الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجربا»: قوات «الأسد» أجبرت الشعب على حمل السلاح.. ولن نتخلى عن محاكمته




كتبت ـ هبة سالم وخالد عبدالخالق ووكالات الانباء

بدأت أمس  فى مدينة فى منتجع مونترو فى سويسرا القريب من جنيف أعمال مؤتمر «جنيف 2» الذى طال انتظاره بشأن الصراع فى سوريا، ويعد هذا أول اجتماع وجها لوجه بين الأطراف المتحاربة منذ بدء الصراع قبل ثلاث سنوات.

وقد بدأت أعمال المؤتمر الذى ترأسه الأمم المتحدة بكلمة افتتاحية لأمينها العام  بان كى مون عبر فيها عن أمله فى أن يكون المؤتمر بداية من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السورى، وذلك من خلال إرادة سياسية للأطراف المعنية سواء حكومة أو معارضة، لافتا إلى ان المؤتمر يعقد بمبادرة من وزيرى الخارجية الروسى سيرجى لافروف والأمريكى جون كيرى اللذين عملا معا إلى جانبه والمبعوث الدولى الأخضر الإبراهيمى وشركاء آخرين.

كما أعرب  بان كى كون عن تقديره لموافقة الحكومة السورية والمعارضة على الحضور للمشاركة فى هذا المؤتمر.

ومن ناحيته أعرب وليد المعلم وزير الخارجية ورئيس الوفد السورى إلى المؤتمر عن أمله فى إنهاء معاناة السوريين فى أقرب وقت ممكن، مستنكرا بشدة جميع أعمال العنف التى تشهدها بلاده والتى أسفرت عن سقوط عدد من النساء والشيوخ والأطفال، مهاجما فى الوقت نفسه الدول الداعمة للثورة السورية.

كما اتهم المعلم حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بدعمها للإرهاب فى بلاده ،مؤكدا أن سوريا ستقوم بكل ما فى وسعها للدفاع عن نفسها، وداعيا الدول التى وصفها بـ «الداعمة للإرهاب» إلى وقف ضخ السلاح ورفع العقوبات والحصار عن الشعب السوري، مهاجما وفد المعارضة السورية المشارك فى المؤتمر

وفى المقابل هاجم  رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض أحمد الجربا نظام الرئيس السورى بشار الاسد  باجبار شعبه  على حمل السلاح للدفاع عن نفسه ضد المجازر التى يرتكبها بحقه، موضحا ان الثورة خرجت للتغيير تحت عناوين وطنية ، إلا أن النظام قمعها وقتل الأطفال والنساء والشيوخ من أجل الحفاظ على حكمه ، واصفا القرار الأممى الذى أسس مؤتمر جنيف بالتاريخى لإنجاز حل سياسى يجنب بلاده المزيد من الدماء.

واكد الجربا على أن الجيش الحر يقاتل القاعدة والجماعات المتطرفة التى سمح نظام الأسد بدخولها لقتال المعارضة على حسب قوله، معلنا عن موافقة الائتلاف على مقررات جنيف 1، ومشددا فى الوقت ذاته على ضرورة رحيل نظام الأسد بكافة أركانه ومحاكمته وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة وذلك حتى لا يخرج جنيف2 عن مسارة الصحيح.

فيما طالب وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس بوقف فورى لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإغاثة الشعب السوري، مؤكدا أن الأزمة الراهنة لا يمكن حلها إلا سياسيا، واصفا الهجوم بالكيماوى  بالمجازر البشعة التى  وقعت فى غوطة الشام.

وشدد فابيوس على ضرورة بذل الجهود لإنقاذ الشعب من هذه المعاناة المستمرة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى وجود مقاتلين أجانب داخل سوريا يدعمون نظام الأسد وهو أمر يهدد وحدة هذا البلد، موضحا أن بلاده ليس لديها أى أجندة خفية بشأن هذا الملف، ولكنها ترغب فى التوصل إلى سوريا موحدة تحترم حقوق الإنسان والأقليات والثقافات المختلفة.

من جانبه يرى ايمن سمير رئيس تحرير جريدة السياسة المصرية ان هذا المؤتمر لن ينجح فى حل الازمة الراهنة لتمسك جميع الاطراف بموقفها سواء على المستوى الداخلى بين المعارضة والنظام وعدم الوقوف على ارضية مشتركة، فضلا عن الدول التى تدعمهما بدليل رفض ايران الاعتراف ببنود «جنيف 1»، الذى اجرى فى 30 يونيو 2012، والذى يتضمن نقل السلطة إلى حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.

وأوضح سمير ان السقف الأعلى  للمطالب والآمال المعقودة من وراء المؤتمر الآن هى ان يتم اطلاق سراح الاسرى من الطرفين وادخال مساعدات انسانية تقتصر على مدينة حلب فقط، لافتا ان المؤتمر لمدة يوم واحد فقط على ان يتم غدا الجمعة لقاء بين المعارضة والنظام السورى برعاية أمريكية روسية وبحضور الاخضر الإبراهيمى المبعوث المشترك للأزمة السورية.

وأشار سمير انه لا توجد نية صادقة من جميع الأطراف لايجاد حل لهذا الصراع فالائتلاف الوطنى لا يملك من امره شىء لان الصراع الحقيقى بين النظام والجماعات الجهادية التكفيرية وجبهة النصرة وداعش، اما المجتمع الدولى فهو  يحاول القيام بابراء ذمته أمام التاريخ.

وفى السياق نفسه أكد خالد الصالح المتحدث الرسمى باسم ائتلاف الوطنى  ان الائتلاف قام بتسليم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والإبراهيمى ورقة تتضمن مطالب المعارضة السورية بحيث يتم ادراجها ضمن جدول أعمال الاجتماع والذى سيمتد على مدار 7 أيام وهى تطبيق كامل لبيان «جنيف 1» وإعلان النظام قبولها.

وكان الرئيس الإيرانى حسن روحانى قد تنبأ امس أن محادثات جنيف2 لن تنجح على الأرجح لغياب اللاعبين المؤثرين عن الاجتماع ، مضيفا ان المؤتمر فشل قبل أن يبدأ.

يذكر ان بان كى مون قد سحب دعوته لطهران للمشاركة فى المحادثات بعد أن اعلنت المعارضة إنها ستنسحب من محادثات السلام إذا شاركت إيران  حليفة الأسد.

وفى سياق غير ذى صلة اعربت الولايات المتحدة والأمم المتحدة عن فزعهما ازاء تقرير جديد يزعم النظام السورى قام بصورة ممنهجة بتعذيب واعدام احد عشر ألف معتقل منذ بدء الانتفاضة ضد حكمه

وفى المقابل رد المتحدث باسم الحكومة السورية إن التقرير يفتقر إلى المصداقية، حيث ان الجهة التى طلبت اجراءه هى قطر، التى تمول جماعات المعارضة المسلحة على حد وصفه.

يشار الى ان هذا التقرير، الذى اعده مدعون سابقون مختصون فى التحقيق فى جرائم الحرب، مبنى على ادلة مصور عسكرى منشق، يعرف فقط باسم قيصر، قام بالتعاون مع آخرين بتهريب صور نحو احد عشر ألف معتقل قتلوا وعٌذبوا فى بلاده.