الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإعلام فى 2013 .. بين الأخونة.. وغياب الرؤية




كتبت ـ مروة عمارة

بمجرد أن تولى المعزول حكم مصر، فإنه أخذ يوزع الوعود يمينا ويسارا بأنه لن يقصف قلمًا أو يلاحق إعلاميًا أو يغلق جريدة أو قناة، ومع ذلك، فإن علاقته بالصحفيين والإعلاميين بعد فوزه فى سباق الرئاسة توترت للغاية، ليتلقى الإعلام العديد من الضربات منذ أن تولى الإخوان حكم مصر.


انتهاكات خلال عهد «مرسي»

يأتى فى مقدمة تلك الانتهاكات حبس الصحفى إسلام عفيفى، رئيس تحرير جريدة الدستور احتياطيًا على ذمة قضية إهانة الرئيس ونشر أخبار كاذبة، بعد شهر واحد من فوز «المعزول مرسى» بمنصب رئيس الجمهورية.

كما تم عزل جمال عبدالرحيم ـ رئيس تحرير جريدة الجمهورية، فيما تم إغلاق قناة «دريم» وقطع الإرسال عنها بحجة عدم قانونية بثها، إلى جانب إغلاق قناة «الفراعين»، ما اعتبره كثيرون من النشطاء السياسيين ومواطنين انتهاكًا لحرية الإعلام، ووسيلة جديدة لأخونته.

ولهذا.. جاء التقرير السنوى لـ«لجنة حماية الصحفيين الدولية» فى الجزء الخاص بمصر، بما يفيد أن حرية الإعلام فى مصر تراجعت منذ تولى الرئيس الإسلامى المعزول محمد مرسى الحكم، وأنه لم يتحقق الكثير من التطلعات الكبيرة لحرية الصحافة بعد ثورة 25 يناير.

وأكد التقرير أن قضية الإعلامى الساخر «باسم يوسف» ـ مقدم برنامج البرنامج على قناة «سى بى سى» واتهامه بـسب الرئيس والإسلام، مثلت ذروة المواجهة بين الإعلام ونظام المعزول، إذ اعتبر التقرير أن هذه المحاكمة أكدت أن نظام مرسى لم يكن يؤمن بتعدد الأفكار أو يقبل بالنقد.

أيضا من إخفاقات «المعزول» التى ذكرها التقرير، أن النظام لم يف بوعده بإلغاء وزارة الإعلام وتعويضها بهيئة مستقلة للإعلام، إذ عوض ذلك بتعيين الإخوانى صلاح عبد المقصود ـ صاحب الإيفيهات الجنسية الشهيرة ـ وزيرًا للإعلام، من الأزمات أيضًا التى واجهت الإعلام، محاصرة الإعلاميين داخل مدينة الإنتاج الاعلامي، والقائمة السوداء لتهديد الإعلاميين بالقتل، وقد سجل التقرير أكثر من 87 حالة اعتداء جسدى تجاه الصحفيين والمصورين. 

بعد ثورة 30 يونيو

أما بعد عزل «مرسي»، فإن هناك بعض الأمور التى مثلت انتهاكا ً لدى مؤيدى الرئيس المعزول، كغلق القنوات الدينية وإلقاء القبض على طاقم «الجزيرة مباشر»، بالإضافة قضية الصحفى أحمد أبو دراع مراسل «المصرى اليوم» فى سيناء، بتهمة نشر أخبار كاذبة وحكمت عليه المحكمة العسكرية بـ6 أشهر حبسًا مع إيقاف التنفيذ.

ثم جاء وقف برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، بعد خروجه عن السياسة التحريرية للقناة، وربط البعض بين قرار القناة وتطاوله على رموز الجيش.

آراء الخبراء

وحول موقف الإعلاميين ورؤيتهم لوضع الإعلام خلال 2013، ترى الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، أن الإعلام واجه العديد من القيود التى فرضها نظام مرسى على المنظومة الإعلامية ومنها بالطبع ملاحقة الإعلاميين وتهديدهم بالقتل، وكذلك غلق القنوات وعزل رؤساء التحرير، وهى انتهاكات لم يرتكبها نظام مبارك خلال ثلاثين عامًا فى الحكم.

