الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر لـ«قطر»: القادم أسوأ




يبدو أن العلاقات المصرية-القطرية على اعتاب مرحلة جديدة غير مسبوقة فى تاريخ علاقات الدول العربية، حيث كشف د.بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية استدعى سفير قطر بالقاهرة إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه رفضنا شكلاً وموضوعاً للبيان الصادر عن الخارجية القطرية فى ساعة متأخرة من مساء أمس بشأن الوضع السياسى فى مصر.
وقال عبدالعاطى: إن مصر لم تكتف بإصدار بيان شجب على بيان الخارجية القطرية وإنما قامت باستدعاء السفير القطرى بالقاهرة، وهى خطوة غير معتادة بين الدول العربية.
وأوضح أن مساعد وزير الخارجية نقل للسفير القطرى أن ما جاء فى هذا البيان يعد تدخلاً مرفوضاً فى الشأن الداخلى للبلاد. كما تطرق لتجاوزات قناة الجزيرة وأذنابها من الجزيرة مباشر مصر والجزيرة مباشر فى حق مصر.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن سفير قطر أكد من جانبه أن بلاده أيدت ثورة 25 يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيو وأنها سارعت بإصدار بيان يؤكد دعم إرادة الشعب المصرى ويشيد بدور القوات المسلحة، فضلاً عن توجيه أمير قطر رسالة تهنئة لرئيس الجمهورية فور حلفه اليمين الدستورية. فعقب مساعد الوزير قائلا: إن مصر لا تقبل أى تدخل فى شأنها الداخلي، وأنه إذا كانت قطر صادقة فى تأييد الثورتين فكان من المتوقع من قطر أن تتخذ خطوات ملموسة وبناءة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سياقها الطبيعى بدلاً من التدخل المرفوض فى الشئون الداخلية للدول.
وأشار عبدالعاطى إلى أن مصر تؤكد مجدداً أنها لن تسمح على الإطلاق لأى طرف خارجى بالتدخل فى شئونها الداخلية تحت أى مسمى أو تبرير، وأنها تحمل أى دولة أو طرف خارجى يشرع أو يقدم على ذلك مسئولية ما يترتب عليه من تداعيات.
وعلمت «روزاليوسف» أن الخارجية المصرية أبلغت السفير القطرى أن القرار المصرى القادم سيكون صادمًا وموجعًا وقد يكون الأول من نوعه على صعيد العلاقات العربية - العربية.
وكشفت مصادر دبلوماسية عن حدوث ثمة تشاور سياسى مصرى – سعودى خلال الساعات الماضية حول الموقف القطرى وتدخله السافر فى الشئون المصرية وعبّر الجانب السعودى عن عدم رضا تام وخيبة أمل كبيرة لهذا الموقف.
وأكدت المصادر الدبلوماسية المصرية أن البيان القطرى الأخير كان بمثابة الضربة القاضية لجهود الوساطة التى تقوم بها دول خليجية لتقريب وجهات النظر بين القاهرة والدوحة.
من جانبه قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الأسبق إن بيان قطر كان مفاجئا من حيث مضمونه وجرأته على الدولة المصرية ووحدته وأيضا توقيته، موضحاً أن موقف قطر يعكس تناقض المواقف القطرية وتأييدها الواضح للإرهاب وانتهاك للشئون الداخلية لمصر، كما أنه يؤجج ويبرر عمليات الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة.
وأوضح أن البيان صدر كى يعطى رسالة الى العالم الخارجى أن هناك دولا تؤيد الإخوان وترفض إدراجهم ضمن الجماعات الإرهابية إلا أن مواقف قطر وعلاقاتها بالإخوان يفسد الوصول إلى هذا الهدف.
وأضاف هريدى : «للأسف لم نعهد فى تاريخ العلاقات العربية العربية أن تتدخل دولة عربية فى شئون دولة أخرى بهذه الصورة، ويجب على مصر أن تتخذ مواقف حاسمة تجاه الدوحة فلا يمكن أبدا أن نقبل بهذا التجاوز، كما أنه على الدول الخليجية أن تعلن عن موقفها بكل وضوح تجاه هذا الأمر».