الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«رئيس جمهورية نفسه» يخالف توقعات النقاد والصحفيين




هجوم عنيف تعرض له البيت الفنى للمسرح بعد الإعلان عن قرب افتتاح عرض «رئيس جمهورية نفسه» والذى يلعب بطولته محمد رمضان وبالطبع كان الهجوم الشديد بسبب محمد رمضان، حيث رأى النقاد والصحفيون خاصة المتخصصون فى مجال المسرح أن رمضان جاء لمسرح الدولة كى يفسده وينقل سينما السبكى إليه، استمر الهجوم على صناع عمل «رئيس جمهورية نفسه» حتى يوم افتتاح العرض 2 يناير الماضى، لكن المفاجأة أن العمل كان مخالفا للتوقعات ويبدو أن المخرج سامح بسيونى قصد أن يقدم عرضا مسرحيا جادا كى يرد على هجوم النقاد والصحفيين حيث اعتمد العرض بشكل رئيسى أولا على تقديم قصة شاب عاطل يتجه للإدمان وهى مأخوذة عن مسرحية «الدخان» للمؤلف ميخائيل رومان ثم اهتم مخرج العرض بالممثلين بشكل واضح حتى إن هذا العمل يكتب شهادة ميلاد حقيقية للممثلة الشابة رباب طارق والتى لعبت دور أخت محمد رمضان التى تحاول رده عن الإدمان بأى طريقة وقدمت رباب دورها بحرفية شديدة وبدت وكأنها تمثل أمام عدسة سينما وليس على خشبة مسرح أمام جمهور يراقبها لحظة بلحظة أما محمد رمضان فخالف توقعات الجميع وقدم دورا جادا وإن تضمن كوميديا وسخرية أحيانا لكنه لم يحمل أى اسفاف أو خروج عن السياق كما توقع منه البعض واهتم بإظهار قدراته كممثل موهوب ومحترف يليق بالوقوف على خشبة المسرح وكأنه أراد أن يقول للجميع «أعلم جيدا أنه لكل مقام مقال».

«رئيس جمهورية نفسه» بطولة محمد رمضان ودنيا وشمس وهشام عطوة ورباب طارق ويعرض يوميا على خشبة مسرح متروبول بالعتبة وعن العرض والهجوم العنيف الذى واجهه قال مخرجه ومعد النص المسرحى سامح بسيونى:

كنت أفكر فى تقديم نص «الدخان» لميخائيل رومان منذ سنوات لأننى أعجبت بهذا النص لأنه مهم كتبه رومان فى أوائل الستينيات وتناول مشاكل عديدة من ضمنها الإدمان والبطالة وهذه هى الأزمات التى يعانى منها قطاع كبير من الشباب حاليا، وبطل العرض طالب تخرج من كلية الفلسفة وكان يحلم أحلاما كبيرة لكن بعد تخرجه من الجامعة صدم بالواقع فقرر الإتجاه لإدمان المخدرات كى يهرب من الحياة ويعيش فى واقع افتراضى يخلقه لنفسه وهذا العرض اعتبره رسالة للشباب وللجميع حتى على المستوى السياسى لأننا حاليا أصبحنا نعيش فى واقع يخلق فيه الكثيرون واقعا افتراضيا لأنفسهم منهم الإخوان المسلمين على سبيل المثال.

أما عن الهجوم الذى واجهه بسيونى بسبب العرض فيقول: لم أفكر فى هذا الهجوم على الإطلاق ولم أفكر فى الرد عليه، وأردت أن يرد العمل على الجميع وبالفعل هذا ما حدث وكثيرون ممن هاجموا المسرحية غيروا آرائهم اليوم، لأننا ببساطة نعمل على مسرح الدولة ومحمد رمضان مدرك تماما أنه يعمل بمكان مختلف ولا يمكن أن يأتى كى يقدم سينما السبكى كما أشاع البعض ليس هذا فحسب بل لم ينظر أحد إلى أن رمضان فى الأساس ممثل موهوب وحقيقى وحصل على جوائز عديدة وآخرها كانت جائزة عن فيلم قدمه مع المخرج الكبير يسرى نصر الله فلماذا يتعاملون معه بهذا الهجوم الشديد، رغم أنه كان لابد أن يوجه الشكر له كنجم قرر النزول والعمل على خشبة مسرح الدولة فى هذه الظروف وتنازل عن ثلثيى أجره حتى يدعم العمل على مسرح الدولة.

 ويضيف : كما قيل عن العرض أيضا اننا أردنا جذب سائقى التوتوك للمسرح، حتى لو كان هدفى هو هذه النوعية من الجمهور فلما لا خاصة أن وزراة الثقافة تقدم هذه الخدمة الثقافية المدعومة لتثقيف المواطن البسيط وهدفها الأساسى هو هذا المواطن وليس جمهور المثقفين فما هى الفائدة من تقديم مسرح للمثقفين هذا يعنى أن الثقافة لا تقوم بدورها الحقيقى وهو الاقتراب من الناس البسيطة حتى إننى اخترت تغيير اسم المسرحية من «الدخان» إلى «رئيس جمهورية نفسه» كى يكون الاسم جاذبا للجمهور وفى النهاية نحن قدمنا عرضا مسرحيا متكاملا لأننى فى الأساس مخرج مسرح محترف أعلم جيدا ما الذى أقدمه ولم يسبق لى تقديم أى شىء يحمل اسفافا وسبق وحصلت على جوائز إخراج كثيرة عن أعمال مسرحية مثل «مشعلو الحرائق» و«كاليجولا» وغيرها من الأعمال المسرحية المهمة.

وعن انتقال العرض من مسرح ميامى إلى متروبول قال: حدثت مشكلة بسبب مسرح ميامى لأننا كنا نريده فى البداية حيث رأيت أن جمهور محمد رمضان فى هذا المكان الذى يقع فيه مسرح ميامى ويضم سينمات وسط البلد، لكن كان هناك عرض «ميراث الريح» للمخرج طارق الدويرى ورفض الانتقال من ميامى لمسرح آخر، واقترحوا على وقتها العرض على مسرح الزمالك بدلا من ميامى لكننى رفضت، وفى النهاية اخترنا مسرح متروبول فى العتبة لأنها الأقرب لمنطقة وسط البلد فى نوعية الجمهور لذلك كان من الصعب تقديم العرض بالزمالك ومحمد رمضان لم يتردد فى العرض بأى مكان حتى أنه قال لى أنه على استعداد لتقديم المسرحية بميدان العتبة نفسه.