الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

28عاما على استشهاد سليمان خاطر




بعد مرور 28 عاما من استشهاد «سليمان خاطر» ابن قرية إكياد مركز فاقوس بالشرقية على يد نظام مبارك إرضاء للصهاينة، تأتى ذكرى الشهيد فى 7 يناير من كل عام لتفتح ملفات قديمة و تكشف جرائم النظام الذى أطاحت به ثورة 25 يناير ثم تلتها ثورة 30 يونيو التى قضت على نظام الاخوان الفاشى الذى أراد أن يجعل من مصر تابعاً لأمريكا وربيبتها اسرائيل. وترجع قصة الشهيد سليمان خاطر لعام 1985، حيث تقدم لأداء الخدمة العسكرية عقب حصوله على الثانوية العامة، وتم تكليفه بالعمل فى حراسة الحدود بمنطقة «رأس برقة» بجنوب سيناء، وأثناء ذلك فوجئ بتسلل مجموعة من السياح الإسرائيليين محاولين تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته.
وأخبرهم باللغة الإنجليزية بحظر العبور فيها، إلا أنهم لم يلتفتوا له وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التى تضم أجهزة وأسلحة خاصة، فخشى من سرقتها وسارع بإطلاق الأعيرة النارية عليهم وقتل 7 منهم، وأصاب شخصين بإصابات خطيرة، لعدم التزامهما بالتعليمات.
صدر قرار جمهورى بموجب قانون الطوارئ بإحالته لمحاكمة عسكرية بعد أن قام بتسليم نفسه للسلطات المصرية، وطعن على القرار وتم رفض الطعن وكل الالتماسات التى قدمها.
وفى 28 ديسمبر عام 1985 صدر حكم يقضى بمعاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة، وتم ترحيله للسجن الحربى، ثم نقل لمستشفى السجن بدعوى علاجه من مرض مفاجىء.
وفى يوم 7 يناير 1986 تم إبلاغ أسرته بالعثور عليه منتحراً شنقا بملاءة سرير داخل حجرته، وأذيع خبر بذلك فى الصحف ووسائل الإعلام، فعمت المظاهرات والاحتجاجات غير السلمية مدن الجمهورية وجميع جامعات مصر، والتى نددت بمقتل الشهيد سليمان خاطر،  الذى كان قد التحق منتسبا بكلية الحقوق، وأعلن عقب صدور الحكم بسجنه عن نيته الحصول على درجة الدكتوراه فى القانون خلال فترة حبسه.
يقول شقيقه الأكبر «عبد المنعم» 65 عاما: لقد عشنا سنوات طويلة من الذل والهوان حيث لم يسمح لأى فرد من أسرة الشهيد بالتقدم لأى مسابقة وظيفية للحصول على فرصة عمل، وكان يتم استبعاد أى فرد يمت بصلة قرابة له، بل إنه تم استبعاد عدد منهم من أداء الخدمة العسكرية، وكأننا والشهيد كنا خائنين للوطن.
وأضاف: عقب دفن جثمان شقيقى فى مقابر الأسرة بالقرية، فشلنا فى إحياء الذكرى السنوية له على مدى سنوات طويلة، حيث كانت سيارات الأمن المركزى تحاصر القرية وتمنع وصول أى شخص لنا.
ويقول: «هل تصدقون أننا كنا نعيش فى رعب داخل وطننا؟ حيث علمنا بأن إسرائيل تعتزم سرقة جثمان شقيقى للتمثيل به والانتقام منه، فسارعنا بإقامة طوق حديدى حول مقبرته، وبناء صبة خرسانية فوقها، وتمت إحاطتها بحجرة ذات باب حديدى وظللنا شهوراً عديدة نتناوب وأهل القرية حراستها.
ويشير إلى أن سليمان كان شجاعا قويا لا يهاب إلا الله، حيث قال لهيئة المحكمة يوم محاكمته: إننى لا أخشى الموت ولا أرهبه لأنه قضاء الله وقدره، وعندما صدر عليه الحكم بالمؤبد قال:  إن هذا الحكم ليس ضدى ولكن ضد مصر، والتفت لحراسه قائلا لهم: «أنا لست محتاجا لحراسة.. اذهبوا لأرض سيناء لحراستها».
وقال: إن محاكمة مبارك كانت حلم عمره وأنها بمثابة المشرط الذى استأصل جروحنا العميقة.