الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«صديق العمر» المعركة الأخيرة فى حياة ممدوح الليثى




«المشير والرئيس» او «ناصر وعامر» هذا هو عنوان آخر مشروع ظل يحارب من اجله السيناريست الراحل ممدوح الليثى لمدة 13 عاما حتى يخرج للنور ولم يمهله القدر ليشاهده على الشاشة حيث كان يمثل له معركته الاخيرة وظل لآخر نفس يحارب من أجله الموضوع بدأ من نهاية عام 2000 عندما حصل ممدوح الليثى على موافقة بكتابة فيلم سينمائى يحمل عنوان « ناصر وعامر» الذى يتضمن قصة المشير عبدالحكيم عامر وعلاقته بالرئيس جمال عبدالناصر وتحول صداقتهما إلى عداء فى أعقاب نكسة يونيو 1967 وانتهى ممدوح الليثى من كتابة سيناريو الفيلم عام 2003 وعرض السيناريو على الرقابة على المصنفات الفنية ورشح لبطولته فى هذا الوقت الفنان الراحل أحمد زكى فى دور المشير ونور الشريف فى دور الرئيس جمال عبدالناصر كما رشح خالد يوسف لإخراج الفيلم وكان وقتها يعمل مع يوسف شاهين فى إخراج فيلم «إسكندرية نيويورك» لكن الرقابة على المصنفات الفنية طلبت تغيير اسم الفيلم وتعديل السيناريو وعندما عرض عليها السيناريو فوجئت انه يتضمن إسقاطات سياسية مباشرة، خاصة فى الجزء الذى تتحول فيه صداقة المشير والرئيس عبدالناصر إلى عداء صريح فى أعقاب النكسة خاصة أن الاثنين كانا قد اتفقا على إذاعة تنحى كل منهما وتعيين شمس بدران رئيساً للجمهورية ولكن الرئيس جمال عبدالناصر تنحى بمفرده وهو ما سبَّب العداء بين الاثنين وبسبب هذه الإسقاطات السياسية التى تضمنها الفيلم طلبت هيئة الرقابة مهلة لعرض الأمر على المخابرات العامة والحربية؛ وقرر ممدوح الليثى وخالد يوسف اللجوء إلى القضاء الإدارى للحصول على حكم بتصوير الفيلم والتى حكمت بالموافقة على التصوير من دون حذف أى مقطع فى السيناريو وأكدت المحكمة أن أسباب وقف تصريح التصوير غير موضوعية وتعسفية لأن سيناريو الفيلم لا يتضمن أية إساءة إلى الجيش المصرى أو أى أسرار عسكرية وبعد ان شرع خالد يوسف فى التحضير للفيلم وقفت أسرة المشير عائق آخر امام الفيلم حيث كان ممدوح الليثى قد وضع نهاية الفيلم بأن المشير قد مات منتحرا وهذا ما أغضب ابن المشير وزوجته الفنانة الراحلة برلنتى عبدالحميد وهددوا للجوء للقضاء لأنه يشوه المشير لحساب عبدالناصر وتوقف المشروع إلى أن عادت إليه الحياة يناير من العام الماضى عندما قرر الليثى تحويل الفيلم إلى مسلسل تليفزيونى بعنوان «صديق العمر» وتصالح مع أسرة المشير وأعاد كتابة القصة واتفق مع فريق عمل جديد وهم المنتج عادل عبدالله والمخرج عثمان أبولبن وأسند كتابة السيناريو والحوار لورشة كتابة بقيادة السيناريست محمد ناير وذلك بسبب سوء حالته الصحية وقد رشح لبطولة المسلسل فى البداية السورى تيم حسن والأردنى إياد نصار لكن اختلفا على مواعيد التصوير والأجر فوقع الاختيار بشكل نهائى على جمال سليمان لتجسيد جمال عبدالناصر وباسم سمرة لتجسيد المشير ودرة لبرلنتى عبدالحميد وصبرى فواز محمد حسنين هيكل وحددوا أول فبراير لبداية التصوير وظل الليثى لآخر يوم فى حياته يتابع كل كبيرة وصغيرة فى العمل إلى أن أتاه الأجل.