السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تراتيل قبطية وإنشاد صوفى احتفالا بالمولد النبوى الشريف




كتبت - سامية فخرى
احتفل بالمولد النبوى الشريف أمس بمشاركة الشمامسة الذين طلبوا المشاركة وأنشدوا معنا التراتيل القبطية والإنشاد الصوفى فى هذه المناسبة العطرة بقبة الغورى التابعة لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، هكذا بدأ حديثه الفنان انتصار عبدالفتاح مؤسس فرقة سماع، ورسالة سلام، ورؤيتهم عن تفرد الشخصية المصرية، يقول: سافرنا إلى حدود بورسعيد وسيناء منذ أربعة أيام فى «سهل الطين» وهو المكان الذى تقابل فيه عمرو بن العاص مع الأقباط واحتفلنا بمولد السيد المسيح بفرقة سماع بشمامسة من كنائس بورسعيد لم التق بهم من قبل اندماجنا فى أقل من لحظة، مما يؤكد تفرد الشخصية المصرية، واليوم يشاركنا الشمامسة فى المولد النبوى الشريف .فأنا أرى أنها لحظة فارقة بها تخطينا أزمنة، وخارطة طريق، وأصبح بداية حقيقية لتفرد الشخصية المصرية.

عقد الاحتفال بالمولد النبوى بقاعة الخنقاء بمركز إبداع بقبة الغورى لما لها من أعمال الأرابيسك والزخارف الإسلامية وتمثل القاعة الصوفية ففى قصور المماليك توجد الخنقاء التى تتبارى فيها الفرق الصوفية بتقديم العروض التى لا تتسع لأكثر من 250 شخص وقوفا، ومع الإقبال الجماهيرى الكبير الذى حضره حوالى 600 شخصا، مما اضطر الفنان انتصار عبدالفتاح إلى إعادة الاحتفال مرتين. وكانت الجماهير مسلمين ومسيحيين يشاركون فرقة الإنشاد بالاحتفال بالمولد النبوى، بدأ الاحتفال بآية من الذكر الحكيم، و«المجد لله فى الأعالى» للشماس أنطون من الكنيسة فى التقاء معا، ثم أدخل «لا إله إلا الله»، ومزج ما بين أنشاد «قمرا» والإنشاد «القبطى» بنفس النغمة وباللغة القبطية التى تؤكد بهذا المعنى على الرسل والأنبياء، ثم اللحن الصوفى «سيدنا النبى» لنؤكد على مفهوم الأنبياء ورسالتهم المقدسة واندماج الشخصية المصرية. فالتراث الإسلامى والصوفى والقبطى متداخلان معا، ومع تواجد الجمهور الذى يعطى شعورا بأنهم شخصية واحدة.

يضيف الفنان انتصار عبدالفتاح: «أتصور أن هذه لحظة لا توصف تذكرت خلالها سنوات العمر التى حلمت فيها بما اتمناه، وأنا متفاءل بمستقبل مصر «الشخصية المصرية» التى لا يمكن أن أفصلها لأنه شخصية واحدة»، أما عن خططه المستقبلية فيقول: نجهز لعمل جولة بالأقاليم ثم رحلة للخارج منها روسيا بأكبر كنائس هناك، وأطمح فى أن أقدم رسالة سلام فى الفاتيكان، أيضا هناك مشروع آخر حصلت على موافقات مبدئية له واعتبره من أهم المشاريع «مشروع طريق الأنبياء» بتقديم رسالة سلام أمام دير سانت كاترين فى سيناء، حيث ستشارك فرق من الخارج كان لها اسهام فى دير سانت كاترين، وهى روسيا بتراتيل الكنائس الروسية، واليونان بالترانيم البيزنطية، وإيطاليا، ودولتان أخريان مشاركين مع فريق «رسالة سلام» التى كبرت وأصبح لها مهرجان دولى بعنوان «سماع للموسيقى الروحية» وانضم أشخاص للفرقة من 25 دولة يحضرون كل رمضان وينشدون على أرض مصر، وفى أحضانها.

يؤكد انتصار عبدالفتاح أن مشروع طريق الأنبياء عنوانه «فلنصلى معا من أجل الإنسان» بعمل قداس مضاء بالشموع والمشاعل وفيه يؤكد طريق الأنبياء مروا عليه وجوهر الأديان، وذلك بالإنشاد بكل الأديان المسيحية، الإسلامية، اليهودية لأنها تؤكد سماحة وتفرد وعمق الحضارة المصرية وتفرد الشخصية المصرية.

فهل يمكن تخيل حجم الأفواج التى ستأتى من العالم لنصلى معا بجميع الأديان فى خشوع من أجل الإنسان، فمصر أرض مباركة حيث دعى لها آدم ونوح وجاءها إبراهيم أبوالأنبياء وجاء منها اسماعيل وتربى ومات فيها يوسف الصديق، وولد بها موسى ولها جاء عيسى بن مريم ومنها صاهر محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء المرسلين عليهم جميعا السلام «الإنسان هو الوطن والوطن هو الإنسان».
قال الدكتور انتصار عبدالفتاح عن كيف وردت إلى ذهنه الأفكار الإبداعية: بدأت من عشرات السنين لاهتمامى بتفرد الشخصية المصرية ومفهوم التراث بجميع أشكاله، ومهتم بالتراث القبطى والإسلامى اللذان يمثلان تفرد الشخصية المصرية، فعندما توليت مسئولية مركز إبداع قبة الغورى عام 2006 التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، وقد كان لدى الدراسات والإرهاصات لمشروع «تفرد الشخصية المصرية» الذى أنجزه الآن .
بدأت فى هذا المكان المعمارى البديع حيث قاعة الخنقاء التى أقيم بها الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف والتى استهوتنى ورأيت كتابا هم رمز الذاكرة الثقافية المصرية التى تخرج منها العقاد وطه حسين وأم كلثوم وعبدالوهاب وغيرهم، وبالتالى جاءت فكرة كيف نحيى القاهرة التاريخية بترميم فنون القاهرة التاريخية.
وجاءت فكرتى من قاعة الخنقاء، كيف أحيى فن الإنشاد بالطريقة القديمة، ذهبت إلى القرى والأقاليم بحثا عن الأصوات فاكتشفت كنوزا وأن هناك مثل طه حسين والعقاد وسيد درويش وأم كلثوم، ورموزا لا تزال تعيش. فجلبت مجموعة من الأصوات إلى القاهرة وأنشئت ورشة الغورى للأصوات ثم كونت فرقة سماع كمرحلة أولى للموسيقى الروحية والصوفية، وأقمت حفلات ناجحة جدا، ثم كتبت إلى قداسة البابا شنودة الثالث بأننى لدى مشروع « رسالة سلام» وأريد تجميع هذا التراث وننشئ فصل فى مركز ابداع قبة الغورى، ونريد مجموعة من الشمامسة ينضمون إلى فرقة رسالة سلام، فجاء الرد بالترحيب الشديد وكتب على الخطاب «على البركة» وأنا اعتبرها وثيقة .
وحضر الشمامسة وأنا سعيد بهم كثيرا، لأنهم مجموعة رائعة بقياة أنطون ابراهيم عياد بن المعلم ابراهيم عياد، والتقيت بهم واستمتعت بهذه المقامات والتراث، وهو ما كنت أبحث عنه.