الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى ذكرى معركة شدوان وعيدها القومى: استغلال تنوع ثقافات البحر الأحمر سياحيا




 قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء، بمناسبة احتفال محافظة البحر  الأحمر بعيدها القومى الموافق 22 يناير إن التنوع الفريد فى ثقافات البحر الأحمر سياحيا وثقافيا، يجب استغلاله وأيضًا استغلال القواسم المشتركة الثقافية بين مصر والسعودية فى استثمار سياحى وثقافى بهذه المنطقة وتحويلها لمنطقة جاذبة للسياحة الثقافية والدينية وسياحة السفارى والسياحة البيئية والمجتمعية وسط مجتمع الصحراء بعاداته وتقاليده.
وأشار أن هناك ضرورة لأهمية ربط تلك المنطقة بحريا بمنطقة جنوب سيناء بمقوماتها السياحية المتنوعة من سياحة الآثار والسياحة العلاجية والترفيهية على شواطئ البحر الأحمر وسياحة المؤتمرات، وربط المحافظتين بالمقومات السياحية بموانئ البحر الأحمر فى الجانب السعودى والأردنى بمشاريع سياحية مشتركة.
ولأن ذكرى  العيد القومى للمحافظة تتزامن مع ذكرى معركة شدوان قال ريحان: إن شدوان جزيرة صخرية منعزلة مساحتها 60كم تقع قرب مدخل خليجى السويس والعقبة وتبعد عن الغردقة 35كم، وقد شهدت بطولات قوات الصاعقة المصرية البحرية والبرية بمعاونة أبناء البحر الأحمر البواسل الذين قاموا بإدخال المؤن والذخائر والأسلحة فى مراكب الصيد إلى جزيرة شدوان وخاضت القوات المسلحة المصرية المعركة ببسالة حتى أجبرت القوات الإسرائيلية على الخروج من الجزيرة.
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم  ريحان أن منطقة البحر الأحمر تتميز بثقافة وتراث دينى فريد متمثل فى انتشار العديد من المعابد المصرية القديمة وأكبر مراكز للرهبنة فى العالم، موضحا أن تسمية جبل الجلالة القريب من العين السخنة ينسب لكلمة قلايا التى تعنى سكن الراهب.
وأوضح أنه فى الحقبة الرومانية تميزت منطقة البحر الأحمر بوجود محاجر عديدة بنيت على طول الطرق المؤدية إليها العديد من الاستراحات من الأحجار المتكسرة التى يتم رصها فوق بعضها بدون مونة لصق وتغطيتها بأسقف من جذوع الأشجار وقد استخدمها العديد من السكان المحليين الرحل كأماكن ثابتة للسكن المؤقت عند الزواج كشهر عسل لأن مساكنهم كانت من الخيام أو البورش لذا أطلق عليها مبانى شهر العسل.
وأشار ريحان إلى أن المناطق الحضرية بساحل البحر الأحمر تميزت منذ عصور مصر القديمة بطرز بناء خاصة كمدينة القصير التى انطلقت منها الرحلة الشهيرة للملكة المصرية حتشبسوت إلى بلاد بونت على ساحل البحر الأحمر، وتميز سكانها بالمهارة فى حرفة البناء سواء بعمل الطوب اللبن والبناء به وبمهارة البناء ببقايا الشعاب المرجانية أو استخدام الأحجار المتنوعة الألوان من محاجر القصير وبيوت القصير القديمة.
وأكد أن المبانى الساحلية بالبحر الأحمر تميزت بسمات مستمدة من رحلات الصيد والتبادل التجارى والثقافى ومنها وجود البلكونات الخشبية المزينة بالمشربيات البسيطة لتتيح لسكانها متابعة النشاط البحرى لأهلهم فى رحلات الصيد المختلفة، كما تميزت الشوارع بأنها عمودية على البحر لتتيح أكبر مساحة لرؤية البحر لساكنى المنطقة وكذلك وجود مبان خاصة للتجارة من أسواق ومحلات ومبان للشرطة والمحكمة .
ولفت إلى أن أسلوب البناء فى القرن الثامن عشر والتاسع عشر تأثر بالتبادل التجارى والثقافى مع التجار الإيطاليين وقد عاش جزء منهم فى مدينة القصير مما يدل على النهضة الإنسانية والاقتصادية التى عاشتها مصر فى تلك الفترة، كما انتشرت المناطق الحضرية المرتبطة بحرفة الصيد والنقل والتجارة البحرية على ساحل البحر الأحمر من القصير مرورا ببرنيس وشلاتين وحتى مدينة سواكن القريبة من ميناء بورسودان بالسودان.