السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بهجورى: نحتاج لـ«زعيم» يقرأ تفاصيل الوطن وهو ما أراه متوفراً فى «السيسى»




فى منزل قديم متهالك لا تتعدى مساحته 50 مترا تقريبا يقع بشارع «معروف» أكثر شوارع وسط المدينة ازدحاماً يقطن «بيكاسو العرب» الفنان جورج البهجورى داخل مرسمه الخاص فمن ينظر إلى جدران المرسم البسيط لا يتخيل إنه شهد ولادة أهم الأعمال الفنية التى شاركت فى معارض عالمية مثلت مصر دوليا استقبلنا بهجورى بضحكته الساخرة التى لا تفارقه وانعكست فى أعماله الكاركاتيرية التى اشتهر بها.
كتب- وليد الدرملى

■ قبل بدء الحوار سألناه عن سر اختياره إقامه المرسم فى هذا المنزل فقال؟

- إن هذا المرسم كان منزلا لاحدى صديقات زوجتى المقربات، وهم مسلمون وكنت دائم الإفطار فى أول أيام رمضان معهم، ودائم الزيارة فى الأيام العادية، وكل ركن فى هذا المنزل كان شاهدا على حكايات وتاريخ بين الأسرتين وعندما قرر أصدقاؤنا بيع المنزل على الفور لم تتردد زوجتى فى شرائه، لمكانته التى يحتلها فى قلبى وكان ذلك فى أواخر الثمانينيات ومن تلك اللحظة أصبح المنزل مرسما لى ولدت فيه عدد كبير من أهم الأعمال.

■ دعنى أقف عند إفطارك رمضان مع هؤلاء الأصدقاء وهم من المسلمين وهو ما يؤكد عدم التفرقة والتميز بين الأديان التى نراها الآن فما رأيك؟

- لك أن تعلم أن هناك كثيرين من الأصدقاء ظلوا فترة طويلة لا يعرفون ديانتى والعكس وكانت تصرفنا قائمة على الود والحب والتعاون الذى أكد على الوحدة بين المسلم والقبطي، التى نصت عليها الأديان السماوية ولكن ما يحدث الآن من تشويه لتلك العلاقة هو من قلة فى مجتمع يطلقون على أنفسهم الجماعة الإسلامية وهم لا يمدون للإسلام فى شيء، ولذا مهما حاولوا إفساد العلاقة بين المسلم والمسيحيين بحرق الكنائس وقتل الأبرياء ستظل هناك ما هو أبقى وأكبر هو الله الذى يوحدنا ويحاسبنا ويرعانا ويحمينا من غدر هؤلاء.

■ هل لديك حلول للخروج من تلك الأزمة؟

- الحب لابد من أن يعود الحب والاحترام وهذا لن يعود إلا عندما نجد أنفسنا نحترم كلانا.

■ كانت التهديات تلاحق الفن فى عهد الإخوان فهل ما زال الفن تحت التهديد؟


- الفن سيظل تحت التهديد ليس من الإخوان فقط ولكن من أصحابه وتلك الكارثة والتهديد يكمن فى عدم الاهتمام به وعدم الايمان من القائمين عليه بالهدف الذى من أجله تتحقق رسالة الفن.


■ أفهم من كلامك أن الفن التشكيلى يعانى من سوء الرعاية من الفنانين التشكليين؟

- بالفعل فما يقوم عدد من الفنانين التشكليين من فعاليات لها مردودها المؤقت، الذى ينتهى بمجرد الانتهاء من الحدث ولكن ما بعد الحدث سراب.

■ لماذا إذا من وجهة نظرك لا يترك الفن التشكيلى صدى أو بصمة لدى المتلقي؟


- لأن الثقافة لدى المتلقى غير مكتملة تجاه هذا النوع من الفن والأمر هنا يعود للدولة ممثلة فى وزارة الثقافة التى لابد من تكثيف دورها لتقيف المواطن تجاه كل أنواع الفن وأقصد هنا المواطن البسيط الذى لايعرف حتى معنى الفن التشكيلي.

■ ما السر وراء عكس أعمالك للحياة الشعبية فى مصر؟

- أنا أجد نفسى فى الأحياء الشعبية ومظاهر الاحتفالات بالمناسبات الدينية تخطف بصرى وتدفعنى للإلهام المتناهى فى أعمالى فمن أكثر الأشياء التى تجذبنى بائع الخبز وأجواء الحارة الشعبية وتصدرت هذه المشاهد أعمالى فى أكثر من معرض.

■ كنت أول فنان مصرى برسم عبد الناصر بأنف طويلة .. ألم تخش غضب الزعيم؟


- على العكس بل كان يتابع أعمالى ويضحك، لها وكان يفضل الكاريكاتير الذى لا يخدش الحياء الاجتماعي.

■ ما رأيك فيما تفعله جماعة الإخوان الآن من حرق وشغب وإثارة للشارع المصري؟

- هذه الأفعال طال السكوت عليها وحان الوقت لاستعادة هيبة الدولة والتعامل معها بكل حزم لأنه لا توجد دولة فى العالم ممن تدعى الديمقراطية تستطيع قبول ربع ما تفعله تلك الجماعة فى المجتمع، ورغم ذلك كلما تعاملت الشرطة والجيش مع تلك الأفعال برفق زادت أفعالهم واعتقدوا أنهم الأقوى وشعروا بضعف الأمن فى مصر.

