الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المجمع المقدس يعترف ب المعلم حبيب جرجس والبابا كيرلس السادس




بعد أن اعترف المجمع المقدس فى جلسته الاخيرة بقدسية المعلم حبيب جرجس وكذلك البابا كيرلس السادس البابا الـ116 وضمهما للمجمع المقدس الذى تتلوا صلواته فى القداس الالهى قامت الكنيسة الارثوذكسية بنقل جسد المعلم حبيب وتم وضعه بكنيسة العذرا الدمشهرية بمصر القديمة كما تم عمل اول ايقونة له وهى صورته لتوضع داخل الكنيسة.
والقديسة فى الكنيسة الارثوذكسية لها شروط معينة ولكن لماذا تعترف الكنائس بالقديسين وهل هناك اعتراضات عليها هذا ما يجيب عليها هذا التحقيق.
الكنيسة الأرثوذكسية
يقول القس سمعان كاهن دير القديس سمعان الخراز بالمقطم فى إحدى عظاته «وكان اسم المسيح مصدر فرح الكنيسة وليس لنا الا المسيح ولكنه ضاع فى الكنيسة وسط القديسين أصبح ليس له مكان».
وأضاف «دخلت أحد المنازل المسيحية لم اجد صورة للمسيح وانما وجدت صورة لاحد القديسين بحجم متر فى متر وعندما سألته عن صورة المسيح وجدتها صغيرة وموضوعة باهمال».
ويؤكد «صرخت قائلا: صانع القديسين يجب أن يوضع فى الاعلى مشيرا الى أن الكنيسة تعلمنا أن المسيح يوضع وحده فى حضن الاب ويوضع على حجاب الهيكل انما للاسف الان لا تعلم أو تؤكد الكنيسة ذلك.
ومن جانبها تقول ايفا وجيه عضو رابطة الاكليريكيين: هناك آية تقول وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّى أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِى يَصْغُرُونَ. (1 صم 2: 30).
فكل الذين يكرمون الله فى حياتهم على الأرض يكرمهم الرب فى هذه الحياة وفى الحياة الأبدية... لانه كما وعد يعطى، واذا اعطى يعطى بسخاء ولا يعير..
وترى ايفا أن الله لا ينتظر من البشر اكرامه فهو مكرم من ذاته ولكنه يفرح بأولاده الذين يفعلون هذا ولهذا تتحول حياتهم الى ما نسميه حياة القداسة... يتقدس كل ما حولهم بهم.. اى بحياة القداسة التى فيهم... والتى استمدوها من ارتباطهم بالرب والحياة النقية.
والكنيسة تعترف بوجود القديسين لانه دليل حى أن كل ما تؤمن به هو حق.. إن كنا نؤمن بفاعلية الصوم وبركاته فالنساك والزاهدون دليل على اهمية الصوم ونفعه.. وهؤلاء الذين ارتفعوا عن الجسد واهوائه سمت ارواحهم وتعلقت بالرب الذى يتجلى لهم بوضوح فى حياتهم وتدبيرهم.. فعلاقتهم الشفافة بالرب تمنحهم عبيقًا فى حياة كل من حولهم.
ان كنا نؤمن بمحبة الله، ومحبة الاخرين والاعداء منهم، فالشهداء الذين ماتوا يترجمون هذا بوضوح والرب اذ يتمجد فى اجسادهم بعد موتهم (العظام الباقية اى الرفات او الاجساد التى لم تنحل) يظهر الرب القوات والعجائب فيها لانها يقين أن الههم الذى ماتوا عنه اله حى وقوى لا يموت ولن يموت كما انه يعطى الخلود لمن اتبعه...
والكنيسة القويمة الايمان (الارثوذكسية = المستقيمة الرأى) والكنيسة الجامعة اى الكاثوليكية تؤمن بقداسة القديسين.. لهذا تقيم لهم احتفالات وتطيب الرفات وتبنى الكنائس اى بيوت الله مميزة لهم باسمائهم كنوع من الاكرام والتبجيل لما فعلوه وعاشوه، ايمانا انهم مازالوا احياء معنا... تمتد سيرتهم بحياة الاجيال الاتية التى تتشبه بهم وتتمثل فيهم.
كما تذكرهم الكنيسة فى الصلوات ايمانا انهم احياء معنا يشعرون بنا... اما وجودهم فى فصول القراءات (الابركسيس) فهذا استكمال لحياة الاباء الرسل التى بدأت ولن تنتهى الا فى حياتنا الابدية، عفوا ستبدأ فى الابدية بشكل آخر.
أى حذف لوجود القديسين حتى ولو بهدف الاتضاع فهو زيف للايمان... لان الرائحة الزكية لايمكن إخفاؤها والنور يبدد الظلمة... فكيف تكون الكنيسة حية وقوية وليس فيها اعضاء قديسون.. القداسة دليل أن الكنيسة مقدسة حية مقترنة بإلهها الذى يقدسها..
صحيح كل اعضاء الكنيسة لابد أن يكونوا مقدسين فى المسيح وقديسين ولكننا نقصد القداسة التى يصحبها الايات والقوات..
الذين يعترضون على تقديسنا لهؤلاء القديسين... كيف يرون اكرام الشهداء وتقدير النابغين...
