الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حلم بلاستيك» ومهرجان المسرح العربى




بقلم: ناصر عبد المنعم


بعد غياب إمتد لسنوات عاد المسرح المصرى للمشاركة فى مهرجان المسرح العربى فى نسخته السادسة التى انطلقت الاسبوع الماضى بإمارة الشارقة، وهو غياب له ظروفه وملابساته التى تتعلق بالظروف التى شهدتها الساحة السياسية المصرية من تطورات وأحداث صاخبة ومتسارعة، أدت إلى تقلص الإنتاج المسرحى وعدم انتظام المواسم المسرحية وتوقفها قى بعض الاحيان لفترات ليست بالقصيرة، حتى إستطاعت مجموعة مسرحية شابة من خريجى وطلبة كلية الفنون الجميلة أعضاء فرقة « أتيليه المسرح « بعرضها اللافت «حلم بلاستيك» كتابة وإخراج شادى الدالى، أن تشق طريقها بقوة وتقتنص الحضور الفاعل فى المشهد المسرحى العربى عبر المنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى لأفضل عرض عربى للعام 2013 ضمن تسعة عروض تم إختيارها لتكون أفضل عروض العام على مستوى الوطن العربى.. والمثير للدهشة أن تتعالى أصوات بعض المسرحيين المصريين بالتشكيك فى المسرحية وفى إختيارها، مستائين من إختيار عرض لفرقة مستقلة تضم هواة للمسرح ولا تتبع فرق مسرح الدولة العديدة والحافلة بالمحترفين أصحاب الخبرة والشهرة والتاريخ، وقد تناسى هؤلاء أن النجاح فى المسرح لا يعرف محترفين وهواة، وإنما يعرف مسرح أو لا مسرح.. سواء صدر عن أصحاب التجارب الأولى أو عن أصحاب التاريخ الممتد وسابق الخبرات الطويلة.. القضية فى المسرح لا تتعلق بتكلفته الإنتاجية الباهظة وثراء إطاره المادى، عندما يتفجر ثراء الروح والطاقة المسرحية الخلاقة المنبعثة من عرض مسرحى لا تزيد تكلفته عن بضعة جنيهات ثمن قطعة قماش سوداء تشكل بها الفراغ وتلون وأفصح فى بلاغة تشكيلية عن تكوينات غنية الدلالات والإحالات قد لا تطالها أثمن القطع والخامات التى يمكن أن تزخر بها عروضا مسرحية أخرى تكلفت الكثير .
وإذا كانت الجائزة قد ذهبت إلى العرض التونسى البديع «ريتشارد الثالث».. فإن «حلم بلاستيك « قد إنتزع حضورا متميزا فى المشهد المسرحى العربى بما طرحه من قيم فكرية وجمالية صدمت البعض، وفتنت الكثيرين وفجرت الجدل وطرحت من الأسئلة الكثير عن المسكوت عنه فى مجتمعاتنا العربية.
فيا مبدعى «حلم بلاستك»: إقبضوا على حلمكم فهو ليس حلما بلاستيكيا على الإطلاق، وتمسكوا بمشروعكم وواصلوا إبداعاتكم، ونحن فى إنتظار المزيد.. والجديد.