الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استفتاء «السيسى كايدهم»!




قلنا قبل 20 يومًا فى مقال «عفوًا السيسى»،  إن الدستور الذى سيذهب المصريون للاستفتاء عليه يومى 14 و15 يناير، يستحق من الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع أن يحسم موقفه سريعا من خوض الانتخابات الرئاسية،  وألا ينتظر نتيجة الاستفتاء حتى يصرح بنواياه تجاه «كرسى الحكم»، فإذا كان قطاع من الشعب سيخرج إلى الاستفتاء كيدًا فى الإخوان،  نحتاج أيضا إلى خروج قطاع ثان «غير قليل» يرى من الفريق مخلصا لهذا الوطن من كيد الإخوان.

وبالفعل خرج «الفريق أول» قبل 3 أيام من فتح لجان الاقتراع أمام المصريين ليلوح بصورة أو بأخرى الى اقترابه من حسم موقفه تجاه «الرياسة»،  ليستقبل أبناء هذا الوطن ذلك النبأ بإحساس عميق بالأمل فى غد أفضل.. ويتسابقون فى «ليلة الاستفتاء» للتعرف على اللجان التى سيكتبون فيها بأصواتهم تاريخًا جديدًا لمصر،  متحدين قوى العنف التى اتحدت لتفخيخ خارطة الطريق بالقنابل.. تلك الخارطة التى ستحسم الساعات المقبلة المضى فيها بـ«نعم» المرتقبة.

إلا أن الرغبة الشعبية الجارفة الهادفة نحو إخراج الدستور الجديد الى النور،  لم تأت من فراغ،  إذ تآمرت كل الظروف التى مرت بها مصر بعد ثورة الإطاحة بالإخوان،  لتنتج ثورة جديدة يكتب فيها الشعب شهادة وفاة الإرهاب فى صناديق الاقتراع،  متحديًا ورادعًا لكل من حاول العبث بمقدرات هذا الوطن.

الظروف تآمرت آيضًا حتى يظل «السيسى» الى الآن بمثابة «المنقذ» فى عيون ولاد بلدى،  رغم كل حملات التشويه الداخلية والخارجية التى لاحقته بضراوة وشراسة محاوله إنزاله من منبر ثورة 30 يونيو،  ليخرج قبل أيام فى احتفال القوات المسلحة بمولد الرسول الكريم،  متحديًا أذناب الإخوان ممن كتبوا « c.c قاتل» على الجدران وفى الميادين وعربات المترو محاولين تشويهه، بتلويحه بأن «كرسى الحكم» لم يعد بعيدًا عنه،  ليحسم جدلًا واسعًا كان يشتعل يومًا تلو الآخر حول ترشحه،  وحتى يعلم الجميع إن الـ«c.c قائد» شعبى منتتظر.

المصريون الذين بدأوا قبل 48 ساعة الحلقة الثالثة فى مسلسل «ابهار العالم» بعد حلقتى 25 يناير و30 يونيو،  لم يتوافدوا على اللجان لإنجاح الدستور فقط .. أو لدفع مصر خطوة جديدة نحو الاستقرار باستكمال خارطة الطريق .. نزلوا أيضًا من منازلهم وبداخلهم قناعة أن «نعم للدستور = السيسى رئيسًا» .. هذا لم ألمسه من «بروباجندا الدعاية» للفريق .. أو من عناد المصريين للإخوان .. استوعبته جيدًا من ملامح نساء بسيطات عاشرتهن «الأمية» لأكثر من 50 عامًا،  نزلن للشوارع قبل ساعات من الاستفتاء ممسكات بـ«مسودة الدستور» باحثات عمن يقرأ لهن ديباجته ومواده .. تلك النسوة لم يخرجن من بيوتهن دفاعًا عن الاستفتاء فقط،  بل حتى يؤكدن شعار «السيسى كايدهم» اللائى رفعناه فى مواجهة الخرفان متيقنات أن كل تحرك نحو تأييد «الفريق» هو بمثابة سكين يذبح هذا القطيع الشارد.

أخيرًا .. يا من اصطففتوا بالساعات فى طوابير الاستفتاء للتعبير عن إرادتكم غير عابئين بالمخاطر .. يا من نزعتوا فتيل القنابل التى زرعها الارهابيون داخل نفوسنا لتفجروها فى وجوههم .. يا من جئتوا إلى اللجان من كل حدب وصوب ناصحين وهاتفين حتى تكون الغلبة لـ«نعم».. يا كل مصرية أبهرت نساء العالم بشموخها أمام اللجان وإصرارها على استكمال ثورتها مهما كان الثمن.. يا كل مسن تحدى أوجاعه باذلاً المستحيل كى يشارك فى «ثورة الصندوق»، لن استفيض محترمًا ومقدرًا إرادتكم التى تقودنا نحو النصر.. سأقول لكم فقط «دامت مصريتكم الطاهرة هى الأمل فى مصر أفضل.. دام وطننا حرًا بأبنائه».