الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المجلس الأعلى للصحافة بين التغيير وديون الصحافة القومية




فى ظل المؤامرات الخارجية التى تحاك ضد مصر.. والتى اشتدت ضراوتها مؤخرا حتى تحولت إلى حرب شبه معلنة ضد الوطن وأبنائه.. وأيضا الدور الذى يلعبه أنصار جماعة الإخوان الإرهابية فى الداخل من قتل وتدمير ومحاولتهم المستميتة من أجل إثارة الفوضى وإشاعة عدم الاستقرار لضرب الاقتصاد فى محاولة دنيئة لتركيع الدولة المصرية أمام الضغوطات الخارجية.

وأيضا تخبط بعض المسئولين فى قراراتهم التى غالبا ما تكون صادمة.. وفى وسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم.. نجد أن مؤسسات الدولة بدأت تتعافى وبدأ بعض كبار المسئولين يتخذون قرارات هى بمثابة شموع تضىء الطريق وتعطى بريقا قويا من الأمل على أن المقبل أفضل.

ومن شموع الأمل التى أعطتنا ثقة فى الغد تلك القرارات التى اتخذها المجلس الأعلى للصحافة الخاصة بتغييرات رؤساء مجالس الإدارة، فالملاحظة الأولى على القرارات التى أتت برؤساء مجالس الإدارة الجدد للمؤسسات الصحفية هى حالة الرضا التى انتابت الغالبية العظمى من العاملين فى هذه الصحف سواء على مستوى العاملين بالإدارة أو المطابع أو الصحفيين أنفسهم.

ثانيا: إن حالة الرضا التى تولدت عن التغييرات تؤكد بكل وضوح المهنية الشديدة التى مارسها أعضاء المجلس الأعلى للصحافة فى اختياراتهم للقيادات الجديدة التى تم تكليفها لتحمل المسئولية الضخمة الملقاة على عاتقهم من أجل النهوض بهذه المؤسسات الصحفية والنهوض بدورها التثقيفى والتنويرى للمشاركة فى بناء مصر الجديدة التى نحلم بها جميعا من أجل أن تتبوأ مكانتها التى تستحق بين الأمم.

تحية احترام وتقدير للمجلس الأعلى للصحافة على مهنيته والحرفية الشديدة والنقاء والشفافية فى اختيار رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية وهى تحية واجبة على وجه الخصوص للأستاذ جلال عارف أحد وأهم أعمدة شيوخ المهنة المشهود لهم بالكفاءة والحيادية على مدار عقود عدة وممتدة من العمل فى بلاط صاحبة الجلالة.. وتحية أيضا للأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين الذى سوف يشهد له التاريخ الصحفى قيادته للنقابة، فى هذه الظروف الصعبة بمنتهى الصبر والحكمة، ولا يفوتنى فى هذه المناسبة الإشادة وتوجيه التحية للمهندس عبدالصادق الشوربجى على هذه الثقة الغالية التى منحها له المجلس الأعلى للصحافة لقيادة سفينة «روزاليوسف» العريقة فى ظروف أقل ما توصف به بأنها فى غاية الصعوبة والحساسية، ونحن أبناء «روزاليوسف» على يقين من قدرة الرجل على تحمل المسئولية وأيضا عمله الدءوب من أجل تطوير ونهضة مؤسسة «روزاليوسف» ونؤكد له أن جميع أبناء «روزاليوسف» يقفون خلفك صفا واحدا من أجل أن تنجح فى مهمتك وتنعم «روزاليوسف» بالرخاء حاملة شعار «التنوير والتثقيف ومحاربة القوى الظلامية والإرهاب».

وعلى الرغم من تأكدنا الكامل من استمرار منهج المجلس الأعلى للصحافة فى مهنيته وشفافيته إلا أننا نتمنى استمرار نفس المنهج فى اختيار رؤساء التحرير فى حركة التغييرات المقبلة ولا بد من التأكيد أن التغيير ليس معناه استبعاد القيادات التى أثبتت القدرة والجدارة من بعض رؤساء التحرير الحاليين وأضفوا على صحفهم المزيد من المهنية والجدية وساعدوا فى تفوق صحفهم فى هذه الفترة.

إننا نطالب المجلس الأعلى للصحافة عند اختيارهم رؤساء التحرير بأن يكون الاختيار وفقا لمهنيتهم وخبراتهم وقدرتهم على العطاء وأيضا بأن يكونوا من أصحاب الخبرة والرؤى والجرأة والقدرة على التطوير.. وقيادة الصحافة القومية العريقة من أجل النهوض بها وحتى تؤدى دورها المنوط بها وتتبوأ مكانتها التى تستحق عن جدارة.. وأيضا أن يكون رؤساء التحرير من أبناء المؤسسة وليس من خارجها.. لأن المؤسسات القومية جميعا تملك الكفاءات والخبرات فهى ليست فى حاجة لجلب آخرين من غير أبنائها. بقى أمر آخر وهو اقتراح نرجو من المجلس الأعلى للصحافة الذى يضم مجموعة كبيرة من أصحاب الخبرة والكفاءة ويتمتع بتنوع ثرى بين أعضائه فمنهم شيوخ المهنة وجيل الوسط وأيضا الشباب، والاقتراح الذى أرجو أن يكون محل دراسة جادة هو لماذا لا يتم اسقاط الديون التاريخية عن المؤسسات الصحفية القومية.. فمثلا ما ذنب الجيل الحالى أن يتحمل ديونا تعود إلى الستينيات من القرن الماضى.. وليتها تقف عند حد الدين الأصلى بل هناك فوائد هذه الديون حتى تحولت هذه الديون إلى سلاسل ضخمة من الفولاذ تقيد وتكبل وتعيق المؤسسات القومية عن أداء رسالتها.

فجميعنا يعلم أن الحكومات المتعاقبة التى تغاضت عن عدم الإدارة الرشيدة لهذه المؤسسات على مدى عقود طويلة هى ما تسببت فى هذه الديون، لذلك نطالب بإسقاطها تماما أو البحث عن حلول سريعة وليس مسكنات من أجل أن تعود هذه المؤسسات إلى تحقيق الأرباح لتستطيع تطوير أدواتها من أجل تقديم خدمة أفضل للقارئ وأيضا حتى لا تقع الصحافة القومية فريسة فى أيادى المعلنين أو من يملكون الأموال فى التأثير عليها والضغط فى اتجاه مصالحهم.. وبالتالى تتوه المؤسسات الصحفية القومية عن الهدف الذى أنشئت من أجله وهو خدمة الوطن والمواطن.

إن اقتراح اسقاط ديون المؤسسات الصحفية ليس جديدا ولا وليدا لهذه اللحظة بل طالبت به جموع الصحفيين وأبناء هذه المؤسسات وأيضا العديد من الخبراء والمهتمين بهذا الشأن.. ولكن المشكلة كانت فى القيادات التى كانت دائما تريد الصحافة القومية قابعة وخانعة تحت وصاية الحكومة حتى توجهها كيفما شاءت وقتما تريد.

والآن وبعد ثورة 25 يناير و30 يونيو.. هل يستطيع المجلس الأعلى للصحافة «الحالى» المسئول عن الصحافة القومية أن يفعلها؟

أعلم جيداً أنكم تملكون الجرأة لعمل ذلك ونحن فى انتظار أن تكتب أسماؤكم بأحرف من نور فى تاريخ الصحافة والوطن.