السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ميلاد ديمقراطى لشرعية خريطة الطريق وانتقال للمرحلة الثانية




حسمت نتائج الاستفتاء على الدستور الجدل الخارجى والداخلى حول شرعية 30 يونيو «داخليا وخارجيا» هذا ما أكدته الأحزاب وقالت قيادات سياسية ان الاستفتاء حسم  المعركة التى حاول الاخوان افتعالها مع القوى الثورية والشعب المصرى لصالح الدولة المصرية.
ووفقا للاستفتاء أيّد الشعب تعديل خارطة الطريق بموافقته على المادة التى تعطى المشرع حق تعديلها والتى تؤكد إجراء الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية خلال 60 يومًا من الاستفتاء على الدستور حيث لم تلزم الرئيس بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية.

ورصدت القوى السياسية من واقع غرف العمليات التى شكلتها على مدار يومين انقسام التيار السلفى على المشاركة فى الاستفتاء العام على الدستور الامر الذى اعتبرته قيادات حزب النور هجومًا مباشرًا على الحزب كما رصدت غرف عمليات الأحزاب انخفاض فى مشاركة الشباب وزيادة مشاركة المرأة.

اكد شادى العدل رئيس لجنة الشباب بحزب المؤتمر ان اسباب انخفاض مشاركة الشباب فى الاستفتاء العام على الدستور ترجع الى ظروف تعليم الطلاب فى الجامعة والتى أثرت  بالسلب على نسبة المشاركة بالاضافة الى ما اسماه الدعوات السلبية للتصويت بنعم من  جانب رموز الحزب الوطنى المنحل.

ولفت الى ان تغيير الموطن الانتخابى تسبب فى أزمة لدى بعض الجماهير التى قررت العزوف بعد تأكدها ان اللجان الخاصة بها انتقلت إلى اماكن ابعد عن السكن.

ولفت العدل الى عزوف بعض عناصر التيار السلفى عن التصويت لأسباب مختلفة منها الانقسام داخل التيار حول مرحلة ما بعد 30 يونيو واضاف التيار السلفى لا يمكن ان يكون بأكمله ضمن تحالف 30 يونيو لان بعضه ينحاز للاخوان اكثر من القوى المدنية.
ومن جانبه قال د.شعبان عبدالعليم البرلمانى السابق والقيادى بحزب النور السلفى نؤيد الالتزام بخارطة المرحلة الانتقالية باجراء الانتخابات البرلمانية  ويجب ان تكون فى ظل الرئيس المؤقت حتى يطمئن الجميع الى سلامتها ونزاهتها وقال سنرحب باجراء الانتخابات الرئاسية اولا اذا كانت تتماشى مع حماية الامن القومى المصرى.

وحول ما يتردد عن ضعف مشاركة حزب النور قال عبدالعليم هذا الهجوم يأتى من بعض النخبة التى تتعامل بمنطق توزيع الغنائم وتريد أن تنسب الفضل لنفسها فقط فى ارتفاع نسبة المشاركة لان الحزب حشد من خلال مؤتمرات جماهيرية وقام بارسال سيارات لنقل الناس لأماكن التصويت على الدستور وهذا اغضب البعض ممن كانوا ينظرون لحشد المؤتمرات.
واشار عبدالعليم الى ان الحزب لم يحسم موقفه من اى مرشح رئاسى حتى يرى خريطة المرشحين وبرامجهم الانتخابية ولا ننكر ان الفريق اول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع يمتلك شعبية حقيقية ومن حقه الترشح للمعركة.

ومن جانبه قال شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الاحرار كنا نتوقع مشاركة اكبر للتيار السلفى التيار ونتفهم انه مخترق من جماعة اكثر تطرفا وتابع لا ينكر احد ان حزب النور كان شجاع حينما اعلن تاييده للدستور بشكل مباشر.
وقالت مارجريت عازر البرلمانية السابقة ان المشاركة الكثيفة للمرأة ترجع الى حرصها على مستقبل الاجيال القادمة واضافت بعض قواعد التيار السلفى لا تفكر بالمنطق السياسى الذى يفكر به حزب النور السلفى.

وارجع عمرو درويش ممثل الشباب والعضو الاحتياطى بلجنة الخمسين سبب تراجع تمثيل الشباب فى الاستفتاء الى الاساءة لثورة 25 يناير لصالح 30 يونيو مضيفا هذا النموذج رفض تشويه شباب الثورة.
أكد د.سعد الدين ابراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسى في  «الجامعة الأمريكية بالقاهرة» ومدير «مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية السابق، على الاستفتاء هو الرد العملى والحاسم، على كل محاولات الأخونة وترويع المصريين، والتلاعب بعواطفهم ونزعاتهم الدينية، فالشعب قال «لا للإرهاب»، ونعم لجيش وشرطة مصر.

وأضاف أن هذ الرد جاء أيضا ليرد على كل من شكك فى ارادة شعب مصر، التى خرجت متمثلة فى كل طوائفها
فى 30 يونيو.
كما قال إن اداء المصريين كان مشرفا للغاية، فالجنود كانوا يوزعون «البلح» على الناخبين، والنساء يوزعن الورود والزغاريد، فى مشهد ملىء بالبهجة، ليذكرونا باحتفالات ثورتى يناير ويونيو، ويجعل كل مصرى فخورًا ببلده.
ولكن شدد ابراهيم على ضرورة، ألا نسترخى ونعمل على استكمال خريطة الطريق، انتخابات الرئاسة، ثم البرلمان، ونبه الى عدم عزل شباب الإخوان من الحياة السياسية، والعمل على إعادة تأهيلهم من جديد واحتضانهم.

فيما قال د.أحمد طه النقر المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير: أداء الشعب المصرى كان مبهرا للغاية، وخاصة المرأة المصرية، التى أثبتت للعالم أنها لا تخاف الا الله.
أضاف النقر: إن الشعب طلق الإخوان طلاقا بائنا لا شبهة فيه، وأخرسوا كل الألسنة التى كانت تشكك فى ثورة يونيو، والملاحظ من الاستفتاء أن الشعب يريد زعيما قويا، لذلك يؤيد الجميع ترشيح الفريق السيسى، وان كنت أتمنى أن يبقى وزيرا لدفاع مصر، ولكن اذا قرر الترشح فعليه الانحياز الى الثورة، وتجنب منافقى العصرين البائدين، بل ويعمل على محاكمتهم.