الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كتب علينا القتال.. ونحن له كارهون




أخطر ما تواجهه مصر فى هذه اللحظة التاريخية الحرجة والدقيقة.. هو تردى مستويات التفكير.. وأداء الغالبية العظمى من النخب السياسية والأكاديمية والإعلامية.. على اختلاف انتماءاتها الأيديولوجية والفكرية.. والاستثناءات محدودة.. وهو ما يبدو واضحا وجليا فى ضعف خطابهم فى المرحلة الانتقالية.. يتناسون أن هناك مواقف لا تحتمل أنصاف الحلول.. ولا تقبل اللون الرمادى.. وعندما يتسببون فى كارثة.. يلعنون الحظ ولا يشيرون إلى أنفسهم بإصبع واحد من أصابعهم العشرة.. لا يعترفون بمشاركتهم فى صنع الكارثة.. يجيدون اللطم والصياح.. إنهم «ظاهرة صوتية».
تصريحات الدكتور الببلاوى رئيس حكومة مصر بأن «أنصار الإخوان يمكنهم المشاركة فى الانتخابات المقبلة إذا نبذوا العنف».. فى مغازلة واضحة لعواصم الدول الأوروبية.. أتى الرد عليها سريعا من جانب الجماعة الإرهابية بتوجيه طعنة غادرة فى قلب العاصمة.. وكان الهدف مديرية أمن القاهرة.. والتدمير الذى طال متحف الفن الإسلامى الذى يضم بين جنباته مقتنيات شاهدة على عظمة ورقى الحضارة الإسلامية تغطى 14 قرنا هجريا.. تحطم منها نفائس لا تقدر بمال إضافة إلى أن المتحف الذى دمر أنفق على ترميمه مؤخرا 100 مليون جنيه، وأيضا الدمار والتدمير الذى طال دار الوثائق القومية هل هو انتقام منها لعدم استطاعتهم الاستيلاء على بعض من هذه الوثائق فى عهد المعزول مرسى؟
والسؤال: لماذا لم يتوجه الببلاوى بخطابه إلى الغرب بقناعة المصريين وما استقر فى وجدانهم بعد ما عانوه من أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية لفظها الشعب كما لفظ قبلها مبارك ونظامه.
وماذا يفيد المصريين عندما يتوجه بخطابه لدغدغة مشاعر العواصم الغربية.. على حساب أمنهم واستقرارهم؟!
لجوء الإرهابيين إلى سلاح التفجيرات.. رد فعل يائس نتيجة نزول الجماهير العظيمة للمشاركة بقوة فى الاستفتاء على الدستور، وأيضا تصدير صورة مغلوطة عن عدم استقرار مصر فتتوقف السياحة وتنهار البورصة وجميع الأنشطة الاقتصادية.
■ المؤامرة
الفضيحة المدوية للاجتماع الأمنى السرى الذى كشفته الأجهزة الأمنية المصرية والذى عقد مؤخرا فى واشنطن وحضره مسئولو الاستخبارات الأمريكية وجهاز الأمن القومى الأمريكى وممثل استخبارات حلف الأطلنطى وممثل الموساد فى واشنطن وتأكيدهم فشل جماعة الإخوان الإرهابية فى هزيمة قوات الأمن المصرية وشددوا على أن إدارة العمليات داخل مصر ستكون من الخارج وتحديداً فى قبرص.. إذاً نحن أمام مخطط خارجى بتمويل دولى ضخم.. تقوم القاعدة بتنفيذه برعاية حماس ومساندة ودعم جماعة الإخوان الإرهابية وتخدمه إعلاميا قناة الجزيرة.
مؤامرة خارجية تنفذها فى الداخل جماعات إرهابية يوجهون إلينا طعنات الغدر والخسة باحترافية ودقة فى اختيار توقيتات تنفيذ مخططهم الإجرامى لهدم مصر، والنخب المصرية تتطاحن من أجل صدارة المشهد مقدمين مصالحهم الذاتية على مصلحة الوطن ومقدراته.
لقد اختار الإرهاب الأسود قلب القاهرة ليطعنوه بتفجيراتهم الدنيئة الحاقدة.. وجاء التوقيت متزامنا مع احتفالات المصريين بذكرى التحرر من سيطرة الحكم واستبداده وقهره للشعب، سواء من مبارك الذى تم خلعه أو مرسى الذى عزله الشعب.. بينما تأتى تفجيراتهم الإرهابية من أجل تكريس العبودية والاستبداد على نمط لويس السادس عشر «أنا الدولة والدولة أنا» وأيضا اختصار الدولة فى ذواتهم المصونة والمحصنة ضد النقد أو العزل أو المساءلة القانونية.. واللامبالاة بحكم القانون.
إن جماعة الإخوان الإرهابية مرض خبيث سرطان اما أن يقضى عليها تماما وإما أن تقضى علينا.. جماعة لا يجوز التعامل معها بصيغ قانونية أو وسائل إنسانية لأنها تقتل دون تمييز وتفجر من دون هدف سوى «خراب الوطن وترويع الشعب».. جماعة ثبتت خيانتها.. وتأكدنا من عمالتها.. جماعة تخطط صباحا ومساءً لقتل المصريين وتفجيرهم.
مرحبا بشهداء جدد فى مواكب الجنة ولا عزاء لانتحارى قرر أن يحولهم لأرقام فتحول إلى صفر على يسار الوطن.
لقد دخلنا نفق التفجيرات.. وتلك مرحلة لن تستهدف الشرطة والجيش فقط ولكنها ستطال الوطن كله.. لذا يجب على الجميع الوقوف فى خندق واحد مواجهاً هذه الحرب القذرة التى تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية بالوكالة عن الدول الخارجية بهدف تقسيم الوطن.. لقد فرض علينا القتال ونحن له كارهون.
إن مصر على مشارف جمهورية جديدة لابد أن تخاصم ماضيها الفاسد والمستبد.. وتستثمر فقط فى لحظات نضجها وبزوغها.. الفريق السيسى يبدو فى القلب منها رغم أنوف المتخوفين.. ولكن لا نراه ساحراً يغير الأوضاع بإشارة من أصبعه.. بل نراه ملهما لشعب يحاول مع شخصه استعادة أمل ورجاء بالتطور والتقدم.. أول شروط نجاحه.. الإرادة.. وآخرها الاخلاص، وبينهما الابتعاد عن بطانة السوء وحاشية الفساد وجموع المنافقين.. إنها معركة صعبة وطويلة.. والله غالب على أمره.