ظهور عمرو على المنسق العام الجديد للحركة.

وتحدث كامل عن حركة «الاشتراكيون الثوريون» إذ قال: «يتسمون بالمواقف المتطرفة وتطابق مواقفهم دائمًا مع الإخوان، إذ يغلب عليها العداء الدائم للعسكر، وهذا ما يضعهم فى خانة واحدة مع الإخوان، ورغم ذلك لم تنجح فى زيادة عدد أعضائها مثل تمرد و6 إبريل».

فيما كان للدكتور سامح عيد الباحث فى شؤون الإسلام السياسى وعضو جماعة الإخوان سابقًا رأيًا حول نشاط الحركات الثورية الشبابية فى 2013 فقال: إن حركة «تمرد».. الشارع كله وقف معها لأنه وصل لحالة كره غير طبيعية للإخوان ومرسى»، موضحًا أن الحركة جاءت بدعم سياسى وشعبى، أى أن جميع الحركات والأحزاب السياسة دعمتها.

وأشار د. عيد إلى أن الحركة بعد ثورة 30 يونيو أصابها بعض الغرور، لاعتقادها أنها السبب الرئيسى فى الثورة، وبالتالى من حقها الدخول فى البرلمان والحصول على عدد جيد من المقاعد، موضحًا أن هذا الوضع ادى إلى تضارب فى الآراء والتصريحات بين أعضائها.

وأكد الإخوانى السابق أن «تمرد» فى النهاية هى تكتلات سياسية أو مجموعة أفراد منتمين لعدة تكتلات سياسة، مطالبًا أعضاءها بأن يستوعبوا ماهية الانتخابات البرلمانية وكيفية المنافسة فيها.

واقترح عيد على أعضاء الحركة المذكورة أن يعودوا لأحزابهم الأساسية أو ينشئوا حزبًا حتى لا يتم اختراقهم من قبل الإخوان.

وحول حركة «6 إبريل»، طالب د. سامح عيد الجميع باحترام هذه الحركة التى ظهرت منذ 2008 خلال أحداث إضراب المحلة فى عهد مبارك، إذ كان لهم دور مؤثر فى ثورة 25 يناير، ورغم حدوث انشقاقات.. فإن الحركة مازالت مستمرة.

ونبه الخبير بالشئون الإسلامية إلى أنه كان يجب على الحركة أن تنشئ حزبًا أو برنامجًا معينًا، لأن استمرار الحركة بهذا الشكل سيؤدى إلى اختراقها من قبل العناصر الإخوانية والخارجية بشكل سهل، وبالفعل حدث ذلك فى الفترة الأخيرة، ما أدى إلى حدوث انشقاقات وذلك لعدم وجود فكر مؤسسى، وطالب الحركة بالعمل على فكر مؤسسى أو برنامج واضح، وأن تكون الحركة قائمة على الفكرة الثورية المشتركة أو تتحالف مع أحد الأحزاب القوية حتى لا يتم اختراقهم بشكل سهل، وذلك فى ظل المشهد السياسى المرتبك الذى من الممكن أن يؤدى إلى تحالف شباب الثورة مع شباب الإخوان، ما يؤدى إلى عودة الإخوان للصورة مرة أخرى وبشكل قوى.

وحول تقييمه لحركة «الاشتراكيون الثوريون» أكد الخبير بالشئون الإسلامية أنها عصب حركة «كفاية» فى الأساس، إذ ظهرت منذ 2004 و2005 ومن أبرز أعضائها كمال خليل ومحمد عبد التواب وهيثم محمدين، وشاركوا فى الثورة وانضمت لهم مؤخرًا وانضمت لهم جبهة «ثوار».

وحذر د. سامح عيد من تفاقم الأوضاع، إذ من المحتمل ظهور جبهات وحركات على غرار جبهة «ثوار» رغم وجود بعض السلبيات بـ«الاشتراكيون الثوريون»، لكن لا يستطيع أحد أن ينسى مواقفهم السابقة لما كان لهم من دور مؤثر فى ثورة 25، وأشار إلى أن الحركة لم يكن لها دور مؤثر فى 30 يونيو، وهم يمثلون أقصى اليسار أى العمل على الفكر الاشتراكى «الماركسى»، وهم بالفعل شركاء فى الحياة الثورية المصرية، لكن شعبيتهم ليست مثل «تمرد» أو «6 إبريل».

وتابع: ستظل الحركات الثورية الشبابية مؤثرة فى المشهد السياسى المصرى، لكن يجب أن تدرك المشهد الحالى وتراجع نفسها، سواء فى الإيجابيات أو السلبيات، حتى لا يتم اختراقها أو حلها، لتنتهى بذلك إحدى أهم مرادفات الثورة المصرية، سواء كانت 25 يناير أو 30 يونيو.

من جانبه أكد أحد شباب الثورة ومؤسسى حركة «تمرد» محمد نبوى، أن الحركة بدأت من قلب الشارع ومن أجل الشارع، إذ أوضح أن الحركة مازالت متواجدة وسط المواطنين، لأن هدفها الأساسى جلب حقوق الشعب المصرى التى تم سلبها فى عهد مبارك والإخوان.

وحول إعلان الحركة عن ترشيحها للسيسى رئيسًا للجمهورية رغم رفض الحركة فى بادئ الأمر لتولى رجل عسكرى حكم مصر، أوضح نبوى أن الحركة مع ترشيح الفريق السيسى للرئاسة حال إعلانه استقالته من القوات المسلحة وانضمامه للحياة المدنية، وبالتالى من حقه الترشح مثل أى مواطن.