الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صموئيل ومحمد وابن الخطاب




المسلمون والأقباط فى مصر مثل سواد العين فى بياضها.. جزء واحد ونسيج واحد لا تستقيم الحياة إلا بالعنصرين.. وللمسيحية نصيب كبير من محبة الإسلام للسيد المسيح عليه السلام، لأن الخالق عندما يقول فى كتابه «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون».

أرسى رسولنا الكريم هذه الأسس التى فرضها الله علينا نحن المسلمين، بأن النصارى هم أقرب إلينا فى كل شىء، فيهم القساوسة والرهبان الذين يجلون الله فى قلوبهم.. يعرفون الله حق معرفته.. يصلون بالليل والنهار ويتضرعون إلى خالقهم بالذل والمناجاة عسى أن ينظر لهم ويجعلهم من أهل الجنة يوم القيامة. فالإيمان بالله، ما وقر فى القلب وصدقه العمل.

ومن أشهر القصص التى تؤكد ضرورة محبة أهل الكتاب، ما ورد عن النبى - صلى الله عليه وسلم عندما قال لأصحابه استوصوا بأهل مصر خيرًا فإن لكم فيها نسباً وصهرًا وتأكد ذلك عندما تزوج صلى الله عليه وسلم من السيدة مارية القبطية المصرية.

وتؤكد كتب السير شكوى أحد أقباط مصر لسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما ذهب إلي المدينة لكي يشكو ابن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه. بعدما ضرب ابن العاص ابن القبطى بالسوط، فأرسل عمر الخليفة أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص وابنه وقال له جملة يسجلها التاريخ ولن ينساها الحكام العدول وهى «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟»، وقال الخليفة عمر رضى الله عنه لابن القبطى: اضرب ابن الاكرمين وأشار إلى ابن عمرو بن العاص.

 هؤلاء هم خلفاء المسلمين واشهرهم الخليفة ابن الخطاب أخذ الحق من ابن صحابى جليل له تاريخ فى حروب الإسلام الأولى فى عصر الخلفاء الراشدين.. لم يتأخر الخليفة لحظة فى أخذ الحق لابن شخص آخر لم يكن على دين الإسلام.. هذه هى عظمة الإسلام مع أهل العقائد الأخرى.

ولسيدنا عمر بن الخطاب قصة أخرى فى فتح بيت المقدس وتحريرها من الرومان والبيزنطيين، لن أتطرق إليها الآن لأنها تحتاج إلى مقال آخر يوضح عظمة الخليفة العادل رضى الله عنه.

قصة صموئيل ومحمد ومينا وعبد الرازق وغيرهم من شباب مصر الذين خاضوا حرب 1973 حاربوا جنبًا إلى جنب.. دماؤهم الزكية اختلطت ببعضها لم تفرق الدماء بين مسلم ومسيحى فى هذه الحرب التى انتصرت فيها مصر على إسرائيل.

فى أول أيام المعركة 6 اكتوبر وقبل أذان المغرب بساعة يقول الجندى محمد لزميله صموئيل: ايه يا صموئيل ملاحظ عليك أنك ما شربتش ولا كلت حاجة من الصبح.. يرد صموئيل: ياعم أنا صايم زيك انت عاوز تدخل الجنة لوحدك.. هؤلاء هم المصريون.. ما أروعهم من شعب.. نسيج واحد فى وطن واحد.. يعبدون إلهًا واحدًا.