الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحمد بان الباحث فى الشئون الإسلامية لـ «روزاليوسف»: سأنتخب السيسى إذا ترشح ببرنامج يخرج بمصر من المجهول




حوار ـ إسلام عبدالكريم

عام مليء بالأحداث الصاخبة والمصيرية، تأرجحت فيه المشاعر بين الآمال بمستقبل أفضل، وبين مخاوف من مصير مأسوى لا يمكن الخروج منه، كان هذا رأى أحمد بان، الباحث فى الشئون الإسلامية، أحد الآراء التى حرصت «روزاليوسف» على الوقوف عليه.

■ كيف تصف الأحداث التى شهدها العام الماضي؟

ـ كانت فشلا لنظام «الإخوان» فى إدارة الدولة المصرية بشكل كامل، فقد حدثت حالة من حالات السيولة الشديدة فى أحلام المصريين بعد 25 يناير، وحتى الآن هى ثورة حائرة ولم تصل لقرار، فبعد أكثر من عامين على الثورة.. مازلنا نعيش حالة من حالات السيولة.

■ ما هى أهم الأحداث والشخصيات خلال 2013؟

ـ أعتقد أن أهم الأحداث هو خروج جماعة «الإخوان» من الحكم، بعد أن وصلت إليه قبلها بعام واحد فقط، والشخصية الأبرز كانت الفريق أول «عبد الفتاح السيسي»، فقد كان شخصية إيجابية، خاصة القرار الشجاع الذى اتخذه فى 3 يوليو، وإيقاعه سريع الحركة فى إنهاء حكم «الإخوان».. استجابة لرغبة الشارع المصرى وانحيازا له، والشخصية الأسوأ كانت «خيرت الشاطر»، لأنه المسئول عما حدث لجماعة الإخوان فى السنوات العشر الأخيرة حتى وصولهم للحكم، بسبب تسلطه عليها وإدخالها لهذا النفق.
■ ما هو تقييمك لأداء القوى السياسية على الساحة؟

ـ بالنسبة للقوى الإسلامية.. للأسف قد أخفقت فى الإجابة عن أسئلة الدولة، وأخفقت أيضا فى تطبيق مبدأ الشراكة مع باقى القوى السياسية على الساحة، فقد قدمت طرحا متعصبا لأفكارها ومنهجها، وتحولت لطوائف دينية فى مواجهة المجتمع بالدعوة إلى الدولة الدينية، على الرغم من امتلاكها قوة تنظيمية كبيرة فى الشارع، فإنها كانت فاشلة سياسيا.

أما باقى القوى السياسية، سواء ليبرالية أو يسارية فكانت قوى إعلامية أكثر منها قوى سياسية، ولم يكن لها تواجد فعلى فى الشارع المصري، فالفارق بين القوى الإسلامية وباقى القوى السياسية هو أن القوى الإسلامية تضم ملايين من الجنود مع عدد قليل من الجنرالات، على عكس باقى القوى التى ضمت العديد من الجنرالات مع عدد أقل من الجنود.

■ ما هو أخطر المواقف التى واجهت المصريين (حكومة وشعبا)؟

ـ كان الإعلان الدستورى فى 21 نوفمير 2012، هو من أخطر القرارات التى اتخذها النظام السابق، وخشيتُ من خضوع الشعب المصرى لهذا القرار، لكن الشعب لم يسكت واستكمل العام الجارى ـ فى بداياته - رفضه هذا الإعلان - لكن أخطر ما شهدته مصر العام الجارى، كان استهداف مصر من خلال إرهابيى تنظيم «القاعدة» والجهاديين فى سيناء ضد قوات الأمن وضد الشعب.

■ كيف ترى مصر قبل 30/6 وما بعدها؟

ـ قبل 30 يونيو، كانت مصر متجهة للمجهول، وأخشى أنها بعده أيضا متجهة للمجهول أيضا، فحتى الآن لم تتبين ملامح المستقبل القادم، ولا يوجد ما يشير إلى ملامح ذلك المستقبل.

■ هل سينجح الإخوان فى الحشد لثورة العام المقبل كما أعلنوا؟

ـ لا أعتقد، فأى ثورة قادمة ستكون بعيدة كل البعد عن «الإخوان» وعن «الفلول»، فلقد أدركت القوى الثورية أنه لابد من إبعاد الإخوان عن الساحة مثل بقايا النظام السابق، كما أنه يجب على النظام الجديد أن يلبى المطالب الشعبية والثورية، وألا يعارضها أو يقف أمامها.

■ هل سينجح الفريق «السيسي» حالة خوضه انتخابات الرئاسة؟ وهل ستنتخبه؟

ـ إذا ترشح ولديه برنامج سياسى جيد للخروج بالبلاد من المتاهة التى دخلت إليها، فسيكون الأمر فى إرادة الشعب، وسأنتخبه إذا قدم مشروعا أو برنامجا سياسيا أقتنع به.

■ ما أهم الأخطاء التى وقع فيها «الإخوان»؟

ـ أعتقد أن أول الأخطاء التى وقعت بها الجماعة هى القراءة الخاطئة لثورة 25 يناير، فقد كان دخولهم للحكم والحياة السياسية فخاً سعوا إليه دون الإعداد لها بالأدوات اللازمة، فكان من الطبيعى أن يفشلوا، فقد كانت قدرتهم على العمل محدودة، وقاموا بتغليب أهل الثقة على الكفاءات، وأصروا على الدخول إلى مؤسسات الدولة بدون أى خبرة للتعامل مع قضايا الدولة، والتصور بأنهم قادرون على ابتلاع الدولة المصرية.

■ كيف ترى تطور الوضع فى ظل زيادة الهجمات الإرهابية؟

ـ التكفيريون الذين انضموا للإخوان فى بداية فترة حكمهم لاعتقادهم أنها مرحلة وسطى بين الدولة المدنية وبين الدولة الإسلامية التى طمحوا إليها.. شعروا بالصدمة من الخروج السريع لحلفائهم من الحكم، فقد أصابهم هذا الأمر بحالة هستيرية سيطرت عليهم، وبدأوا فى شن هجمات على أمل إنهاك الجيش المصرى وإسقاط الدولة المصرية. 

وسواء كان هناك تنسيق بين الإخوان وبين التكفيريين أم لا، فإن لديهم هدفًا واحدًا، فجماعة الإخوان دعت للانشقاق داخل الجيش المصري، ودعت ضباط الشرطة أن يتركوا مناصبهم، وهو ما يعكس الانفصال عن الشعور الوطني، وعدم إبرازهم موقفا واضحا تجاه تلك الهجمات الإرهابية، بالإضافة لدعوتهم لانشاق الجيش، جعل من الطبيعى توجيه الاتهامات إليه، سواء كانوا ضالعين فيها أم لا.

■ كيف ترى العام المقبل فى ظل تلك التغييرات؟

ـ أتمنى أن يكون عام خير ورخاء على مصر حالة وصول نظام سياسى يدرك مكانة الدولة المصرية، ويستطيع تعبئة الجهود الشعبية خلفه وتحفيز الطاقات لدى جموع الشعب نحو مشروع وطني. وأخشى أن يتصور النظام السياسى أنه بالقفز على القانون يمكن إقامة دولة القانون، أو من خلال التحايل على الدستور يمكنه حماية الحريات والحقوق، فإذا حرص ذلك النظام على احترام الدستور والحريات وتقديم خطة تنمية، بعيدا عن ثنائية الإخوان والفلول، سيضع البلاد على المسار الصحيح، ولكن إذا ما تخلف عن كل هذا سيكون الوضع مأسويا.