الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صندوق «أبوكو» أسود!




«أخيرا.. كمواطن مصرى استجاب لنداءات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية فى التحرير قبل 3 سنوات مضت.. ولبى بحماسة أيضا دعوة بعض هؤلاء النشطاء للتظاهرات التى اندلعت ضد حكم «المجلس العسكرى» للبلاد.. وشارك كذلك ملايين المصريين ثورتهم ضد «الخرفان» فى 30 يونيو.. تلك الثورة التى لم نر فيها وجه هؤلاء النشطاء المزعومين قط.. أطالب السلطات المصرية بأن تفتح جميع ملفات «مدعى الثورية» على الملأ حتى نستطيع نحن المصريين التفرقة بين الثائر والمتآمر.. وينتهى هذا المشهد الضبابى الذى يحاصر عقل كل مصرى رأى هؤلاء المرتزقة يهتفون باسم «الثورة».. وإنا لمنتظرون».. هكذا أنهينا سلسلة مقالات «ثائر وعميل ومواطن» التى تضمنت 4 حلقات نشرت فى هذه المساحة على مدار أسبوعين بدأت فى 4 ديسمبر المنصرم، كشفنا فيها عن بعض الكواليس المشبوهة لـ«نشطاء السبوبة» وجولاتهم المكوكية التى يطوفون فيها العالم بهدف واحد، هو إسقاط مصر مهما كان الثمن.

قلنا أيضاً إنه من حق هؤلاء النشطاء الاستمرار فى تآمرهم بمنطق «اللى يلاقى دلع وميدلعش.....»، إن لم تسع  الدولة لكشف كواليس كل هذا.. إلا أننا لم نتوقع أن تتمخض كل جهود الأجهزة السيادية التى استمرت على مدار 3 سنوات متواصلة فى رصد تحركات هؤلاء النشطاء، لتلد فى النهاية تسجيلات لا تصلح فى النهاية سوى لجلسات «النميمة» و«المصاطب».. تلك التسريبات التى خرجت إلى النور عبر الزميل المحترم عبد الرحيم على فى برنامجه «الصندوق الأسود»، دون أن تتضمن أى سند قانونى يسمح لأذرع الدولة السياسية والقانونية أن تتخذ أى إجراء حقيقى فى مواجهة هؤلاء «المتآمرين».

وبعيداً عن الدور الوطنى الذى يلعبه «عبد الرحيم» كأى مصرى حقيقى رأى أمامه وطنه يباع مقابل حفنة دولارات، واحترامى لالتزامه الأدبى بإذاعة التسجيلات التى تمس الأمن القومى فقط، متجاهلاً مكالمات جمعت النشطاء ببعض «الثائرات».. تلك التسجيلات الساخنة التى تمثل 75% من أصل 600 ساعة مسجلة ملأت «الصندوق الأسود»، وبعيداً أيضاً عن تصريحات «التستر» التى اعتدنا عليها من رئيس «حكومة الببلاوى» بعد أن خرج كعادته متجاهلاً حق مصر فى حديثهً عن حقوق الإنسان التى مستها التسجيلات.. خارقاً  فهو نفسه قانون العقوبات بتدخله فى التحقيقات التى تجرى فى مكتب النائب العام حالياً حول تلك التسريبات.. لنا سؤال واحد فى هذا المشهد.

وهو.. «إذا كانت أجهزة «الدولة العميقة» تعمل منذ الإطاحة بنظام مبارك فى 25 يناير على رصد تحركات المأجورين داخلياً وخارجياًَ بالصوت والصورة.. لماذا خرجت تلك التسجيلات بهذه الصورة العقيمة التى لا تشفع أن تكون سنداً قانونياً يزج بـ«النشطاء المزعومين» فى السجون.. ويقى المصريين شر ألسنتهم التى تفوح منها رائحة الخيانة»؟.

عزيزتى «العميقة».. كنا فى انتظار تحرك قانونى حقيقى ضد هؤلاء العملاء، تحركاً لا تشوبه أى شائبة قانونية تكون ذريعة يفلتون بها من العقاب.. كنا نأمل أن تتصرفى بـ«عمق» حقيقى ممسكة بـ«الكارت الأخير» الذى يحصنك من الاعيب «البوب الصالح» وأتباعه، دون أن تلقى به كـ«ورقة عقيمة» لم نستفد منها سوى بـ«الصياح» الذى تقل آثاره يوماً تلو الآخر على الخونة.. كنا نرجو أن ترفع أجهزة الدولة ذاتها شعار «صندوق أبوكو أسود» فى مواجهة النشطاء، لنجدهم متهمين فى قضية «أمن قومى» تضم أوراقها تفريغا لهذه التسجيلات بعد إجرائها بشكل قانونى كامل لتكون رصاصة صائبة تفتك بصدور المتمصرين، إن كان الواقع لم يشهد تحقق هذه الأمانى.. لى رجاء أخير.. كفى عقما يا «عميقة»!.