الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشعب رسم ملامح المستقبل




 سادت الفرحة العارمة أرجاء مصر خلال الساعات الماضية بعد أن ابهر الشعب المصرى العالم بمشاركته غير المسبوقة فى الاستفتاء، حيث رصدت غرف العمليات بالقاهرة والمحافظات وصول نسبة المشاركة حتى عصر اليوم الثانى للاستفتاء إلى 60٪، وسط تأكيدات باكتساح «نعم» بطاقات الاقتراع على الدستور الجديد.
الاقبال التاريخى على لجان الاقتراع دفع القوات المسلحة أمس إلى اصدار بيان قالت فيه: «فى مشهد حضارى وانسانى فريد امتزجت فيه مشاعر الفرحة والأمل نزلت الأسر المصرية لرسم ملامح المستقبل وكتابة تاريخ جديد لمصر والتعبير عن اعتزازهم وتقديرهم العميق للدور الوطنى لرجال القوات المسلحة والشرطة».
 
وكانت عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية قد واصلت جهودها المكثفة فى تأمين خروج الملايين من أبناء الشعب المصرى للاستفتاء على الدستور وشهدت المقار واللجان الانتخابية بجميع محافظات مصر لليوم الثانى على التوالى العديد من الإجراءات الأمنية لتنظيم وتيسير تدفق المواطنين الذين خرجوا منذ الساعات الأولى من الصباح إلى اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم.
 
كما كثفت طائرات المراقبة الأمنية التابعة للقوات المسلحة طلعاتها الجوية لمراقبة سير العملية الانتخابية والإجراءات الأمنية المتخذة ونقل صورة حية لمركز العمليات الرئيسى للقوات المسلحة ومراكز العمليات فى نطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية فضلا عن قيام المركز الاعلامى العسكرى بالمتابعة الدقيقة لكل ما ينشر عن عملية الاستفتاء بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية محليا ودوليا على مدار الساعة.
 
بينما واصل أمس قيادات القوات المسلحة تحركاتهم لمتابعة الاستفتاء فى عدد من محافظات الجمهورية حيث تفقد الفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة سير العملية الانتخابية بعدد من اللجان فى محافظات السويس وأسيوط والبحر الأحمر للاطمئنان على الاستعدادات الأمنية المقدمة للمواطنين فى محيط اللجان.
 
كما تفقد اللواء أركان حرب أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى عددا من لجان محافظات الدقهلية ودمياط والشرقية وتابع اجراءات تأمين الاستفتاء واطمأن على الحالة الفنية والقتالية للقوات.
 
أما اللواء أركان حرب توحيد توفيق قائد المنطقة المركزية فتفقد عددا من اللجان فى منطقة شبرا للاطمئنان على القوات المشاركة ووجه لرجال القوات المسلحة إلى ضرروة الالتزام بضبط النفس واليقظة الكاملة.
 
وتوجه الفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى إلى محافظة الغربية لمتابعة تأمين اللجان بعدد من مراكز الاقتراع والوقوف على جاهزية القوات وأوضاعها الفنية والإدارية.
 
ومن غرفة عمليات الحكومة، أكد د.حازم الببلاوى رئيس الوزراء أن ظاهرة انتخاب الوافدين وإقبالهم على الاستفتاء على مشروع الدستور كانت ملحوظة وغير متوقعة بتلك الأعداد الكبيرة، مشيرا إلى قيام الحكومة بمعرفة المعوقات التى ظهرت خلال عملية الاستفتاء الحالية والعمل على حلها فى المراحل المقبلة.
وأوضح الببلاوى أن ظاهرة تواجد كبار السن والنساء خاصة وإصرارهم على المشاركة تدعو للاهتمام، مشيدا بالتواجد الكثيف لهم فى عملية الاستفتاء.
بينما تفقد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية عدداً من لجان الاستفتاء بالقاهرة للتأكد من انتظام الخدمة الأمنية.
 
وقال «إبراهيم» إن ما لمسه من روح معنوية مرتفعة وإصرار من قبل القوات المكلفة بتأمين اللجان، والمواطنين الذين أقبلوا بكثافة على اللجان منذ بداية اليوم الثانى للاستفتاء على الدستور تؤكد أن الارهاب زائل لا محالة ومن المستحيل أن يبقى.
 
من جانبها، أصدرت بعثة المراقبين المشتركة بين الشبكة الدولية للحقوق والتنمية ومؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها عن اليوم الأول للاستفتاء، من خلال بعثة مشتركة إجمالى «1198» مراقبا دوليا ومراقبا محليًا، و«23» غرفة عمليات محلية، وغرفة عمليات مركزية.
 
وأشارت البعثة فى تقريرها إلى أنه من خلال تقارير المراقبين إلى غرف العمليات وعملية جدولة البيانات فى الغرفة المركزية، فإنها تهنئ الشعب المصرى على نجاح العملية فى اليوم الأول، وتطابقها فى المجمل مع المعايير الدولية والإطار القانونى والمنظم لها، مؤكدة أن المؤشرات الأولية لغرفة العمليات المركزية تشير إلى أن نسبة المشاركة فى المناطق الشعبية قد تجاوزت 75٪ والمناطق الحضرية 40٪ والمناطق الريفية 56٪.
 
على جانب آخر علمت «روزاليوسف» أن إدارة التفتيش القضائى بوزارة العدل سوف  يجرى تحقيقا وفقا للمحاضر التى استلمتها من بعض اللجان العامة والفرعية بشأن تورط عدد من  القضاة فى توجيه النائب لرفضه الاستفتاء على الدستور. 
 
وكان قد تم استبعاد القاضى المشرف على لجنة مدرسة أسماء بنت أبى بكر فى شبرا الخيمة من الإشراف بعدما ضبط متلبسًا بتسويد البطاقات بـ«غير موافق»، وكذلك القاضى المشرف على مدرسة الإمام محمد عبده لمطالبته المواطنين بالتصويت بعدم الموافقة على الدستور.
 
عالمياً، واصل الإعلام الغربى تسليط الضوء على تصويت المصريين فى الاستفتاء، وأبرزت الحشد الجماهيرى الكبير وحرص المصريون على المشاركة فيه،  حيث اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية بإبراز طوابير الناخبين التى حرصت على التدفق لمقار اللجان الانتخابية فى مختلف مناطق مصر المناطق موضحة أن التصويت  بـ«نعم» معناه استقرار مصر.
 
وأكدت مجلة «لوبوان» أن مشاركة المصريين فى الاستفتاء يؤكد مكانة السيسى كالرجل القوى فى البلاد.
ومن جانبها علقت القناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلى على الاستفتاء، مؤكدة أن التعبير عن التأييد الكاسح للدستور يعنى دعم المصريين لـ«السيسى»، وهو ما سيسمح له بخوض انتخابات الرئاسة.
 
وفى اعتراف إسرائيلى بإبهار المصريين للعالم، أكد الكاتب الإسرائيلى بصحيفة هآارتس والمختص فى الشئون العربية «تسيفى برائيل» أن الدستور الجديد سحق فترة حكم قصيرة من جماعة الإخوان المسلمين.
 
وأضاف «برائيل»: أن معدل المشاركين كان أكبر بنسبة 35% من دستور 2012، متوقعاً أن تكون نتائج التصويت انتصارًا ديمقراطيًا للفريق السيسى، وتباهى له فى حربه ضد الإخوان.