السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خالد أبو النجا: الشعب المصرى انتصر وأذهل المخابرات الأمريكية والقطرية




حوار- آية رفعت

يعتبر خالد أبوالنجا فناناً صاحب طبيعة خاصة فمنذ بدايته وهو يركز على الأدوار الغريبة وينجذب لنوعية الأفلام الجديدة التى تساعده فى تغيير جلده وتجديد أدائه التمثيلى.. وهو الفنان الأكثر اشتراكا فى أفلام السينما المستقلة منذ بداياتها فى مصر لذلك لا يأبه بايرادات السينما بقدر اهتمامه بتوصيل الرسالة التى يحملها الفيلم داخل مضمونه. وفاجأ أبو النجا جمهوره بالظهور بدور رجل مسن ينتظر الموت فى آخر افلام «فيللا 69» والذى يعرض حاليا بالسينمات.. وعن مشاركته بالفيلم والأعمال الجديدة التى بدأ تصويرها تحدث أبو النجا فى الحوار التالى:

■ ما الذى جذبك لقبول فيلم «فيللا 69»؟

- على عكس ما الناس متصورة فأنا لم تجذبنى فكرة تقديم دور رجل مسن لأنى أفضل دائما تقديم اعمال بعمرى الحقيقى ولكنى تحديت نفسى برسالة «حسين» بطل القصة وهو رجل صارم لديه آراؤه التى يغلق عليها الباب وليست قابلة للنقاش حتى أنه عندما يريد أن يسعد نفسه فى آخر ايامه يأتى بالأشخاص الذين يحبهم والموسيقى والكتب التى يفضلها ويغلق على نفسه ولكنه لا يشعر بالسعادة إلا بعدما يعطى ويفتح قلبه لحفيده.. وهذه هى الرسالة الواضحة هى كيفية تحول هذا الرجل من رجل اقصائى إلى حد كبير ويرفض الاستماع للآخرين إلى رجل معطاء ويتقبل الآراء الأخرى من حوله والإنسان لا يشعر بوجوده وفائدته فى الحياة إلا بالعطاء والحب، فهو لم يشعر بقيمته إلا بعدما طلب منه حفيده النصيحة فى مشاكل يمر بها.. وكان من الممكن أن اتفق مع المخرجة آيتن أمين على أن يظهر «حسين» أصغر قليلا فى العمر خاصة أن المرض ليس له سن محددة ولكن فضلت أن تظل الشخصية مثلما هى لأنه رجل ذو خبرات عديدة فى الحياة.


■ هل ترمى الرسالة إلى الوضع الذى نمر به حاليا فى مصر؟

- هذا ما اقصده احسست أن هذه الرسالة هى التى يجب توجيهها فى هذا الوقت خاصة وأن الشعب اتجه إلى التفرق واصبح كل منا اقصائيا ويحتفظ برأيه دون نقاش أو محاولة فهم فاصبحنا لا نعطى ولا نحب ولا نعطى فرصة لآراء الآخرين. واصبح لدينا النقيضان فى كل شىء أبيض أو أسود، لو أنت ضدى «تبقى حمار»، فهذا ما ينقصنا فعلا كلنا يجب أن نمر «بكسرة» كما مر حسين بأزمة المرض واقتراب الموت لكى نفيق للواقع الذى نعيشه. والفيلم ليس سياسياً ولكنه يعمل على حال المجتمع من خلال قصة عائلية.

■ وكيف قمت بالتحضير لشخصية «حسين»؟ هل استعنت بأبحاث لمعرفة أعراض المرض المصاب به البطل؟


- الشخصية احتاجت شغلاً كثيراً شكليا والماكيير طارق مصطفى استطاع ان يقنعنى أنا شخصيا بأنى رجل مسن ولأول مرة اجد ماكياجاً بهذا الاقناع فى السينما المصرية خاصة أننا كنا نقضى أكثر من 3 ساعات يوميا للماكياج فقط. ولكنى عملت على الروح الداخلية للشخصية ولكن ذلك تطلب الكثير من الوقت خاصة أننى آخر من التحقت بفريق العمل فكانت المخرجة قد حضرت لى كل الأبحاث التى تتحدث عن أعراض المرض.. ولكنى أخذت منها بعض الاعراض العامة لأننا اتفقنا فيما بيننا اننا نستغنى عن تسمية مرض بعينه خاصة أن هذا الأمر لا يعنينا فى قصة الفيلم فنحن نريد التركيز على حالته الانسانية وعلاقته بحفيده.


■ هل بالفعل تم ترشيح اخيك المهندس سيف أبو النجا للدور قبلك؟

- بالفعل تم ذلك وأنا أوصلت له السيناريو وقرأه بعناية ومن الواضح انه لم يتحمس للعودة للتمثيل مجددا فأعادة لى بعدما قام بتصحيحه من الأخطاء اللغوية، واكتشفت هذا الأمر بعدما قمت بقراءة السيناريو حتى استعد لتقديم الشخصية فوجدت خط أخى عليه واحسست أنى أعطيت السيناريو لمدرس لغة عربية حتى نتجنب الأخطاء النحوية.. ومن المضحك أن أخى قدم دوراً واحداً فى حياته بفيلم «امبراطورية ميم» ولم أكن قد ولدت وقتها ولكنه حتى يسعد أمى كان يعلم بحبها لاسم خالد فقرر أن يكتب اسمه على الفيلم «خالد أبو النجا».. وبما أنى اشبهه كثيرا فى الفليم فكرت أنى أكتب على التتر اسمه هو بدلا منى، ولكنى تراجعت عن الفكرة وقررت اهداءه له.