التطاول على رموز الاعلام

وتوضح «عبد المجيد» أنه مازال هناك العديد من الانتهاكات تمارس ضد الإعلاميين من قبل جماعات الإسلام السياسي، عبر التطاول على الرموز الإعلامية خلال مظاهراتهم وسبهم وإطلاق الشتائم عليهم، وملاحقتهم وتهديدهم، ومازالت شبكة رصد وجريدة «الحرية والعدالة» تقومان بهذا الدور، ومازالت قوائم الاغتيالات موجودة وتمثل تهديدًا صريحًا لأى قلم.

وتشير «عبد المجيد» إلى أن الإعلام المصرى الآن يعانى من غياب الرؤية وحالة من التخبط، التى انعكست عليه بسبب الوضع السياسى للبلاد واضطرابات المرحلة الانتقالية، ولكن.. مازال هناك أمل بعدما تم إقرار الدستور الجديد، إذ سيتم فى ضوئه النظر فى العديد من القوانين وتعديلها.

خطابات التهديد من قبل الرئيس

أما الكاتب الصحفى صلاح عيسي، فيؤكد أن أبرز الأزمات التى واجهت الإعلام المصرى كانت خلال عهد حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، فلم يحدث أن تم غلق قنوات أو التهديد خلال خطابات الرئيس بملاحقة رجال أعمال لنشاطهم الإعلامي، ولكن كان الإعلام على درجة كبيرة من الوعى والمسئولية، فشكل جبهة ضد أخونة الدولة أو إعلامها، وكان منبرًا لفضح وكشف كل ما يدبر من قبل «مرسي» وجماعته، وشكل درعًا قوية لاستعادة البلاد من تحت قبضة الإخوان المسلمين، وانحاز الإعلام لرغبة الشعب حتى قامت ثورة 30 يونيو، وعزلت «مرسي».

القنوات الدينية منبرًا للسب

أما دكتور صفوت العالم ـ أستاذ الإعلان بكلية الإعلام ـ جامعة القاهرة، فيرى أنه لم يحدث فى التاريخ أن خطب رئيس وألقى باتهاماته على الإعلاميين وأصحاب القنوات وهدد، مثلما فعل الرئيس المعزول محمد مرسى، وتحكمت جماعته فى حزمة القنوات الدينية، واتخذوا منها منبرًا لسب وقذف الإعلاميين والسياسيين وقادة الأحزاب الليبرالية والشباب الثوري، هذا بالإضافة للدعم المباشر من «قناة الجزيرة» و«قنوات الإخوان».


ملاحقة الإعلاميين قضائيًا

ويكمل: ملاحقة الإعلاميين قضائيًا كانت السمة الأبرز خلال حكم مرسى، وكان وزير الإعلام إخوانيًا، وتم تشكيل «مجلس للإذاعة والتليفزيون» وأغلبه من القيادات الإخوانية، كما تم تشكيل «المجلس الأعلى للصحافة»، وأبرز قادته من الإخوان والموالين لهم، وتم التحكم فى اختيار قيادات الصحف القومية.
غياب الرؤية داخل ماسبيرو

ويرى «العالم» أنه برغم ثورة 30 يونيو ووجود وزيرة من داخل مبنى ماسبيرو، فإنه حتى الآن مازال الإعلام المصرى يعانى غياب الرؤية وعدم وجود خطة للتطوير، وحتى الآن لا يوجد برنامج «توك شو» من داخل ماسبيرو يحظى بنسبة مشاهدة عالية.

دستور الإخوان وتقييد حريات الإعلاميين 

أما دكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، فقال: إن التعديات على حرية الإعلام خلال عام 2013 تمثلت فى ما أدخله دستور الإخوان، الذى كان يحوى نصوصًا ضد حرية الإعلام والصحافة، وقد جاء دستور 2013 ليعيد تلك الحريات مرة أخرى للإعلاميين.
مطالب بحزمة من القوانين 

ويطالب «ياسر» بضرورة عمل ورشة ضخمة تضم جميع الخبراء من أجل إعداد حزمة من القوانين الإعلامية المطلوبة، وكذلك إعداد مشروع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة من أجل هيكلة الصحف القومية، وضرورة إنجاز مشروع تداول المعلومات حتى تتم إتاحة جميع المعلومات للإعلاميين، وحل أزمة القنوات المغلقة.