الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«طلعت حرب» يهجر الميدان ويخرج عن صمته فى «اللى بنى مصر» بالعائم الصغير




كوميديا سياسية ساخرة قدمها المخرج المسرحى إسلام إمام من خلال عرضه «اللى بنى مصر» على خشبة المسرح العائم الصغير بالمنيل حيث تخيل إمام أن الزعيم طلعت حرب هجر مكانه بالميدان وعاد يحيا بين الناس من جديد حتى يرى مصر على حالها اليوم بعد ثورتين ويتحسر على مشروعاته التى بناها لمصر بعد أن يرى منطق معاملة المصريين معها اليوم.

«اللى بنى مصر»... تأليف محسن مصيلحى وبطولة محمود الجندى ومدحت تيخة وهشام اسماعيل وسمر علام وأحمد فتحى ومحمد ثروت ومجموعة من الشباب الموهوبين الذين استطاعوا معا تقديم عمل كوميدى هزلى شديد السخرية من الواقع المصرى الحالى وإن كان الأكثر تفوقا فى هذا العمل الفنان الشاب مدحت تيخة الذى تمتع بحضور قوى على المسرح وقدم دوره بتلقائية وسلاسة استطاع بها اقتناص الضحكات من الجمهور، ليس هذا فحسب بل يحسب للمخرج ومهندس الديكور حازم شبل المجهود المبذول فى استغلال خشبة المسرح العائم الصغير كى يخرج ديكور العرض بهذا التعقيد وهذا الشكل خاصة..«المصعد» الذى تم بناؤه كى يحمل التمثال ثم حمل الفنان محمود الجندى نفسه فى نهاية العرض فبالرغم من فقر الإمكانيات الذى تعانى منه خشبة المسرح العائم إلا أن صناع العمل ضاعفوا مجهودهم لبناء ديكور أكثر تميزا على خشبة أقل كثيرا من مستوى الديكور الذى تحمله إلى جانب أن المسرح نفسه قد يبدو غير صالحا لاستقبال العروض بفصل الشتاء لأنه مسرح مفتوح وإذا حدثت أمطار غزيرة لابد أن يتوقف العرض على الفور خوفا على الأجهزة الكهربائية والجمهور.

وعن هذه الأزمات التى رغم وجودها خرج إسلام إمام بعرض مسرحى متميز قال المخرج:

بالطبع كان من أسباب تأجيل العرض الفترة الماضية حدوث أمطار غزيرة لأننا لا يمكن أن نعمل فى ظروف الجو السيئة لأن المسرح غير مهيأ لذلك ففى النهاية نحن نعمل على مسرح مفتوح وبالتالى تتأثر الأجهزة الكهربائية، وكان هناك عيب آخر خطير واجهنا بالمسرح العائم الصغير، هو عدم التنسيق الذى حدث بيننا وبين المسرح الكوميدى فى مواعيد العروض فمن المفترض أننا نبدأ فى الثامنة والنصف مساء وبالتالى من البديهى أن يبدأ المسرح الكوميدى عمله فى العاشرة مساء لكن كان هناك إصرار غريب من عرض المسرح الكوميدى بالعائم الكبير على البدء فى التاسعة والنصف وبالطبع حدثت مهزلة الأيام الماضية لأن العرضين كانا يتسببان فى الشوشرة على بعضهما البعض!

وعن الديكور قال : المسرح كان غير مجهز على الإطلاق لكننا بذلنا مجهودا ضخما حتى يخرج الديكور بهذا الشكل وقمنا بتوسيع خشبة المسرح حتى نفتحها أكثر لكن كان من أهم قطعة ديكور بالعرض «المصعد» ونحت التمثال الذى صممه مهندس الديكور حازم شبل باقتدار واعتقد أن ما قام به كان يحتاج إلى مهندس ديكور ثقيل وله خبرة كبيرة مثله لأن هذا العمل لا يستطيع تنفيذه مهندس شاب حتى ولو كان موهوبا، فمن بداية ظهور التمثال ثم اختفائه دون ملاحظة الجمهور ثم عودة محمود الجندى وحمله على «المصعد» والصعود به فى نهاية العرض كل هذا احتاج إلى تصميم قوى ومجهود مضاعف والحمد لله خرج كما أردنا تماما.

ويقول: اخترت مسرحية «اللى بنى مصر» للمؤلف محسن مصيلحى لأنها تحمل قدرا من الفانتيازيا والسخرية الشديدة، فتخيل المؤلف أن تمثال طلعت حرب تحرك من مكانه كى يخرج لمقابلة أشخاص من القرن الواحد والعشرين، لكن مصيلحى كان سبق وكتب هذا النص فى الثمانينيات وكان يسخر فيها من حكومة عاطف صدقى وقتها، وبالتأكيد لم يكن هدفى تناول هذه الفترة على الإطلاق لأنها لا تعنينى فى شىء لذلك أعدت صياغة النص على الفترة الحالية وكانت الفكرة هى خروج طلعت حرب لرؤية مصر بعد ثورتين إلى جانب تجوله فى الأماكن التى أسسها مثل استوديو مصر ورؤيته لمنطق العمل السينمائى فى الوقت الحالى والحوارات التى تدور بينه وبين الناس فى 2014.

وعن سخريته من شباب الثورة المتعصبين قال : هناك بعض الفصائل بعد الثورة لم يكن لها عمل سوى الثورة فقط، ولم أسخر منهم بقدر ما كنت أعرض النموذج المتعصب الذى أصبحوا عليه حاليا وفى رأيى إذا اعترض هؤلاء على هذا المشهد بالعرض أقول لهم إنه إذا كان من حقهم الاعتراض على انتقادنا لهم، فمن حق رجل الشرطة أيضا أن يعترض على الشكل الساخر الذى نقدمه به وكذلك من حق الإسلاميين الاعتراض على انتقادهم وهكذا إذا خرج هؤلاء ورفعوا دعاوى لإغلاق العرض لا يجب أن يتحدث أحد عن حرية الإبداع، فأين حرية الإبداع إذا كان كل من يتم انتقاده سيعترض، لذلك أرى أن الأمور لابد أن ينظر إليها بشكل أرحب وأوسع من هذه النظرة الضيقة.