■ وما السبب فى وجهة نظرك؟

- السبب فى ثقافة الاثنين الشارع والأمن فالأول لا يعرف ثقافة الحرية ولا مفهوم الثورات فالثورة بالنسبة له التطاول على الآخر ورفض أى شيء يكون ضده والثانى ثقافة الأمن الذى لا يعرف كيفية التعامل مع الخارجين عن الآداب العامة والمثيرين للشغب، لأن الأمن الذى اعتاد على قمع الأصوات، الذى عمل لسنوات طويلة لصالح النظام لا يستطيع فهم التعامل مع هؤلاء بشكل محنك يستطيع من خلاله منعهم من إثارة الشغب فهو إما أن يتعامل بقوة، أو يتركهم يعبثون فى الأرض فسادا.

■ ولكن هناك منظمات حقوقية ترفع أصواتها حال تعامل الأمن بالقوة مع أى مظاهرة؟


- تلك المنظمات تعمل معظمها لصالح دول لا تريد لمصر الاستقرار واصواتهم التى تخرج غوغائية فإذا كان هدفها حقوق الانسان، أليس قتل افراد الأمن والمواطنين العاديين ببشر يريدون أيضا من تلك المنظمات الدفاع عن حقوقهم؟! فالكيل بمكاليين أمر مرفوض فهل يستطع مسئولى تلك أن يقولوا لماذا لم نر أو نقرأ لهم بيان أدانة واحد لما حدث فى الدقهلية؟ فهل حقوق الانسان تتجزأ؟ إذا ونحن أمام ظاهرة منظمات لا ترى إلا بعين واحدة علينا إذا تطبيق القانون طالما يحفظ أمن وسلامة المجتمع.

■ هل ترى أن المجتمع كان سيكون أفضل لو كان استمر عهد الإخوان؟

- المجتمع يحتاج إلى إدارة قوية، لديها إرادة فى إصلاحة والإخوان فاقدين للاثنين وهذا ليس عيبا لأن تاريخهم لا يعرف ثقافة الحوار أو سماع صوت الرأى المعارض له والتارخ خير شاهد، وأبرز تلك الشهادات اغتيال زعيمهم حسن البنا بمجرد أن قال رأيه بصراحة فيهم، فالعيب أنهم لا يدركون ويريدون أن يحكموا.

■ أفهم من ذلك أنك تؤيد ترشيح السيسى بحكم إنه الأقوى الآن؟

- ولم لا، فنحن أما مفترق طرق والوصول للطريق السليم يحتاج إلى مرشد لديه المعرفة بكل تفاصيل شوارع وأزقة وحدود الوطن، ولا نجد كل تلك التفاصيل إلا فى حقيبة السيسي، بحكم منصبه الذى يفرض عليه صنع شبكة علاقات واتصالات دولية، لأن مصر ليست دولة صغيرة، ولا تقف عند حدود معينة، ولا أجد على الساحة السياسية من يستطيع قراءة تفاصيل مصر مثل السيسي، كما أننى أراه استكمالا لمشوار الزعيم عبد الناصر.

■ وبمناسبة الزعيم عبد الناصر ماذا كانت علاقتك به؟

- كان يتابع أعمالى على غلاف «صباح الخير» أسبوعيا، ويطلب من سامى شرف إحضار الأعداد التى بها أعمالي.

■ وهل قمت برسمه؟

- عبد الناصر كان أول عمل قدمت به نفسى فى «صباح الخير» عندما طلب منى رئيس التحرير آنذاك رسم بورتريه يعكس الديمقراطية التى أرادها عبد الناصر ممثله فى البرلمان الذى عقدت دورته الأولى بعد الثورة مباشرة، فقمت برسم الرئيس عبد الناصر بقامة كبيرة وجسد ضخم يصل إلى قبة المجلس، وهو يقوم بتنظيفها ويعاونه صلاح سالم وهو بحجم ضئيل ويحمل فى يده جردل ماء للزعيم، وكان أنف ناصر تصل إلى قدميه، وتسببت تلك الصورة فى غضب صلاح سالم جدا، بينما أعجبت الرئيس وكان غضب سالم لتصويرى له بأنه قزم بجوار عبد الناصر.

■ ألا ترى أنه كان معه حق؟

- من وجه نظره هو، ولكننى كفنان لى رؤية وشعور بأننى وضعته فى حجمه الطبيعى وشعورى كان محله، فصلاح سالم اسمه على شارع، أما ناصر راسخ فى التاريخ وفى الوجود وقلوب الملايين المصريين والعرب وأفريقيا بالكامل.

■ وماذا تمثل لك أم كلثوم؟


- أم كلثوم مازالت ملهمتى حتى الآن، ومازالت ريشتى ترسم وجهها من خلال أعمالها التى أسمعها سواء فى التليفزيون أو الراديو. فهى عنوان للحب بين الناس والوطنية التى يفتقدها الكثير من المصريين.