الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تسونامى يضرب قرى بحيرة قارون




«عادت ريمة لعادتها القديمة».. «وكأنك يا أبوزيد ما غزيت» بهذه الأمثال ينعى حال أبناء قرى الحبون وخلف والرغاى وفوزى المطيعى والسفراء «التابعة للوحدة المحلية لمنشأة طنطاوى بمركز سنورس فى الفيوم حظمهم العائر بسبب تفاقم مشكلات غرق قراهم وأسلوب المسكنات التى يتبعه مسئولو المحافظة تجاههم.
يقول عبد السلام عبد العليم «مزارع» إن زيادة المياه فى بحيرة قارون أدت الى غرق 750 فدانا من أجود الأراضى الزراعية وحولتها الى «غابات وحشائش مما أدى الى تشريد العديد من الأسر بقريتى الحبون والسفراء.
ويشير جبريل عباس «فلاح» الى انقراض ما يقرب من 80% من مواشى وأبقار قرى ساحل بحيرة قارون بسبب غرق أراضى المنطقة مما دفع الفلاحون الى بيع حيواناتهم ولم يبق منها سوى القليل وهو ما يمثل كارثة غذائية حيث إن هذه الحيوانات كانت توفر الألبان والجبن والزبد لأهالى المنطقة.
ويضيف سيد فراج صالح «فلاح» إن هناك حالة خوف ورعب تسيطر على أهالى قرى ساحل قارون بمركز سنورس بسبب ما تسببه هذه التجمعات المائية الراكدة من تلوث بيئى وما ينتج عنه من أمراض وأوبئة تؤثر على الصحة العامة للأهالى خاصة الأطفال الصغار.
ويؤكد محمد الجوهرى «مهندس زراعى» ان العديد من الأسر قد قاموا بمنع أطفالهم من الذهاب للمدارس وسفرهم للعمل فى جمع الخضر والفاكهة بالأراضى الصحراوية بطريق مصر - الاسكندرية الصحراوى من أجل جمع النقود للصرف على عائلاتهم وهو ما يتسبب فى انتشار الجهل بسبب حالة الفقر التى تسيطر على أهاليهم.
ويشكو حمد المبروك «فلاح» من تراكم ديون بنك التنمية والائتمان الزراعى على الفلاحين وتهديدهم بالحبس بسبب عجزهم عن سداد ديونهم بسبب بوار أراضهيم وتحولها الى حمامات سباحة.
ويلفت سيد عبد العزيز «فلاح» الى أن المنازل والفيللات بقرية السفراء يفشل أصحابها فى دخولها بسبب برك المياه التى أصبحت تحوطها من كل جانب بالاضافة الى غرق المسجد الملاصق لتلك المنازل وسط مياه بحيرة قارون التى توشك على ابتلاع المنطقة.
وأضاف سيد أن محافظ الفيوم الحالى د حازم عطية جاء للمنطقة منذ أيام فقط ليسأل عن الأشخاص الذين يأتون  بوسائل الاعلام ومدى علاقتهم بهم والمناطق التى تركز عليها كاميرات الإعلاميين والصحفيين ثم ترك المنطقة ولم يهتم بعد ذلك.
ويضيف عبد الجواد خليفة «فلاح» أن الأراضى الغارقة كان الفدان بها ينتج نحو 30 أردبا من الأرز و22 أردبا من القمح الى جانب كميات الطماطم الهائلة التى كانت تجلب المصدرين للمنطقة وللأسف ابتلعتها مياه بحيرة قارون وكأن هناك غضبا إلهيا قد حل على المنطقة.
فى حين يكشف تقرير صادر من الجمعية الزراعية بقرية منشأة طنطاوى أن هناك نحو 2000 فدان قد غرقت فى مياه بحيرة قارون بسبب انخفاضها عن مستوى البحيرة بنحو متر واحد.
ويطالب محمد عبد الجواد «موظف» بسرعة إنشاء محطة رفع ثابتة بالقرب من الجسر الواقى الذى تمت إقامته وبالقرب من حلقة السمك الوحيدة التابعة لمركز سنورس والتى غرقت تماما ولم يعد لها أثر.
ويؤكد مبارك منصور «صياد» أن أبناء القرى لم يعدوا يثقوا فى حلول المسئولين المتتالية وأنه فقط يثق فى قدرات القوات المسلحة التى دائما ما تستجيب للاستغاثات الفقراء ومعاناتهم التى تزداد يوما بعد آخر خاصة أن موسم الرياح الشديدة
قد بدأ.