الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف شوهت هوليوود العرب؟




كتب: خالدعزب
لا شك أن لهوليوود دورًا أساسيًا فى تعزيز وتقديم صورة سيئة للعرب، إذا راكمت فوقها العداء الصريح من قبل بعض الغرب
يين للعرب، فضلاً عن مصالح الغرب فى إضعاف العرب، رأيت فى نهاية النفق صورة سيئة للعرب، جاك شاهين الأستاذ فى جامعة جورج تاون أصدر كتابًا مهمًا منذ سنوات عنوانه «أكره العرب الأشرار: كيف شوهدت هوليوود شعبًا» المؤلف اللبنانى الأصل وأستاذ الاتصال المرموق تتبع ما يقرب من 900 فيلم سينمائى ومسلسل تليفزيونى حللها كلها، ليخرج لنا كتابه هذا الذى يستحق أن يترجم إلى اللغة العربية لم يكن من السهل أن يتقبل الأمريكيون مقولته التى ترسخ كذب مؤسساتهم الإعلامية عليهم لسنوات، لذا مثل هذا الكتاب صدمة نفسية وثقافية لدى كل أمريكى قرأه، تعود مصداقية هذا الكتاب لعدة أسباب أنه مصدر أكاديمى لمن يريد أن يرصد صورة العرب على الإعلام الغربى، فقد أعد ببليوغرافيا للأفلام التى شاهدها وحللها، مما يجعل الباحث يختصر وقته من مرحلة جمع المصادر إلى مرحلة تحليلها، وهو ما قدم رؤيته فيها بشكل متقن ليحدث هزة عنيفة أو كما سبق أن قلت صدمة ثقافية، لكن ينبغى بذل مجهودات مضاعفة فى الغرب ليس لتحسين صورة الإسلام بل لتقديم الإسلام الصحيح، لأن القول بتحسين الصورة يعنى ضمنًا أن الإسلام دين سيىء مطلوب إعادة تشكيل صورته، وهذه من المغالطات الكبرى التى يقع فيها كثيرون، المطلوب تقديم الإسلام فى صورته الصحيح كدين قائم على التسامح مع الآخر، على الإيمان بموسى وعيسى وعلى التعايش مع الآخر وهى سمات اتصف بها هذا الدين منذ فترة مبكرة لكن مع تنامى ظاهرة الخوف من الإسلام الإسلاموفوبيا، وبعض الممارسات الخاطئة لمسلمى الغرب، ونقل المسلمين خلافاتهم لمسلمى المهجر، كلها عوامل أدت إلى تأكيد الصورة المشوهة للإسلام.
إن الإنتاج الإعلامى باللغة الانجليزية والفرنسية عن الاسلام ما زال دون المستوى المطلوب، لذا بات من الملح رسم خطط تقدم الإسلام بصورة عصرية عبر الأفلام الروائية والمسلسلات ومواقع الانترنت والكتب والمجلات وأيضا عبر السلوك اليومى للمسلمين فى حياتهم والصدق مع أنفسهم أولاً، ومجابهتهم حقائق الأمور.