الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التلاوى: المؤتمر حقق نجاحا.. واعتراض البعض على رئاستى «زوبعة»




حوار - أحمد سميح

على الرغم من إثارته للجدل دائما وللاختلاف أحيانا، يظل الدكتور جمال التلاوى مثقفا وناقدا من الأسماء التى لها تأثير فى الساحة الثقافية، وكان آخر المواقف التى أثير فيها الجدل حوله، قبوله تولى رئاسة الهيئة العامة للكتاب خلال فترة وزير الثقافة الإخوانى علاء عبدالعزيز، ثم تولى رئاسة مؤتمر أدباء مصر فى دورته الثامنة والعشرين، وما تردد عن غياب الدكتور صابر عرب وزير الثقافة عن افتتاح المؤتمر بسبب موقف منه.. حول المؤتمر وحال الثقافة والمثقفين كان لنا معه هذا الحوار.



■ كيف تقيم مقدار نجاح «مؤتمر أدباء مصر» فى دورته الثامنة والعشرين؟

- كل مؤتمر يقاس بقدر ما حققه من أشياء كبيرة أولها نسبة الحضور والتلاقى ومواظبة أعضاء المؤتمر على المشاركة ونسبة الانجازات واعتذارات الباحثين، من هذه الأطر أعتقد أن هذا المؤتمر كان ناجحا ومتميزا لا أقول المستوى الذى كنت أتوقعه لأن طموحاتنا أكبر من أى واقع، ولكنه مؤتمر اجتهدت أمانته كثيرا، حقيقة لم يتحقق كل ما كنا نأمل، فمثلا كان من المقرر أن يضاف إلى فعاليات هذا المؤتمر لقاء بأحد الحاصلين على جائزة نوبل فى الآداب، وكنت قد اقترحت ذلك على الأمانة العامة ووافقت عليه، وبدأت هيئة قصور الثقافة مع الوزارة الإجراءات لكنها تأخرت كثيراً، ففى البداية اتفقنا مع أديب فرنسى ثم قامت هيئة قصور الثقافة بمخاطبة العلاقات الثقافية الخارجية التى قامت بالاتصال بسفاراتنا وتم ترشيح أربعة أدباء، ثم اتفقوا هم مع أديب صينى، بعدها علمت من رئيس الهيئة بأن الأمور متوقفة على حضور الوزير الذى سيعود من الخارج يوم الخميس السابق للمؤتمر فى حين أن المؤتمر سيعقد يوم السبت التالى مباشرة، وبالتالى تأخرت الإجراءات، وآمل على الأمانة القادمة للمؤتمر أن تعتبر هذا التقليد جزءا أساسيا من فعاليات المؤتمر وأن يرتب له مبكراً لأنه أمر يثرى الملتقى.

■ لماذا قبلت ترشيحك من قبل الأمانة العامة للمؤتمر لرئاسة المؤتمر على الرغم من وجود اعتراضات على ذلك الترشح من جانب عدد من المثقفين؟

- دائما هناك من يختلف مع الشخصية العامة والمثقف وهناك من يتفق، ولا يقلقنى من يختلف معى، غير أن الخلافات فى الوسط الثقافى غير موضوعية، وكنت أتوقع أن يكون الاختلاف على القيمة الفنية أو الأدبية على الساحة، وما حدث من اختلاف حولى كان زوبعة، واعتقد أنهم فشلوا فيها، وإن كنت سعيدا بانتخاب الأمانة العامة لى، وحقيقة لم أكن أعرف شيئا عن ذلك الاختيار قبل حدوثه، وقد حاولت أن أجتهد بقدر ما استطعت فى هذه الدورة.

■ على الرغم من أهمية الحدث تغيبوزير الثقافة عن افتتاح المؤتمر، هل ترى ذلك الغياب فعلا مبرراً أم كان بناء على موقف شخصى تجاهك؟

- لا تعليق... وليس لدى معلومات عن هذا الموضوع.

■ هل كان هناك تقصير من المسئولين فى تحقيق رغبة الأمانة العامة فى إقامة المؤتمر فى الغردقة؟

- فيما أتصور أنه لم يكن هناك نوع من التقصير، فقد كان المؤتمر يسير كما هو مخطط له وحتى قبل 48 ساعة من انعقاده، حتى أبلغت من رئيس الهيئة بوجود بعض المشاكل مثل الحجز فى الفنادق مثلا، والأمانة العامة والأمين العام كانوا يعملون باجتهاد شديد.

