قطر «بتتخانق» مع مصر!

كتب: محمود الشربينى

■ قبل ان تقرأ: بيان الخارجيه القطريه( القبيح) تسلل الي مخدعي، رغم الاسوار العاليه التي شيدتها زوجتي لمنع الاخبار المسيئه عني، اثناء مرضي الشديد الذي الم بي قبل حلول العام الميلادي الجديد(تهنئتي لكم جميعا)فبخبث وذكاءمن ابني شادي (٥)سنوات مستجيبافي ذلك لمؤامره صغيره من نجلي الاكبر  محمد،وبينما كنت  احاول مغالبة المرض بالنوم ،فانه تسلل الي مخدعي حاملا الكلمات القطريه القبيحه..لم اصدق! وكيف افعل وهاهو نجلي الاكبر -وهو شاب يكره السياسه ولايحب الصحافه ويهوي الجرافيك -لم يكذب خبرا عندما وجد الامر لايحتمل ، فصحيح انه يعرف ان والده مريض جدا منذ نحو اسبوع ويتعافي بطء لكنه اعتبر ان ما حدث امرا لايمكن السكوت عليه!! فعلها «محمد»اذن،واتصل من القاهره بشقيقه الصغير،طالبا منه ان يتسلل الي اذني ليهمس فيها بحزن وهويقول :»خف بقي يابابا احسن قطر بتتخانق مع «مصر»!

■ حدثني شادي عن البيان نقلا عن ابني محمد، وتحاملت علي نفسي فاطللت براسي لاري ان كانت زوجتي انتبهت لمثل هذا الكلام القطري القبيح ام لا ، ولاعاتبها علي انها تركتني اصاب بالمرض مرتين: مره بالانفلونزا ومره بالتغيب عن «خناقه»صغيره بين قطر الشقيقه وبلدي» العريقه «مصر .كانت المفاجاه المدهشه انه بينما كانت زوجتي كانت تطالع فيما وثائقيا عن سقوط قطرفي «مستنقع»الخيانه والعماله والتبعيه الذليله لاميركا،منذ انقلاب الابن «الاوطي»مقاما علي ابيه الاعلي مركزا كونه الحاكم الشرعي في البلاد..فان نجلي مازن الاصغر- وهويشبه والده تماما حتي في افتتانه بالجمال في سني صباه قبل ان يغادرها الي المشيب -فانه -وهنا مفاجأته المذهله- كان قد توقف عند لقطات علي جهاز (آيباد) تتعلق بصوربملابس متحرره ترتديها  بعض بنات العائله الحاكمه التي «طرطشت» كلمات مسيئه حول سمعتهن التي ساءت في بلاد العم سام ومدن الضباب،و التي سببت لهذه العائله صداعا بتصرفاتها التي ياباها اي اب ينتمي الي العالم الاسلامي! وبينما راح مازن يختلس النظرات وهو ابن العامين ونصف الي الازياء التي ترتدينها «موزز» العائله ، كانت رسائل ابني محمد الذي حن الي السياسه والثقافه فجاه ، فامطرني بوابل من المعلومات عن حكاية المواطن القطري الذي فقد حريته ولمدة خمسة عشر عاما ، نعم١٥ عاما كامله سيقضيها الشاعر « الذيب» وراء اسوار السجون والمعتقلات القطريه ثمنا لقصيده عاديه هجا فيها الاسره الحاكمه القطريه ووصفها ب» الانقلابيه»! كاد محمد ان «يجن» ، فكيف يصمت العالم المخبول كله والمدعي بانه يتارق ليلا ونهار لاجل حقوق الانسان  ،ويتمزق من الغيظ والقهر لاي محاوله لانتهاكها في اي مكان ..صحرا ان كان ك»قطر» او بستان ك»مصر»ومع هذا فلا مركز حقوقي واحد تطرق الي هذه الماساه ؟ حتي جمال عيد واشباهه عندنا ، حتي المدونين البذيئيي اللسان ، وحتي  فهمي هويدي سيد التباكي علي حقوق الانسان؟

■ عهر العالم في الحقيقه هو الذي يجعل خناقه مثل هذه الخناقه يمكن ان تقوم بين قطر ومصر!.في الحقيقه فان ذلك لم يكن متخيلا حدوثه ولا في الاحلام !فما الذي لدي قطر لنختلف او نتخانق معها عليه؟ زكائب المال؟ لدينا نفس الزكائب مع فارق بسيط ان زكائبنا لاتكفي كل اللصوص لكثرة عددنا! فنحن بالملايين وبالتالي لصوصنا كثر لكن من انتم ؟ وكم يبلغ تعدادكم حتي نعرف عدد لصوصكم فبصراحه مهما سرقتم ..من قمتكم الي قاعدتكم ومهما اقرضتم ودفعتم من عمولات وروشاوي لارهابيين وسياسيين وحزبيين ورجال دين( فاجرين) موصومين بالتعاون مع الاسرائيليين، ومهما اشتريتم من ذمم افارقه واوربيين لكي تفوزوا بتنظيم كاس العالم مثلا فان اموالكم لن تنضب ..الا ان يضرب الله الظالمين بالظالمين عما قريب وهذا ليس علي الله ببعيد!

■ ذات مره اخري انتابت مذيعا تافها في «جزيرة الشر» يدعي زين العابدين موجه من السخريه علي بلده (م ص ر)عندما تساءل مواطن مصري وهو والد لاحد المسجونين كان يتحدث الي برنامجه قائلا : «مصر حيلتها اليه تديه لقطر»؟ كنت افهم ان هذا الرجل الغاضب من النظام لسجن ابنه لديه المبرر ليقول كلاما كهذا اما المذيع التافه هذا تري مالذي جعله يغرق في الضحك ويمعن في السخريه من بلده الفقيرالمنكوب بالفساد واللصوص والسلب والنهب من كبار القوم وعليته ..ساسه وعسكر ..قضاء وشرطه ..اعلام وعلاقات عامه الخ؟ ما الذي جعل مثل هذا المذيع هو واقرانه الاخرين «الروبيضات» يسخرون من وطنهم المتعب المنهك المسلوب اقتصاديا المستنزف ماليا وفكريا ونفسيا؟

■ اقول لكم بعد ان قراتم : رب ضارة نافعه ..فليكن الغضب الان مضاعفا..ليكن الان الشعور بالقهر احساس الجميع ..ليكن الشعور الايجابي الان ردا علي كل هذا الالم هو التوحد ضد هذه الاهانه القطريه..لننسي كل شيء ( مثلما نسوا حقوق الانسان وحقوق العروبه والاوطان ونسوا الديمقراطيه ونسوا احترام الشعر والشعراء واعلنوا احترامهم لارهاب الاخوان وانحيازهم بالعماله للصهاينه والاميركان لننسي نحن محنتنا الحاليه ..لتوحدنا مصيبتنا الراهنه معا فتدفعنا لتضميد الجراح ووقف نزيف الدماء ووقف العنف والخراب والدماء لننسي «الخلاف علي الدستور والخلاف مع العسكر والمحاكمات العسكريه ونعيد بناء مصر العفيه الفتيه التي اذا نفخت في التراب مجرد نفخه توارت قطر وتوارت خلف زكائب اموالها سترا لعورتها!