الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتبهوا.. لسنا سوريا وسد أتاتورك!




كتبت: ناهد إمام

لم يكن غريبا أن تفشل المباحثات المصرية الإثيوبية حول سد النهضة لأن ما حصلت عليه إثيوبيا من تصريح من الرئاسة المصرية السابقة رئاسة «الإخوان» يعد فرصة لايمكن تعويضها أو التنازل عنها.. وعلى ذلك فإن المباحثات الرسمية لمواجهة الخطر المقبل من سد النهضة أصبحت شبه ميئوس منها.

وقبل الحديث عن البدائل المطروحة لابد من التطرق إلى خطورة بناء السد فالأمر لايرجع إلى التعدى على حصتنا من مياه النيل  التى تصل إلى 17 مليار متر مكعب سنويا ولكن الأخطر من ذلك أمران أولهما أن هناك خطورة من انهيار السد بعد وقت ليس كبيرا فى عمر السدود والسؤال لماذا؟ لأنه ببساطة وبنظرة العلماء السد  يتم بناؤه فى منطقة طفلية أى ترابية وليست صخرية ومع ارتفاع مخزون السد وتغلغل المياه فى التربة الطفلية المحيطة ومع وصول المخزون لمستوياته القصوى مع امتلاء السد بالمياه من التخزين الذى سيحجز خلفه نحو  63 مليار متر مكعب هنا يمكن أن تحدث الكارثة وينهار السد ويعمل موجة «تسونامى» كبيرة جدا تؤدى لاكتساح مساحات واسعة من دولة السودان وكذلك مدينتى الخرطوم وأم درمان ليصل إلى خسائر بشرية واقتصادية لمصر أيضا.

الأمر الثانى الخطر هو استغلال أيادى أعداء مصر لإثيوبيا لبناء ذلك السد والدليل على ذلك التكاليف الباهظة التى لا تتحملها إثيوبيا للبناء وأصبحت متاحة حاليا فكيف وفرت تكلفة بنائه المرتفعة؟

وأليس من المفترض مع تلك المخاطر والأهداف الخفية من بناء السد البحث عن مسارات أخرى إلى جانب النواحى الدبلوماسية لمواجهة ذلك الخطر المقبل.. ومن هنا يمكن أن تستعين الخارجية المصرية بدور الكنيسة المصرية الأرثوذكسية فى عقد  الاتصالات مع كنيسة اثيوبيا باعتبار أن الكنيسة الإثيوبية ذات سيطرة كبيرة على مجريات الأمور السياسية فى أثيوبيا، كما كانت  هناك علاقة وطيدة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر وبين الكنيسة القبطية الإثيوبية. حيث كانت من قبل كنيسة إثيوبيا تابعة للكنيسة المصرية ويمكن أن توظف تلك العلاقة فى التوصل لحلول بشأن السد.

وأليس من الغريب أن تقف السودان ومنها الخرطوم مؤيدة لهذا السد تحت وعد مزمع بحصولها على الكهرباء مجانا مع بنائه رغم أن انهيار السد سيكون أول الخاسرين فيه هى الخرطوم وعلى الرغم من رفض كل من مصر والسودان التوقيع على معاهدة عنتيبى عندما تقرر  تحويل مجرى مياه  النيل الأزرق تمهيدا لبناء سد النهضة  فى مايو 2010 وقررت 6 من دول حوض النيل،  التوقيع فى أوغندا على المعاهدة.. ولكن كانت المفاجأة إعلان جنوب السودان الانضمام للمعاهدة فى مارس 2013.

وهنا  نؤكد لإثيوبيا، أننا لسنا سوريا عندما قامت  تركيا ببناء سد أتاتورك عام  1983، ضاربة عرض الحائط بالاعتراضات العراقية والسورية. مما أدى السد إلى حرمان سوريا من 40% من حصتها من مياه نهر الفرات، بينما كان المردود على العراق أكثر سوءا حيث لم يعد يحصل سوى على ثُمن حصته عام 1989. وسنطرق مختلف الأطروحات مثل  محاولة  الاعتماد على الكنيسة المصرية كأحد أهم أوراق التعامل مع القضية بين مصر وإثيوبيا اعتمادا على الخلفية التاريخية الدينية أو التوجه للدبلوماسية الشعبية،  أو العمل على  تصعيد الموقف إلى المحافل الدولية!