الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وداعاً قاسم مسعد عليوة.. رحل «الولد الفقير» الذى لم يكف عن سرد «حكايات عن البحر»




كتب- أحمد سميح

عن 67 عاما رحل مؤخرا الأديب البورسعيدى الكبير قاسم مسعد عليوة بعد تعرضه لنزيف بالمخ، الأديب الراحل من مواليد بورسعيد فى 1946، وهو أحد الكتاب والروائيين الكبار، عضو اتحاد الكتاب وعضو سابق لمجلس إدارته، حصل على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال، وقد ساهم بشكل فعال فى معظم المؤتمرات التى نظمتها الثقافة واتحاد الكتاب لأكثر من ثلاثين عاما متواصلة، كما يعتبر من القامات الإبداعية الكبيرة بإقليم القناة وسيناء ومصر، صدر له العديد من المجموعات القصصية والكتابات المسرحية والروايات  منها رواية «من غير المألوف»، ورواية «حكايات عن البحر والولد الفقير» وهى رواية تتناول معاناة الفقراء فى بورسعيد، و«نبض المرايا»، و«المدينة الاستثناء» قراءة مورفولوجية لمدينة بورسعيد والتى يتاول فيها تاريخ مدينة بورسعيد ودورها عبر التاريخ المصرى وما قدمته من بسالة ونضال ومجد أتاح لها أن تكون إحدى أبرز المدن المصرية، فاعتبر بورسعيد مدينة استثناء باعتبارها مدينة النضال والصمود.

صدر له مؤخرا كتاب «تأريخ ما يستوجب التاريخ» عن أحداث الثورة فى مدينة بورسعيد سجل فيه كل ماحدث منذ قيام ثورة يناير 2011 وحتى اليوم التالى لمحاكمة مبارك واتباعه فى شكل يوميات متصلة ومستويات متداخلة مع بعض، وهى المستوى الشخصى ومستوى المدينة ومستوى جمهورية مصر العربية، ومايدور فى مدينة بور سعيد والقاهرة وغيرها من مدن، كما ترأس «عليوة» جماعة «نحن هنا» الأدبية والتى أنشأها إلى جوار عدد من مثقفى بورسعيد كجماعة احتجاجية ضد وزير الثقافة الإخوانى السابق وممارساته.

عن أهمية «عليوة» ودوره المهم فى الثقافة المصرية تحدثنا مع عدد من أدباء المدينة الباسلة، الشاعر البورسعيدى الكبير محمد عبد القادر يرى أن «عليوة» كان يعتبر وزير خارجية الثقافة وهمزة الوصل بين معظم مثقفى مصر خاصة وقت توليه عضوية مجلس إدارة اتحاد الكتاب، وأنه كان يقف إلى جوار المثقفين فى محنهم وظروفهم الصحية، يقيم لهم الندوات والدورات، ويهتم بطباعة كتبهم، كما أنه يعتبر من أفضل كتاب القصة القصيرة فى جيله، وكان صاحب نشاط ثقافى كبير يغطى مجالات عدة، كما كان من أفضل الباحثين وقد ألف الكثير عن مدينة بورسعيد، كما يرى أن علاقات «عليوة» الإنسانية جيدة جدا فلم يكن خطاء ولم يكن محبا للنزاعات ولم يكن من ذوى الأطماع للمناصب أو للنفوذ، وكان  آخر ماتولاه من مناصب حكومية توليه لإدارة الاسكان فى مدينة بورسعيد ومع ذلك كان بعيدا كل البعد عن الشبهات، فلم يجامل أيا من أصدقائه أو أقربائه، كما كان من أكثر المعارضين لفترة حكم الرئيس الأسبق مبارك، مما سبب له الكثير من المعاناة وتعرضه للحبس والكثير من التنكيل.

فى حين يرى شاعر العامية  البورسعيدى كامل عيد الملقب بشاعر المقاومة والصمود أن الراحل قاسم مسعد هو أحد كبار أدباء مصر وليس بورسعيد فقط، وأنه رجل وطنى من الدرجة الأولى، فقد شارك فى العبور فى عام 73، ويعتبره أحد أكبر تروس الثقافة المصرية ومحركاتها، وقد كتب فى نعيه قائلا: «بأتلفت حواليا .. لقيت كل يوم .. الدنيا بتفضى عليا .. سبق إبراهيم الباني.. واليوم قاسم عليوة .. يا دنيا هدى شوية».

أما الأديب البورسعيدى أسامة كمال فيقول: «كان للأديب قاسم مسعد دور كبير وغير عادى فى الثقافة المصرية كممثل لمدينة بورسعيد، علاوة على أن دوره لم يكن قاصرا على الفعل الثقافى واللأدبى بل كان له دوره اجتماعى ودور سياسى بالغ، فقد كان قاصا وروائيا وباحثا ومحاضرا، قام بدور مهم جدا فى التأريخ لمدينة بورسعيد ونضالها، وآخر ثلاثة كتب من مؤلفاته خصها بمدينة بورسعيد، وكنا نشبهه بالقاطرة لأدباء المدينة، كما قام بزيارة جميع محافظات مصر تقريبا، وهو إلى جوار ذلك يعد أحد قيادات حزب التجمع فى بورسعيد، وكان يشبه الأب لأدباء بورسعيد وشيخ كتابها ومن أكبرهم سنا وقدرا وأكثرهم نشاطا وحيوية».