الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«جبهة الإنقاذ» تنتظر تفكيكها إلى 3 كيانات




مع اقتراب موعد الاستفتاء الذى سيدخل مصر إلى تفعيل جدى لأول بنود خارطة الطريق التى أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع فى 3 يوليو الماضى بعد عزل الشعب للرئيس محمد مرسي، يقترب أيضا حسم مصير جبهة الإنقاذ.. التى تعالت أصوات قياداتها بأن دروها الحقيقى ينتهى بنهاية الاستفتاء على الدستور، وهو ما يعكس واقعا صعبا من الصراعات ستخوض غماره أحزاب الجبهة ليس ضد أحد وإنما ستدفع الأطماع الانتخابية بأصدقاء الأمس ليصبحوا خصوم اليوم، نظرا لما تفرضه طبيعة المعركة البرلمانية المنتظرة، حتى إن لم تكن الانتخابات الرئاسية أولا، فإن مصير الجبهة إلى زوال.

وبالنظر إلى الصراع على الانتخابات الرئاسية تجد أن الخلاف بين الأعضاء واسع فى هذه النقطة، خاصة مع إعلان حمدين صباحى نيته الترشح للرئاسة رسميا بقرار منفرد لم يشاور فيه رفقاءه من أعضاء الجبهة، بينما يتجه كل أعضاء الجبهة إلى دعم الفريق السيسى فى حال خوضه لانتخابات الرئاسة أو دعم عمرو موسى إذا لم يترشح السيسى، الأمر الذى دفع التيار الشعبى للإعلان عن نهاية دور الجبهة، خاصة أن مؤسسها هو صباحى نفسه.

بينما تأتى المعركة البرلمانية لتمثل أبرز نقاط الاختلاف التى ستدفع بالجبهة حتما إلى التفكك الذى بدا جليا خلال هذه الفترة، حيث ينحصر محور الصراع بين 5 أحزاب هى «الوفد والمصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار والتجمع والمؤتمر»، حيث يتجه حزبا الوفد والمصرى الديمقراطى إلى إعلان تحالفهما معا، وهو ما يعكس نقطة تحول كبيرة فى تحالف الأحزاب ذات الأيديولوجيات المختلفة طالما تقاطعت المصالح وفقا لمبدأ الانتهازية السياسية، فيما عرض رئيس الوفد د. السيد البدوى فى جلسات خاصة بينه وبين رئيس المصريين الأحرار د. أحمد سعيد الانضمام إليهما، لكنه لم يعجب بما اشترطه عليه الحزبان نتيجة رغبة الوفد فى وضع شعار الحزب على حملات الدعاية للتحالف إذا تم بين هذه الأحزاب بجانب رغبته فى الاستئثار بأكبر عدد من المرشحين سواء كان بنظام الفردى أو القائمة بوضعهم على رؤوس القوائم إذا كان النظام الانتخابى به جزء خاص للقائمة، بإعتباره أكبر حزب وأقدمهم.

بينما رفض المصريين الأحرار هذا التحالف أيضا، الذى لا يزال يرفض الانضمام للوفد والمصرى الديمقراطى، حيث يرى الأخير نفسه أنه أفضل أحزاب الكتلة المصرية التى خاضت آخر معاركة برلمانية وبالتالى حصد 19 مقعدا بالمجلس لذا يحق له الدفع بأكبر عناصر أيضا مع الوفد نتيجة ما يراه الحزب خبرة لدى مرشحيه.. فيما يرى المصريون الأحرار أن لديه القدرة على التمويل للحملات الانتخابية والدفع بعناصر قوية وشابة، بجانب أنه يعتبر فوز المصرى الديمقراطى بعدد من مقاعد البرلمان السابق أمر جاء وفقا لحظوظ هذه المرحلة الماضية، فضلا عن أنه يختلف مع الوفد والمصرى الديمقراطى فى رفضه ضم أى عناصر من الحزب الوطنى «المنحل».. بينما يتجه الحزبان الآخران إلى الموافقة على ضم عناصر من الوطنى المنحل ولكن شريطة ألا تكون ضالعة بأى فساد بالعهد السابق.

وفى السياق نفسه يبرز الخلاف العميق بين التجمع وحزب المصرى الديمقراطى نتيجة دعم الأخير لحزب التحالف الشعبى الذى يقوده القيادى اليسارى البارز عبد الغفار شكر وهو حزب منشق من قلب التجمع بعد ترك عدد من قياداته للأمانة المركزية واستقالة عدد من أمانة الحزب بالجيزة لتأسيس حزب التحالف.. بينما لا يغفر المصرى الديمقراطى للتجمع هجومه على حكومة الببلاوى وهو أحد قياداته بجانب  نائبه د. زياد بهاء الدين.. خاصة مع رؤية الحزب المصرى بأنه يمتلك قدرات مالية كبيرة لدعم حملات مرشحيه فى الوقت الذى لا يستطيع التجمع مجاراته فى هذا الأمر، فضلا عن قناعته بأن لديه كوادر قوية يمكنها اقتناص المقاعد.