■ ما سبب تأجيل فيلم «قدرات غير عادية»؟

- كنا بصدد البدء فيه ولكن المشكلة أن طول مدة الحظر جعلت من جلسات التحضير والتصوير مشكلة مما اضطرنا جميعا لتأجيل البدء فى الأعمال لحين انتهاء هذه الفترة وترتب عليه أنى تعاقدت على أكثر من عمل ولابد من تنسيق المواعيد، وبعدما أعلنت عن نيتى البدء فى هذا الفيلم أولا الا أنى وجدت المخرج داود عبد السيد يعطى لى فترة ليست بالطويلة حتى استطيع العمل أكثر على الشخصية وانمى قراءتى غير العادية بالتركيز والبحث.

■ وما القدرات غير العادية التى يشير إليها الفيلم؟

- لا استطيع الكشف عنها بالتفصيل ولكننا نبحث عن الأشخاص الذين لديهم قدرات خارقة غريبة عن باقى البشر مثل علم الغيب ومعرفة المستقبل والكشف عن الماضى وتحريك الأشياء عن بعد وهكذا.

■ ماذا عن فيلم «ديكور»؟

- بدأت تصويره منذ أيام وهو فيلم خفيف وسريع فى تنفيذه حتى إننا نقوم بالتصوير فى 3 ديكورات مختلفة فقط، ولا أريد أن أحرق فكرته ولكنه مغامرة جديدة ويعتبر تكريما للسينما المصرية القديمة ورموزها خاصة وأن هذه الأفلام كانت متفتحة فى موضوعاتها نسبة للوقت الذى كانت تقدم فيه وأنها تناقش موضوعات حياتية واجتماعية نعيشها فى وقتنا الحالى بما يؤكد أن صناعها كانت لهم رؤية بعيدة المدى.. ويتم تصويره بالكامل بطريقة الأبيض والأسود، وسيحمل سينما جديدة ونظام تصوير مختلف.

■ هل توجد كيمياء تجمعك مع المخرج أحمد عبدالله؟

- بالفعل أنا أثق جدا فى تفكيره ونظرته السينمائية حتى أنى أطلق على أفلامه معه اسم المغامرات من كثرة حبى لها والتحدى الذى القى نفسى بداخله، وكان لى الشرف انى قدمت مغامراته الأولى «هليوبوليس» و«ميكروفون» وكنت اتمنى أن اشارك معهم فى فيلم «فرش وغطا» الذى قدمه الفنان آسر ياسين وكان يعتبر علامة جديدة بالسينما المصرية وفكرة جديدة تقدم لأول مرة.

■ ما الذى يجذبك للعمل دوما مع المخرجين فى أول أعمالهم؟

- ليس دوما فأنا احاول التنوع فأقدم مع مخرجين كبار مثل داود عبد السيد ومحمد خان واعمل فى المقابل مع آيتن أمين أول افلامها.. فأنا استفيد منهم كثيرا وأقوم بتجديد دمى وتغيير جلدى ووضع نفسى فى تحد صعب وسينما غريبة وفكرة أغرب متجددة دوما، ففى رأيى لو الفنان نجح فى نمط معين وظل يعمل مع المخرج الذى يريحه ويقدم الفكرة التى ارتبط بها الجمهور ستكون هذه بداية النهاية، فالفنان يجب أن يستمع لكلام المخرج حتى يوجهه ويعمل على التجديد قدر المستطاع لأنه مع الوقت سوف يستنفز كل افكاره وحركاته ويصبح أداؤه موحداً يمل منه الجمهور حتى النجاح الأول سيذهب طعمه.

■ ما رأيك فى الدستور المقبل؟

- اعترض على بعض المواد المذكورة به فأنا ضد فكرة محاكمة المدنيين عسكريا حتى لو هددوا أمن منشأة عسكرية، وكيف تتم الموافقة على هذا بعد ثورتين.. كما أنى اعترض على فكرة الحصول على تصريح قبل التظاهر فثورتا يناير ويونيو لم نستأذن الحكومة قبلما نقوم بهما ولكنى متفائل لان الشعب المصرى اصبح واعيا ولن نعود للخلف للدولة القمعية البوليسية ومن الممكن أن يوافق الشعب حاليا على الدستور رغم اعتراضه على بعض المواد حتى ينتشل البلد من الإرهاب لكن إذا تم اللعب بكارت الإرهاب حتى نظل تحت القمع الأمنى فلن نسمح بذلك.

■ ما رأيك فى الوضع الحالى؟


- متفائل بوعى الشعب فنحن تعلمنا فى هذه الفترة وقمنا بمعرفة جميع الالاعيب وارادة الشعب هى التى ستطبق وستنتصر فى النهاية ولا يستطيع أحد أن يسكتنا لا فاشية دينية أو عسكرية ولا يمكن التأثير عليه ويصعب على اي جهة توقع ردة فعله سواء مخابرات أمريكية أو حتى قطرية. والناس استوعبت الدرس ولن نترك مصر إلا وهى قوية وحكومتها مدنية المنظمة العسكرية تابعة لها وليست هى الحاكمة.