■ ما آليات تطوير المؤتمر بوجهة نظرك؟

- الوضع الحالى لمؤتمر الأدباء وضع مثالى بأن تكون كل محافظة ممثلة فى أديب واحد، ولكن المطلوب هو تطوير عمل الأمانة من خلال ابتكارات جديدة مثل وجود ضيف أو أكثر من الحاصلين على نوبل، أو من خلال عمل معجم للأدباء يحدث كل عام أو كل فترة، كما أن الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة قد أعلن أن المؤتمر أصبح له ميزانية خاصة وهو أمر كنا نطالب به منذ زمن، وهذا يضمن للأمانة العامة أن تقيم المؤتمر فى المحافظة التى تريد دون اللجوء إلى المحافظين، هذا يرفض وهذا يريد أو يطالب بشروط، ويمكن أن يتم فى حالة اختيار محافظة بعينها وبالتعاون مع وزارة الثقافة أن تعتبر هذه المحافظة الثقافية لمصر، تصبح الأنشطة متكاملة بها، وأنا ضد أن يقام المؤتمر فى العاصمة لأن بها تخمة من النشاط الثقافى، أما المحافظات فلا.

■ توليت رئاسة الهيئة العامة للكتاب فترة تولى الدكتور علاء عبدالعزيز.. مالذى وجدته وقتها بالهيئة؟ وهل أنت راض عما فعلته؟

- الموضوع ليس قضية فساد أو محاكمات، فقد كان هدفى أن ابنى، ورأيت أن أقوم ببعض الاصلاحات الداخلية وهيكلة بعض الأمور، وعمل لائحة داخلية وهو ما كان مطلباً رئيسيا للعاملين بالهيئة، وقمت بإعداد خطة ثقافية، نفذت بعضها ولم يتسع بى الوقت لإكمالها، فمثلا عند حديثنا عن الترجمة فقد وقعت مشروعا مع ثلاثة دول أوربية لترجمة عشرة أعمال لكتاب مصريين وكان هناك تصور بإنشاء فروع للهيئة بالمحافظات التى ليس بها فروع وهى الفئة الأكثر حاجة، وكان هناك رؤية باستحداث بعض السلاسل والمجلات، ورغم هذه الفترة القصيرة فأنا راض عما فعلت.

■ وكيف كنت ترى دور وزارة الثقافة خلال فترة توليك لهيئة الكتاب؟


- من الصعب الحكم على أداء الوزارة خلال تلك الفترة بما أننى كنت أحد مسئوليها، ولكننى كنت أرى الأمور كمثقف أمارس الثقافة طوال 30 عاما وليس كمسئول، ولكن قد يكون هناك سلبيات لم أستطع تغييرها.

■ ماذا عن رؤيتك لأداء وزارة الثقافة؟


- فى كلمتى الافتتاحية لمؤتمر أدباء مصر قدمت تصورى لما ينبغى أن تكون عليه الثقافة المصرية، وطرحت أفكارى تلك للأدباء والمثقفين على اعتبار أنها أفكار أساسية يمكن البناء عليها، ولا شك أن هناك أشياء سلبية، ولكن الأداء عموما سواء فى وزارة الثقافة أو فى الجماعات والجمعيات المعنية بالثقافة، الرسمية وغير الرسمية منها عليها أن تغير أداءها لتتواءم مع وضع مصر بعد ثورة أو فى حالة ثورة، فلا ينفع أن تظل الأدوات القديمة قائمة، أول هذه الأشياء وأهمها ألا ننتظر القادم إلينا بل علينا أن نذهب إليه، وأيضا الاهتمام بالموهوب فى أى مجال، بل نأخذه ونصل به إلى الطريق.

