كريم مروّة: الماركسية العربية متوقفة عند المنظور السوفيتى

كتبت- إيمان على

دعا المفكر اللبنانى الكبير كريم مروة إلى حتمية الخروج من النمطية فى الأفكار الماركسية واليسارية عموما فى الوطن العربى من أجل أن تواكب ركب التطور الذى خلقته ثورات العربيع العربى وتخلفت الاشتراكية عنه.جاء ذلك فى ندوة عقدت بمقر دار التنوير - فرع القاهرة - لمناقشة أحدث كتب مرّوة «أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكى»، وأكد مروة الذى كان يوما ما أحد أركان الحزب الشيوعى اللبنانى قبل أن يستقيل من الحزب ويتحسس «الحرية»، كما وصف، أن الكتاب يناقش فكرة مراجعة التاريخ لأن الماركسية ليست نصا مقدسا وماركس ليس نبيا بل إن ماركس ذاته دعا إلى المادية التاريخية ولم يقدم نفسه كمفكر عقيدى عكس ما صنعه أتباعه به.

وأضاف: «رؤية اليسار العربى متخلفة عن التطور والثورات ولم تواكب التغيير النوعى الذى أحدثته الثورات فى المجتمعات العربية». أما مشكلة الاشتراكيين العرب من وجهة نظر مروة فهى أن قسطا منهم اندمج مع السلطة بوصفهم «ملحقين» تابعين وليسوا شركاء أساسيين، بينما قسط آخر اكتفى برفض الواقع وعدم الانخراط فى العمل والتغيير. «التعلق باليوتوبيا وعجن المجتمع بها قسرا» هو من وجهة نظر حسن ياغى مدير دار التنوير السبب فى فشل المشاريع اليسارية فى الوطن العربى، وقال فى الندوة التى عقدت أمس الأول وأدارها نبيل عبدالفتاح: «الإسلاميون يكررون نفس أخطاء الماركسيين، يحاولون تطبيق يوتوبيا الماضى فى الوقت الحاضر، ولا يعون أن الظروف تغيرت وأن الأمر يحتاج إلى إعادة دراسة، وانتهى إلى أن «دولة العدل لا يمكن أن تقام بلا أساس من الحرية».