الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فرغلى عبد الحفيظ يتواصل مع الجيل الجديد ومعرض «وجوه»




كتبت - سوزى شكرى

الدكتور الفنان فرغلى عبدالحفيظ والناقد الفنى محمد كمال اتفقا على ان حماية العقلية المصرية تأتى اولاً عن طريق التواصل مع الاجيال، وان التواصل لابد ان يبدأ مع الأطفال باعتبارهم يمثلون جيل المستقبل، وبما ان الفن التشكيلى هو أحد أسلحة حماية الهوية المصرية، فقاما بإعداد ورش عمل فنية لمجموعة من الاطفال وعددهم ستة اطفال مختلفين أعمارهم مابين (5 سنوات الى 13 سنة)، من بينهم ثلاثة أطفال من أحفاد وابناء الدكتور فرغلى عبد الحفيظ وهما (شريف شادى – مروان مرسية – مانو مرسية) وثلاثة اطفال آخرين من اطفال المشروع القومى الثقافى للناقد الفنى محمد كمال هما (أحمد وائل – عمر محمد – مصطفى عادل) اقيمت الورش الفنية فى قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتى، الورش كانت تحت عنوان «وجوه» وتركت الحرية الكاملة للاطفال للتعبير الفنى، تخللت الورشة عدة حوارات ونقاش حول وجوه البشر وما بينها من اختلافات وتعبيرات وملامح وسمات وصفات.

بعد الانتهاء من الورش افتتح معرض فنى لعرض نتائج الورش الفنية يصاحبه عرض للوجوه للفنان التشكيلى فرغلى عبدالحفيظ، المعرض تحت عنوان «فرغلى عبد الحفيظ واصدقاؤه- تواصل أجيال» بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك وذلك بالتعاون مع قاعة الفن بالزمالك يستمر المعرض الى يوم 23 يناير الجارى.
حدثنا الفنان فرغلى عبد الحفيظ عن التجربة وأهدافها وأهميتها قال : تجربة تواصل الأجيال هى تلك التجربة المنعدمة أكثر من اربعين عاما ومن نتائجها وجود اجيال متفتتة على جميع المستويات، المصريون فى 25 يناير جمعتهم الكراهية لنظام مبارك، من بعد مبارك لا يوجد رابط بينهم يتفقون عليه، لولا القدم الزمانى الحضارى لمصر وتلك العصب الحضارية والطاقة الروحية التى تحمى الشعب المصرى، ولولا هذه الطاقة لضاعت مصر تماما، حاولت من قبل تنفيذ هذه التجربة مع جيل الشباب ولكنها لم تنجح، لكن مع الأطفال التجربة مختلفة فهم الوجه الحقيقى لمستقبل مصر، واستكمالاً لتواصل الاجيال عرضت مجموعة من اعمالى «وجوه» كنت ارسمها منذ ثورة 25يناير الى اليوم، من شدة قلقى على مصر كنت اقوم برسم الوجوه تعبيرا عن احساسى بما تتعرض له مصر.
واكمل «عبد الحفيظ»: خلال العقود الاربعة الاخيرة كان الفساد الاكبر غالبا فسادًا فى الثقافة وفساداً فى التعليم وفساداً فى الاعلام وانتج هذا الفساد المركب السطحية والشكلية وانهياراً بالغاً فى الاخلاق وفى طرائق القياس والتفكير، وقد انعكس كل ذلك سلباً على قوائم التآلف والترابط بين الاجيال بل وعلى قوائم التآلف والترابط بين ابناء الجيل الواحد، الأمر الذى اسهم فعلياً فى تسهيل مبررات التدخل والعبث بمقدرات مصر والمصريين على النحو الذى لمسناه فى الآونة الاخيرة، لقد اردت لهذا المعرض ان يجىء رمزياً فى اتجاه زراعة الامل وبعث وبث التفاؤل لتنشيط وتحديد وتعميق التآزر والترابط الخالد الذى يليق بمكانة مصر وكل المصريين.

أما الناقد محمد كمال حدثنا عن نتائج التجربة من وجهة نظر نقدية قال: الفكرة بدأت بطرح من الدكتور فرغلى ورغبته فى التواصل معنا، واتفقنا على ان يكون هدفنا التواصل مع الاجيال القادمة وحمايتها من التخريب العقلى والهجوم والتفتيت الفكرى الذى تعرضت له مصر من قبل الجماعة الارهابية، واختيارنا للأطفال لأن التاريخ علمنا ان الاوطان تسير دائما الى الامام على اكتاف ابنائها من الاجيال البشرية المختلفة التى تسلم بعضها اعباء المشوار الوطنى الطويل على كل الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما ان اختيار الدكتور فرغلى مجموعة من أبنائه وأحفاده هو خير نموذج تطبيقى من اجل مزيد من تواصل الاجيال على الجسر المصرى الممتد عبر ازمنة متعاقبة .

واكمل «كمال»: من جانب اعمال الاطفال ونتائج الورشة وعرضها مع اعمال الفنان فرغلى، وبنظرة تأملية على علاقة اعمال «فرغلى» التصويرية بمثيلتها عند الاطفال الثلاثة الذين تربطهم صلة عائلية، هم متأثرون بأدائه الفنى حيث العفوية والبراءة والخط الجامح بين الثقة والبراءة كقاسم مشترك بينهم جميعا على جسر من التأثير البيئى والوطنى، وذلك فى أعمال الطفلة مانو عمر 5 سنوات التى تدفع بوجهها الى الثلث الاسفل من العمل مقترنا بالنخلة داخل اجواء خضراء ممطرة يقطعها قوس قزح وبعض السحب العابرة وباداء تلقائى تعبيرى رمزى وتكوين راصين، اما الاطفال الثلاثة الذين كانوا فى قصر ثقافة الطفل سنجدهم فى مرحلة الكبت التى تسبق مرحلة البلوغ المبكر نلاحظ ان (أحمد وائل 13 سنة) ركز على الوجه ذى الحمرة البنية داخل نطاق لونى بهيج مطرز بالزخرفة التلقائية، أما (مصطفى عادل فقد سيطر عليه عشق العلم المصرى الذى دثر به عملية ذلك الوجه المائل بعاطفة واضحة).