■ وكيف ترى تأثر الثقافة المصرية بالثقافة الغربية؟


- بداية لا أفصل الثقافة المصرية عن الثقافة العربية، فالغرب أيضا ينظر إلينا كثقافة عربية كلية، فنجيب محفوظ مثلا عندما يكتب عنه فى الخارج لا يقال الكاتب المصرى بل الكاتب العربى، أما، وفكرة أن تتأثر بالآخر قائمة وأن تؤثر فيه أيضا فكرة قائمة، والتأثير يأتى من لحظات القوة الحضارية، فالحضارة العربية الإسلامية فى أوجها كأن الغرب يتأثر بها ويترجم عنها، أما الآن فالحضارة الغربية متفوقة منذ سنوات طويلة، وبالتالى من الطبيعى أن يكون تأثرنا أكثر، ولا أتصور أن تأثرنا بالغرب يقلل من قيمتنا، والمهم ليس فى التأثير أو التأثر، بل فى كيفية أن تنتج ثقافتك الخاصة نتيجة لتفاعل مع هذا المنجز الحضارى.

■ هل ترى أن أدباء الأقاليم ظلموا فى الحركة الثقافية المصرية؟


- بالطبع ولكن ليس فقط أدباء الأقاليم، فهناك أدباء كثر فى العاصمة ظلموا أيضا، فالتركيز قائم على عدد قليل جدا من المثقفين، ففى كل العهود يعانى عدد كبير جدا من التهميش، ربما الفرص فى السنوات الأخيرة أصبحت أفضل من قبل، لكن لازال هناك ظلم وتهميش، وهناك أمور كثيرة لابد أن تفعل لرفع الظلم، وأنا هنا لا أتحدث عن أدباء الأقاليم فى المطلق، ولا أدباء العاصمة فى المطلق، ولكن عن الأدباء المتميزين الذين لم يأخذوا حقهم كاملا.

■ تحدثت عن ظلم وتهميش قطاع من المثقفين.. هل تراه أمرا ممنهجا؟


- لا أدرى، لكنه أمر واقع، وينبغى أن يتغير، والمشكلة أن التكريس له منذ عقود جعل من هؤلاء الأدباء قد يقبلون بالأمر الواقع، وهناك أدباء مميزين لم يأخذوا حقهم لا فى الجوائز ولا فى النشر ولا فى عضويات اللجان ولا فى ترشيحات السفر للخارج.

■ كنت تتولى منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب كيف ترى دوره حاليا؟


- حقيقة لا أرى الصورة حاليا بوضوح كما كنت أراها من قبل وحتى انتهاء مسئوليات منصبى فى شهر إبريل الماضى، حتى ذلك التاريخ كان الاتحاد يعمل كنقابة، همه الأساس خدمة الأعضاء من معاشات وتأمين صحى، وزيادة للفروع تطوير مبنى التحاد نفسه، وأشياء من هذا القبيل، الآن ربما أكون قد انشغلت عن الاتحاد.

■ ما رؤيتك لحال النشر وما هى أكبر معوقاته لدى الأدباء والمثقفين؟


- فرص النشر حاليا أفضل من ذى قبل فهناك منافذ مختلفة من خلال الهيئات الحكومية، لكن الأغلبية أصبح يتجه ناحية النشر من خلال القطاع الخاص، لكن بالطبع ليس بالصورة المثلى، فوزارة الثقافة لديها جهات عديدة تختص بالنشر ولكنها من المفترض أن توجد بينها نوع من الوحدة والتكامل، فنجد ثلاث هيئات أو أربعة تنشر لكاتب واحد فى عام واحد، وهناك من نشر أعماله فى هيئة من الهيئات لمدة أربع أو خمس وأحيانا لعشر سنوات، فكل هيئة تعمل وحدها وبالتالى لا تدرى أن فلان قد نشر ضمن أعمال هيئة أخرى، فلم لا يكون هذا التعاون من خلال وزير الثقافة أو لجنة يشكلها مثلا من رؤساء الهيئات المعنية بالنشر ويتبادلوا الكتب المجازة للنشر، فسوف تحل المشكلة كثيرا، فيعطى الفرصة لمن لم ينشر، فلا شك أنه هناك عدم عدالة فى النشر الحكومى أما النشر الخاص فلا يعول عليه كثيرا، فلا يفترض على أديب شاب أن يدفع مبلغا ماليا من جيبه لنشر عمله، أو لأديب كبير أو متحقق أن يدفع من جيبه بعد هذا التحقق، وهناك جانب آخر فالقضية ليست فى النشر فقط ولكن فى التوزيع، فالتوزيع حتى يصل إلى القارئ فالأعمال المنشورة تصل إلى القارئ المعنى، فلا بد من البحث حول هذه الأمور وحلها.