الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر التى لا تخاف الغرب




كتب: أحمد محمد جلبى


إن مسار اعادة بناء الدولة فى مصر طويل ووعر، يواجه تحديات ومناوئين خطيرين لا تنقصهم المواهب ولا التمويل ويتبعهم فريق كبير من الغوغاء والشباب المغيبين هؤلاء جميعا حاولوا وبجد منقطع النظر افشال الدولة المصرية بل وحتى اسقاط الجمهورية وتسويق ما صاغوه تحت مسمى (الخلافة) تلك ملامح المرحلة بعد رحيل مبارك فالرجل شئنا أم أبينا كان صخرة كؤود فى وجه مشروع الفوضى الخلاقة التى تستند لفكرة الخلافة الإسلامية السنية فى مقابل الجمهورية الشيعية فى ايران والعراق وجزء من مجتمعات الخليج وعلى الطرف الآخر الصهيونية الأصولية الغربية فى اتحاد مضاد فقد انتهى صراع الايديولوجيات وحان الوقت لصراع دينى عرقى تقسم فيه الأمم إلى طوائف - فصائل دينية تعود إلى القرون الوسطى وما  عرف اصطلاحاً بـ«ملوك الطوائف فى الاندلس» هى اذن حرب استرداد لما سقط من الدول الاستعمارية الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية فامريكا بعد احتلال العراق مهدت للوضع، اما وقد قامت فى مصر ثورة شعبية وازيح مبارك، فان حلم تحطيم مصر شعبا وجيشا ودولة ومن ثم الكيان العربى كله اصبح ممكناً فى نظر صناع الاستراتيجيات الغربيين ولذلك ضغطت الولايات المتحدة بقوة لتنحية الجيش من وقت قيام الثورة حتى انتهاء خدمة المشير طنطاوى بعد شهر واحد من استلام الدكتور مرسى السلطة، لقد راهن الامريكان على فصيل وليس على الشعب المصرى وهو ما يخدم فكرتهم وبرهن الفصيل الإخوانى ان له اتباعاً فكفت حماس عن مناوشة اسرائيل وحصل الشاطر على مليارات الدولارات من أموال المخابرات للصرف على التمكين للجماعة وانشاء الحلف فى مقابل طلبات محددة اهمها اسقاط الدولة المصرية القومية وشعبها وجيشها هذا بعلم بديع المرشد والدكتور الرئيس.. الغرب اذن يؤمن للإخوان بطريقة خفية كل سبل الاعاشة لحرق مصر على مراحل فرفض اعتبار الإخوان الخوارج جماعة ارهابية حتى وهو يرى ما يفعلونه من عنف واحراق وتفجيرات، والرفض فى حد ذاته تمهيد لاعادتهم بالقوة (على قفا المصريين) إلى الحياة السياسية وانتظار تنفيذها للدور المطلوب فالمال الذى دفعوه لن يضيع هباء ولاهم يريدون استرداده فى الوقت الذى علقت فيه ادارة اوباما المساعدات العسكرية، أليس هذا دليلا واضحا على العداء وان يد الغرب التى (تستاهل قطعها) تلعب فى مصارين المصريين، والحل يكمن فى الاستفتاء على دستور 2013، فشرعية ثورة 30 يونيو التصحيحية تترجم إلى صندوق وحشد فيتم اقصاء الفصيل وكامل افكاره الهدامة المركبة التى ترقى لمرتبة الخيانة للوطن والامة العربية، استفتاء ينزل فيه المصريون بكل كثافة لا ترهب تهديدات الجماعة ولا بطش ارهابها ولا عنف افرادها فالطالب الذى يحرق كليته خائن والمدرسة التى تشارك فى حملة ومظاهرة لتغطى على عمليات التخريب والحرق والقتل خائنة فتلك الجريمة تطال كل من اشترك فيها بعلم او غفلة، ايها الناس هذا بلاغ لكم فنزولك للتصويت على الدستور بأى من الكلمتين (نعم أو لا) سيحمى مصر والمصريين من ارهاب جماعة الخوارج ونزولك طوق الأمان الوحيد للنجاة من هذا الطوفان الذى يزحف من الغرب على الأمة كلها.

باحث - معهد البحوث والدراسات الإفريقية - جامعة القاهرة