الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شهادتى على 25 يناير




يأتى السبت المقبل حاملا معه نسمات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، البعض يقول إنها ليست ثورة والآخرون من تيارات سياسية تؤكد أنها مؤامرة على مصر والمصريين.
ورأيى الشخصى سواء اختلف البعض أو اتفق على أنها ثورة أو مؤامرة فهى بكل المقاييس ثورة طاهرة غيّرت فى تاريخ مصر والمنطقة العربية.. أبطالها كما شاهدتم فى ذلك اليوم الذى لن أنساه ما حييت شباب شرفاء.. أحرار أحبوا بلدهم وحاولوا التغيير ونزلوا إلى الشارع للتعبير عن رأيهم.
صباح الثلاثاء 25 يناير 2011.. نزلت فى محطة مترو السادات وكعادتى أسير فى شارع قصر العينى حتى أصل إلى روزاليوسف، كنت وقتها نائبا لقسم الأخبار فى الجريدة اليومية ومسئولًا عن تغطية وزارة الأوقاف، أما المظاهرات وعمليات الحراك السياسى فى الشارع فمسئول عنها زملائى فى القسم السياسى ولكن ما رأيته من إجراءات أمنية فى ميدان التحرير وقصر العينى وتحديدا أمام مجلسى الشعب والشورى وأنا فى طريقى إلى المؤسسة شعرت بأن هناك شيئا غريبا سيحدث فى هذا اليوم وبدافع الفضول الصحفى تحدثت مع الزملاء عن أن الأمن يملأ كل شبر فى وسط البلد وتساءلنا: ماذا يخبئ القدر لمصر فى هذا اليوم؟ وفى تمام الساعة العاشرة والنصف نزلت من الجريدة مترجلا حتى وصلت إلى ميدان التحرير ولم يكن به سوى عربات الشرطة المصفحة وسيارات نقل جنود الأمن المركزى المرابطين فى الشارع.. علمت وأنا فى الميدان أن هناك مجموعة من الشباب يصل عددهم إلى 40 شخصًا أمام نقابة المحامين ونقابة الصحفيين ودار القضاء العالى يرددون شعارات: «على وعلى الصوت.. اللى هيهتف مش هيموت»، «ياحرية فينك فينك.. أمن الدولة بينا وبينك»، «آه يا حكومة هز الوسط.. أكلتونا العيش بالقسط»، «حسنى بيه يا حسنى بيه.. كيلو العدس بـ10 جنيه»، واصلت سيرى من الميدان حتي وصلت لنقابة الصحفيين ودار القضاء العالى.
وتابعت وأنا فى شارع رمسيس من الساعة 11 ظهرا بداية أول شرارة لثورة 25 يناير حتى الساعة السادسة مساء أتابع مسيرات الثوار من الشباب وبعض القوى السياسية الأخرى التى كانت ضد سياسات الحزب الوطنى وضد ما كان يثار حول عملية التوريث.
حاول الثوار وأطلق على هؤلاء الشباب بالفعل ثوار فكثير منهم قد لقى ربه شهيدا فى أيام الثورة ولم يحصل واحد من هؤلاء على مكسب مادى أو معنوى، ولم أر واحدًا منهم بعد ذلك فى وسائل الإعلام، كما غنم غيرهم من راكبى الثورة وحصدوا كل شىء السلطة والمال والمنصب على حساب دماء هؤلاء الشباب.
7 ساعات فى شارع رمسيس بداية من دار القضاء العالى حتى وصلنا إلى مجلس الوزراء فى السادسة بين شد وجذب من جانب الثوار تارة وقوات الأمن تارة أخرى، رصدت خلالها ما شاهدته بعينى من أحداث وهذه شهادتى.. ونكمل الحديث فى مقال آخر.

[email protected]