الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عروسة المولد عربون المحبة.. ورمز الإخلاص




عروسة الموالد واحدة من ايقونات التراث الشعبى التى اتخذت لها فى قلوب المصريين مكان كرمز للحب والوصال بين الاحبة وربما  ارتباط عروسة المولد فى وجدان  المصريين لم يكن فقط منذ احتفالات العصرالفاطمى والتى بدات التى تجلت فيه عروسة المولد المصنوعه من الحلوى بشكل ملفت ولكن عروسه المولد هى التحور لعروسة النيل التى كان يقدمها المصريين هدية للنيل ليفيض بالخير عليهم ومن هنا ترسخ لدى المصريون ان اقيم هدية لحبيب هى العروسة  .
وفى صعيد مصر بشكل خاص ترسخ فى الوجدان الشعبى عروس المولد ولم تعد ترتبط عروس المولد فقط باحتفالات مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم  ولكن بالاحتفالات الخاصة بكل قرية تحتفل فيها بمولد احد الاولياء حيث تنتشر المقامات بطول الصعيد وعرضه ويكون مولد الاولياء فرصة لاهالى القرى لصنع احتفالات صغيرة يتزاورون فيها ويقدم فيها  بعضهم لبعض الهدايا ...، ويكون المولد فرصه ليعرب فيها كل محب عن مدى حبه لعروسه او خطيبته او حبيبته ، ويتسابق الشباب فى الذهاب لمولد لشراء العروسة ، وعروس الحلاوة كما كانت عربون المحبة بين الخطاب والمحبين فانها كان الاحتفاظ بها من جانب العروس للحو ل القادم او للمولد القادم دلالات لدى العريس بمدى حب عروسه له واحتفاظها بهديته ودلاله على اعتزازها بتلك الهدية بما يعنى حبها  واخلاصها له.. والاحتفاظ بعروس المولد الحلاوة للمولد القادم كان يعد فألاً طيباً فى حين انه اذا تلفت العروس الحلاوة او اصابتها الرطوبة او طالتها ايدى النمل بالاكل فانه يعد فأل شؤم يغضب العروس والعريس وكان البعض الى وقت قريب يقيمون العروس على مدى نظافتها وحسن تدبيرها بمدى  احتفاظها بالعروسة الحلاوة التى يقدمها له العريس دون ان يمسها النمل او تقترب منها يد العبث فتقوم الفتيات بتعلق العروس الحلاوة فى سقف غرفهن ووضعها فى اكياس بلاستك مع بعض الاعشاب  حتى لا يطالها النمل او القوارض او وضعها بين جهازهن فى الركن المخصص لهدايا العروس ، لا يكالونها الا بعد ان ياتى المولد القادم فتستبدل العروسة القديمة باخرى جديدة حسب موضة السنة وتكسر العروسة القديمة وتاكل فى احتفال عائلى يتسابق فيه الاطفال الصغار الذين يحضرون طقس تكسير العروسة الحلاوةالقديمة فى التهام فستانها وزراعيها وتترك الراس لصاحبة العروسة توزعها كيف تشاء على من تريد ، كما ان بعض العائلات كانت تحتفظ بالعروس الحلاوة حتى اذا ما حدث اى اختلاف بين العروسان او العائلات ترد له العروس الهدايا التى قدمها بما فيها العروسة الحلاوة  للتاكيد على  تعففهن وان يدهم لم تمتد لاكل العروسة الحلاوة .
حجم العروسة الحلاوة كان ولا يزال مقياس لمدى محبة الخطيب او العريس لعروسته واصبحت العروسة الحلاوة التى طالتها يد التطور لتصبح بلاستيك وقماش محلاة بفستان زفاف او خطوبة  وتتكلم او تغنى عنوان لاعتزاز العريس بخطيبته ، ومع اقتراب المولد النبوى تنتظر كل محبوبة من حبيبها ما سوف ياتى به له من عروسة المولد النبوى كل موسم ، المتزوجون ايضا اصبحت العروسة بالنسبة لهم تجديد لذكريات الحب وتاكيد على المحبة ، لتبقى العروسة عربون للمحبة حتى وان احرقت  باسعارها جيوب المحبين .