الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحق والباطل!




مهما بلغ الباطل فجره ومهما طغى وتكبر وتجبر وسيطر وبلغ مداه.. ومهما انقلبت الحقائق وتراجع الحق.. واندهش انه وحيد وطال الوقت والزمن فإن الحق سيظهر ويعود ويحصل كل شخص على حقه..
يوما مشى الباطل مع الحق فقال الباطل: انا أعلى منك رأسا..فقال الحق: أنا أثبت منك قدما..فقال الباطل انا أقوى منك!.. فقال الحق: وانا ابقى منك.. ورد الباطل انا معى الأقوياء والمترفون! قال الحق: «وكذلك جعلنا فى كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم ومايشعرون».. فقال الباطل:استطيع ان اقتلك الآن! فرد الحق: ولكن أولادى سيقتلونك ولو بعد حين!
اقول ذلك ونحن نعيش فى زمن اختلط فيه الحق بالباطل والكذب بالصدق والجهل بالعلم..والمشكلة ان كل واحد يعتقد انه على حق ويبرر لنفسه ما يفعل فلا يوجد احد يعترف بخطئه بالرغم من قناعته الداخلية بأنه على باطل.. كما تلعب التربية والبيئة والثقافة دورا كبيرا فى تعريف مفهوم الحق والباطل ويوجد ناس يرتكبون الخطأ ويقولون ما كل الناس بتعمل كده! كأن الناس هتنفعهم يوم يسألون عما ارتكبوه فى دنياهم..
فلا تندهش عندما تجد من يقلبون الحقائق ويكذبون ويعتقدون انهم بذلك اذكياء وأنهم ظفروا بما ظفروا ينظرون تحت اقدامهم ويعتقدون ان الدنيا ملك ايديهم وهم واهمون لا يعرفون انهم يسيرون فى طريق الضلال وهم لا يشعرون فهل هناك افسد من فرعون بجبروته وطغيانه ثم كيف كانت نهايته!
ويقول الإمام «محمد الغزالى» فاذا احتدمت المعركة بين الحق والباطل حتى بلغت ذروتها وقذف كل فريق بآخر ما لديه ليكسبها..فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها الحق اقصى محنته والثبات فى هذه الساعة الشديدة عندها.. فاذا ثبت تحول كل شىء عندها لمصلحته.. وهنا يبدأ الحق طريقه صاعدا.. ويبدأ البطل طريقه نازلا وتقرر باسم الله النهاية المرتقبة».. ويقول الامام على بن ابى طالب» حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل انهم على حق».. ويقول الامام الشيخ محمد متولى الشعراوى «لا تطول معركة بين الحق والباطل لان الباطل كان زهوقا».
يجب ان نعلم أن الحياة هى مزيج بين الحق والباطل فلولا الباطل ما عرفنا معنى الحق ولولا الحق ما عرفت معنى الباطل..فكيف نقيم الإنسان السوى الخلوق والإنسان السيئ الشرير إلا بموقفهما من الحق والباطل ويقول الإمام الشيخ محمد عبده أن الصراع بين الحق والباطل ممتد وأنه سنة من سنن الاجتماع البشرى وهو موضوع لن ينتهى الا مع قيام يوم القيامة!