الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المجد للعبث!




لا يتوقف نهر الحياة عن الجريان مهما صادف من نتوءات أو صخور.. إنه ماض فى مجراه والماضى يصب فى الحاضر.. والحاضر يستشرف المستقبل.. مع انطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير وصولا إلى ثورة 30 يونيو.. كنا جميعا على يقين أن هناك فاتورة فادحة كتبنا على أنفسنا أن نتحملها وأن نسددها مهما تكن فداحتها.. والمحظور الوحيد والمستحيل هو أن نركع ونتقدم بأكفان وطننا على أيدينا إلى جماعة الإخوان الإرهابية كى يقبلوا الصفح عن شعب مصر ويكفوا عن الاستمرار فى القتل والتدمير ومصادرة الحياة وأن يضعوا الشروط التى يريدونها بما فيها إطلاق أيديهم ليفعلوا ما يشاءون وقتما وكيفما يريدون.

وأيضا لا نقبل المرض الذى أصاب الغالبية من الوزراء والمسئولين وندفن رؤسنا فى الرمال بالمشاهدة والصياح المجد للعبث.

المرض أصاب عقولهم لدرجة أنها توقفت عند نقطة السعى الدءوب لتسجيل المواقف بدلا من البحث عن حلول.. حتى تفاقمت المشكلات والكل يتبرأ منها.. ولا يسهم بنصيب فى علاج أسبابها.

خذ مثلا تصريح الدكتور الببلاوى الصادم ان جماعة الإخوان ليس لها علاقة بحادث تفجير مديرية أمن الدقهلية هكذا يتحدث رئيس وزراء مصر بمنتهى البساطة وقبل انتهاء التحقيقات.. هل أضاف الرجل شيئا غير ما تعلنه جماعة الإخوان الإرهابية.. وإذا كان الأمر كذلك فمن وراء حادث الدقهلية ومن المستفيد من تصدير مشهد الفوضى والإرهاب ومحاولة اظهار الدولة فى مشهد عجز.. وهدم أعمدتها؟ وليته توقف عند هذا بل أضاف أن ما يفعله طلاب الإخوان «أمر طبيعى» المجد للعبث.. هل حرق الجامعة وتعطيل الدراسة وقطع الطرق وقذف الشرطة بالحجارة والمولوتوف والخرطوش.. طبيعى.. انه جنون فاق حد التصور.

هل هناك صفقة ما تتم فى الخفاء والشعب مغيب عنها.. أم هى أعراض الشيخوخة! وليت الأمر اقتصر على رئيس الوزراء فقد طال بعضا من الوزراء عندما تعلن وزيرة البيئة أن وزارتها عاجزة ولا تستطيع أن تتخذ أى إجراءات عند مواجهة مشكلة ما ببساطة لأن هناك تداخلا فى عمل الوزارات وهذا يجعلها عاجزة أمام المشكلة والسؤال: هل لا تستطيع معالى الوزيرة أن تجرى اتصالا بباقى الوزراء ليتخذ كل منهم الإجراء الذى يخصه فى حل المشكلة.. هل يجرم القانون اتصال الوزراء ببعضهم البعض؟! هل منصب الوزير للوجاهة الاجتماعية والحصول على بدلات الوظيفة أم أنه يحصل على هذه المستحقات نتيجة عمله فى حل المشاكل التى تعوق مسيرة بناء الوطن وتنميته؟!

وأيضا كدليل على التخبط وعجز الحكومة وزير التربية والتعليم عندما أقال مستشار مادة علم النفس وبرر الاقالة بأن المستشار أخضع كتاب علم النفس للاخونة وأن الوزير قام بتصحيح الوضع وأحال المستشار للنيابة للتحقيق معه ثم نفاجأ بعد ذلك أن سيادته قام بتعيينه وكيلا لمديرية التربية والتعليم بمحافظة كفر الشيخ.. هل معالى الوزير خشى من أخونة مادة علم النفس فحول مستشارها الى وكيل مديرية تعليم كفر الشيخ وبدلا من أخونة مادة واحدة تكون أخونة لمراحل التعليم الثلاث ابتدائى واعدادى وثانوى.. إذا ثبت أن مستشار مادة علم النفس برىء مما اتهم به لماذا لا يخرج علينا الوزير ويعلن براءة الرجل.. كما اتهمه من قبل فى وسائل الاعلام.. أو أن المستشار مدان فيعترف الوزير بخطأ قراره.. ويصوب الأمر ألستم معى.. المجد للبعث.

هل هذه الأوضاع المرتبكة والمرتعشة لحكومة الببلاوى هى التى أعطت الجرأة لبعض من فلول نظام المخلوع للخروج من حالة الكمون التى أصابتهم عقب ثورة 25 يناير وجعلتهم يتحدثون عن أن الدولة المصرية القادمة ستكون دولة التغيير والإصلاح وأن الأمور فى البلاد سوف تستقر وتعود إلى سابق عهدها وأن استثمارات من هنا وهناك بالمليارات فى الطريق.. وللأسف كله كلام ولم يزد هذا عن أسطوانة الإخوان المشروخة ودلاديلهم من أن بعد مرسى سوف تتحول الجبال إلى ذهب ويفيض النهر عسلا وهناك 200 مليار دولار قادمة من قطر.. ثم يصحو الشعب على قبض الريح.. ويكشفون أن ماء النهر يجف هل عرفت عزيزى القارئ الآن ما الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن؟

ولكن لا تنزعج فثورة 25 يناير باقية ومازالت تفاعلاتها على الأرض.. لأنها ثورة شعب.. والشعب باق.. والثورة لم تقم كى يحكم الإخوان.

الحقيقة التى يجب أن يعلمها كل مصرى أن حاشية المخلوع ومن يدور فى فلكهم هم من مكنوا الإخوان كخطوة ضمن خطة طويلة المدى من أجل القضاء على ثورة يناير فهؤلاء ليسوا أكثر من مماليك يعطون مجهودهم لمن يدفع أكثر.. كان ذلك دورهم أيام المخلوع وثق تماما أنهم عرضوا خدماتهم على المعزول وعشيرته ويحاولون مغازلة من يظنون أنه سوف يشكل محور حكم النظام القادم يحذوهم الأمل أن يختار من بينهم مجموعة الشماشرجية أو الخدم العاملين بمطبخ حكمه.. أنهم منافقو كل العصور.. وحتى لا نقع فريسة للإخوان أو الفلول.. لابد من أن نخرج جميعا فى 14 و15يناير لنقول نعم للدستور.. نعم لمصر الجديدة بعيدا عن أنصار المعزول أو أتباع المخلوع.