الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المصريون اجتازوا اختبار الديمقراطية أحلام الشعب فى صناديق الاقتراع




 لحظات فارقة يعيشها المصريون هذه الساعات في تجربة انتخابية يعيشها الشعب للمرة الأولي في حياته الغالبية العظمي منه لم تكن تتخيل يوماً أن تعيش لتري هذا اليوم ويصبح لصوت المصري قيمة وتأثير علي مجريات أهم الأحداث السياسية.
 
ولا ينكر أن الفضل في ذلك يعود للأحرار الذين خرجوا الي الشوارع يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية للمصريين اجمعين فدماؤهم كانت الجسر الذي عبر عليه الي الصناديق الانتخابية لنختار رئيسا لمصر.
 
ظهر المشهد الانتخابى منظما وبشكل عام خاليا من التجاوزات والبلطجة المتوقعة، فالجميع فى حالة من النشوة والتألق واقفين مرتصين فى صفوفهم غير مبالين بالوقوف أو التعب رافعين شعار «حقى مش هسيبه» وفى جولة قمنا بها لعدد من اللجان فى محافظة القاهرة لمدارس فى السيدة زينب وجاردن سيتى ومحافظة الجيزة لم تختلف الصورة كثيرا.
 
اشتملت اغلب الشكاوى من قلة الصناديق داخل اللجان وهى لا تتعدى ثلاثة صناديق للجنة التى لا يقل عدد الناخبين فيها عن 5 آلاف ناخب، من جانبها اصطفت لجان التنسيق الخاصة بالطوابير الانتخابية للتقدم بالمعاقين وكبار السن للمقدمة وكان الملحوظ توزيع وجبات فول وطعمية لمندوبي حملة ابو الفتوح فى الثانية ظهرا بينما تناول العساكر وأفراد الشرطة وجباتهم من نادى الشرطة ولم يظهر مندوبون احمد شفيق فى لجان الجيزة بكثافة على خلاف مندوبى المرشحين موسى ومرسى.
 

 
تجاوزات موسى ومرسى فى الجيزة
 
على الرغم من الالتزام النسبى الذى ابداه المرشحون وحملاتهم فى معظم اللجان الا ان دعاية المرشح عمرو موسى ملاءت ارضية اللجان الانتخابية فى إمبابة، وكذلك وقف اكثر من مندوب على اول ونهاية شارع المدارس بإمبابة يقومون بمساعدة الناخبين وإمدادهم برقم اللجنة وذلك عن طريق الموبايل واللاب توب ويقوم الشباب بمناقشة الناخبين عن اختيارهم ويقومون بحملات اقناعية سريعه برفض الفلول كليا.
 
 
فى المقابل ضبط الناخبون فى مدرسة السيدة زينب شابين بلاب توب وقدموهم للشرطة واللذان ابديا اسفهما الشديد مؤكدين انها صدفة ولا ينتميان لاى مرشح وهذا ما رفضه الاهالى، من جانبهم وافق احد القضاة فى لجنة مدرسة رفاعة الطهطاوى على تصويت ناخب رغم تلف بطاقته على الرغم من عدم قانونية ذلك، كذلك التصويت لسيدة بصورة بطاقة بينما اصر بقية القضاة على التحقق من شخص الناخبات المنتقبات، وظلت الامية الحجر العثرة للناخبين لانهم اصروا على استفسار القضاة على المرشحين رغم ان الاستمارة مرفقة بصور المرشحين .
يوم العرس المصرى
 
 
إلهام محمد عبرت ابتسامتها عن مدى السعادة
 
و الفخر الذى تشعر به وهى جالسة أمام لجنة مدرسة السيدة زينب الجديدة الابتدائية بعد ان ادلت بصوتها وظلت فى انتظار ابنتها تراقب مجريات الانتخابات عن كثب وقالت إن هذا يشبة يوم العرس فمشاعر الفرحة والقلق يختلطان ولكنها ستظل لحظات لم تنس فهى على مدار سنوات عمرها التى تجاوزت الـ 68 عاماً لم تهتم بالادلاء بصوتها وكانت المرة الاولى التى تشعر بقيمة رايها مع التصويت على الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
 
 
وتؤكد انها كانت ترى تزوير الانتخابات عام 2005 بعينها و لكن بالامس لم تشهد اى تجاوزات إمام لجنتها الانتخابية فالامور صارت بهدوء وترى ان المرشحين التزموا بالصمت الانتخابى و تمنت ان يهتم الرئيس الذى اختارته بالشباب فى المقام الاول و النهوض بمصر على كافة المستويات.
 
 
رسالة إلى الشهداء
 
وتذكرت إلهام شهداء الثورة ووجهت لهم رسالة شكر و تقدير لما بذلوه من تضحية ليحصل الشعب على حريته و يتخلص من الاستبداد والفساد مؤكدة ان ما يحدث هذه الايام جاء بفضلهم فلولا الثوار وجرأتهم فى مواجهة الظلم لما وصلنا الى ما نحن فيه اليوم.
 
بينما أكد مجموعة من الشباب انهم لم ينسوا ما قام به الشهداء والمصابون الذين مازالو يعانون حتى يومنا هذا واصروا على قراءة الفاتحة وهم فى طابور الانتظار حتى دخول اللجنة تقديراً لدمائهم واعترافاً بفضلهم على الشعب المصرى لذلك لن يخذلوهم فى اختيار الرئيس الثورى الذى يؤمن باهداف و مبادئ الثورة.
 
 
كرسى وشمسية للسيدات
 
 
فى مشهد بهيج اصطفت السيدات منذ السابعة ونصف الساعة مستعدات وواثقات من أنفسهن غير مباليات إلا بالتصويت واحتشدن بمعدات التصويت والتى بدأت بالكرسى المتنقل والشمسية بجانب زجاجة المياه التى كانت كلمة السر لمواجهة الحرارة الشديدة وطول الانتظار وكانت المفارقة فى اصطحاب الكثير من السيدات لاطفالهن والتقينا (سميحة محمد) التى اصرت على القدوم للجنة رغم مرض ابنها الذى لم يتعد العامين حاملة إياه رغم إرهاقها ومرضه وعبرت بعفوية « المرض يروح ويرجع لكن الانتخابات مرة فى العمر » مؤكدة انها لحظة فارقة ولا ينبغى الاستخفاف بها،
 
 
تصويت مع إيقاف التنفيذ
 
 
لم يغب الاطفال عن المشهد الانتخابى فلقد باتت مشاركتهم فعالة وهم برفقة ذويهم وتراوحت اعمارهم من العامين وحتى الخامسة عشرة والتقينا بأحمد صالح أمام مدرسة الابراهيمية بجاردن سيتى والذى اصطحب طفله صاحب الثلاث سنوات ، الذى صرح بمرشح ابيه بمجرد ان تلاطفه ـ بدا الطفل واثقا من اختياره وكأنه فاهم وحافظ على ظهر قلب ـ واكد والده انه صمم على مشاركة طفلة فى الانتخابات ليتعلم معنى الديمقراطيه وان صوته حق لا يصح تجاهله وان الانتخابات درس للصغار على المشاركة.
من جانبها اصطحبت منيرة فهيم طفلتها التى لم تتجاوز العاشرة لتواكب الاحداث وتشارك بشكل غير مفعل كبروفة للسنوات المقبلة وعبرت الابنة نيرمين بقولها «تناقشت كثيرا مع والداى على المرشحين وجال بخاطرى لو اختلفت معهم فى الرأى ولكنهم اكدوا لى انها حرية شخصية «فشجعنى ذلك على القدوم ومتابعة الانتخابات بنفسى».