الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عبد المعطى حجازى متحدثا عن الهوية: طغيان مرسى والمرشد أكبر من طغيان الملك فؤاد




الشاعر الكبير احمد عبد المعطى حجازى طرح مناقشة تحت عنوان «الثقافة والهوية» وهى تيمة معرض القاهرة الدولى للكتاب لدورته الـ45، وذلك من خلال ندوته التى أقيمت بالقاعة الرئيسية رقم (1) وشاركه الدكتور عبد الناصر حسن أستاذ النقد الأدبى ورئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، والدكتور أحمد مجاهد رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وتناول «حجازى» العديد من المعانى والمصطلحات وكيفية تطبيقها فى واقعنا المصرى، منها مفهوم وقيمة الثقافة وما تقوم به الهوية فى حماية المواطن المصرى، وحول الديمقراطية وممارستها، وحول الحاكم المصرى على مدار التاريخ، واللغة الشعرية المطروحة فى أعمال الموجودة على الساحة وأخطاء اللغة، وأعلن حجازى عن نيته كتابه سيرته الذاتية ومذكراته.
كما قال حجازى إن الثقافة والهوية موضوع الساعة، وتساءل كيف يمكن أن أتحدث عن الهوية المصرية دون أن أتحدث عن الثقافة وماذا تكون الثقافة إلا مصر وماذا تكون مصر إلا الثقافة؟ وأضاف أن الهوية هى الثقافة والثقافة هى الهوية.
وأكد حجازى أن الهوية هى روح مصر وإذا انتقلنا إلى الهوية فهى الثقافة أى ما نصنعه نحن وليس ما يكتبه الرواد والروائيون ولكن ما يصنعه البسطاء وما يقوم به الفلاح.. وكلمة الثقافة فى اللغات الأجنبية تتفق مع كلمة الزراعة لان الثقافة فى الأصل تعنى الزراعة وفكرة إصلاح الأرض والرى والعناية بها من الأرض إلى العقل والنفس والضمير والجسد ويقصد بها أيضا التربية، ونطلق على الإبداع فى الشعر والنثر الأدب ليدل على الرقى والخلق والتهذيب والتربية الأخلاقية والإنسانية والثقافة ليست النشاط الفكرى فحسب ولكن النشاط العام الذى نقوم به جميعا.
وقال حجازى: إن الإخوان فى الدستور القديم الذى هو من صنع أيديهم كانوا ينكرون مصر وحسن البنا تحدث عن الوطنية قائلاً: «حدود الوطنية ليست بالأرض بل بالعقيدة وهؤلاء الوطنيون وكان يقصد الوفديون والدستوريون والمصرى العادى الذى يحارب الاستعمار الانجليزى يعتبرون الأرض جغرافيا وحدودًا، أما نحن فكل بقعة فيها مسلم هى وطن لنا»، وأضاف حجازى أن هذا هو فكر الجماعة.
وأوضح حجازى، أنه إذا تم عمل مقارنة بين طغيان الملك فؤاد بطغيان مرسى وبديع والبلتاجى فنجد أن طغيان الملك فؤاد أرحم بكثير من طغيان الإخوان ففؤاد كان طاغى متحضر يضع موسلينى مثله الأعلى، بينما كان مرسى طاغياً متخلفاً يضع السلطان عبدالحميد مثله الأعلى، فالمصريون عندما وجدوا أن الوطنية فى خطر خرجوا عن بكرة أبيهم ليسقطوا هؤلاء الطغاة وليعبروا عن حبهم لوطنهم.
وفتح حجازى الباب للحضور لطرح الأسئلة وجاء السؤال الأول: هل تأثرت هويتنا بحكم جماعة الإخوان المسلمون وهل من المعقول أن تسيطر جماعة على هوية شعب؟
أجاب حجازى: باختصار الهوية فعل تاريخى طويل فالهوية كينونة وهى الوجود ثمرة عصور طويلة نعرف بعضها ونجهل الكثير عن الباقى، فهى نتاج ما نعرفه وما لا نعرفه، الوطنية هى وجود جوهرى مطلق معقد وراسخ لا يستطيع حكم استمر ثلاثة سنوات أن يؤثر فيه فهم كانوا نصف حكام بطشوا بأيديهم على مجلسى الشعب والشورى ثم رئاسة الجمهورية مشاركين فى هذا المجلس العسكرى بعض الوقت ومنفردين بعض الوقت.
ولكن المصريون ضربوا للمرة الثانية فى الثلاثين من يونيو جرس الإنذار لكل الطغاة والجبابرة عندما نزلوا إلى الشوارع والميادين وأزاحوا هذا الكابوس عن كاهل شعب لقب وعن جدارة بقاهر الجبابرة ومقبرة الغزاة، فنحن لن نستكين للطغاة من جديد.
وحول اللغة العربية وما تعانية من تدهور؟ قال حجازى إن الحل يكمن فى ضرورة أن تضع الدولة مشروعًا قوميًا للقضاء على الأمية، فمن العار أن يكون ضمن قيادات الدولة المصرية أشخاص يجهلون التحدث بالمبادئ الأساسية للغة العربية، التى ينص الدستور على أنها اللغة الأساسية للدولة المصرية، بينما عقب الدكتور عبد الناصر حسن بقوله أنه أصبح من الضرورى والحتمى فى المرحلة القادمة أن يتم معالجة منظومة التعليم فى مصر، فخريجى كليات اللغة العربية لا يعرفون شى عما يدرسونه، فا التعليم والثقافة هما أساس نهضة ورقى الشعوب.
وختم حجازى الندوة بالاعلان عن سوف يكتب مذكراته وسيرته الذاتية حيث اشار : انا وصلت الى سن وعمر الجلوس للكتابة وسوف ابدء بكتابه سيرتى الذاتية واجد انى امتلك العديد من التجارب وعاصرت فترات تاريخية كثيرة، وان كتابه المذكرات واجب أخلاقى لا يلزم القانون به الإنسان، وأعتقد أننى لدى ما أقدمه للأجيال القادمة من أبنائى وأحفادى والشعراء الشباب.