فإن كان القانون الأرضى يستدعى أن نكافئ هؤلاء مكافأة، سواء كانوا احياء او بعد موتهم تمتد ما حيينا، فما عسى أن نفعله بهؤلاء...
الكنيسة الكاثوليكية
فى منتصف ديسمبر 2013 اعلن البابا فرانسيس الطوباويّ «بيير فافر» قدّيسًا. وإعلان القداسة هذا من تصنيفٍ يُسمّى «التكافوء» (التكافوء بالقوى)، وبذلك وسّع البابا بسلطته من كونها تحتفل بالقدّيس ليتورجيًّا، إلى كونه قدّيسًا للكنيسة الجامعة، بعد أن أتمّ بعض الشروط الّتى وضعها البابا بندكتوس الرابع عشر (1675-1758).
 لجأ إلى هذه البادرة البابا فرانسيس قبل ذلك فى التاسع من «أكتوبر» عند قداسة الطوباويّة أنجيلا من فوليغنو، وكذلك من قبله البابوات بنديكتوس السادس عشر، ويوحنا بولس الثاني، ويوحنا الثالث والعشرين
والقديس «بيير» هو واحدٌ من أوائل رفاق القدّيس إغناطيوس دى لويولا مؤسّس الرهبانيّة اليسوعيّة، عُرف بتفانيه فى الحفاظ على الكنيسة الجامعة. ولد فى سافوا العام 1506 وتوفى فى روما فى الأوّل من شهر أغسطس، العام 1546.
إنّ اعلان قداسة الطوباويّ بيير فافر يحمل معنى خاصًّا، لأنّه قدوة الحياة الروحيّة والكهنوتيّة للبابا الحالي، وفى الوقت عينه مرجع هام لفهم أسلوبه فى التمييز والإدارة فى الكنيسة. عاش فافر فى العصر الّذى كانت فيه الوحدة الكنسيّة على المحكّ وتعيش ظروفًا عصيبة، لكنّ فافر نأى بنفسه عن الخلافات المذهبيّة، موجّهًا كلّ جهوده الرسوليّة لإعادة إصلاح الكنيسة فأصبح من طلائعيّ الحركة المسكونيّة.
وفى القرون المسيحية الأولى، ارتبط عفويا اعلان القداسة بالشهداء. وكان يجب الانتظار حتى القرن الرابع ليشمل هذا الاعلان من لم يكونوا شهداء، واظهروا فضائل مميزة. وتطورت الأمور، فباتت كل كنيسة تحتفل فى منطقتها بهذا القديس او ذاك ممن يخصها. وابتداء من العام 1170، عمل البابا اسكندر الثالث على ضبط الأمور، من خلال ربط اعلان القداسة بدرس للفضائل والعجائب المنسوبة «للقديس»، قبل موته وبعده.
العام 1588، تم تشكيل مجمع الطقوس فى الفاتيكان الذى اقتضت مهمته بمتابعة كل حال قداسة حتى النهاية.
وفى العام 1917، تم تحديد اجراءات خاصة بهذا الشأن، وعمد البابوان بيوس الحادى عشر وبولس السادس الى ادخال بعض التعديلات عليها.
وتتبع حالياً اجراءات صدرت العام 1983 فى عهد البابا الراحل الطوباوى يوحنا بولس الثاني.
والقديسون يعتبرون أيضًا مثالًا وقدوة للمسيحيين، ويدعون «شهود الإيمان» كما ينصّ التعليم المسيحى للكنيسة الكاثوليكية.
فى القرن السابع عشر أصدر البابا أوربان الثامن قانونًا بأنه لا يعتبر قديسًا فى نظر الكنيسة إلا من يثبته الحبر الأعظم بنوع احتفالى وأدرج اسمه فى عداد القديسين.، غير أنّ القديسين السابقين، الذين يكرمون اكرامًا جمهوريًا، بقوة العادة الاجتماعية ومصادقة الكنيسة ورضاها، بالتالى هم جديرون بالإكرام المقدم لهم عبر القرون، وإن لم يكونوا مثبتين من الحبر الأعظم اثباتًا احتفاليًا. أما الطوباوي، أى السعيد فى السماء، لا يسمح بإكرامه إكرامًا جمهوريًا إلا فى منطقته أو مناطق أخرى تحدد من قبل السلطة الكنسية. فى الكنيسة الكاثوليكية هناك مجمع خاص لدعاوى القديسين.
فى الكنيسة الكاثوليكية، تقتضى مسيرة التقديس لائحة شروط محددة ومراحل تستغرق أعواما عدة. وتكون البداية مع «شهرة قداسة لهذا الشخص» يعلنها اولا شعب منطقته. وتعنى «ان الناس حصلوا على شفاعته، ويشهدون له انه كان فى حياته ممارسا لفضائل إلهية وانسانية، لا بل محلقا بها».
وفى المرحلة الثانية، يلفت المعنيون بالامر، اكانت الابراشية أو الدير او الرهبانية المعنية «الكنيسة» الى وجود قديس محتمل لديهم لتتم الشفاعة بواسطته. ويُطلب من السينودس فى الكنيسة المحلية الموافقة على فتح دعوى تحقيق فى حياة وبطولة فضائل وشهرة القداسة لدى رجل الله».
يعمد السينودس المحلي، بالتعاون مع المعنيين بالامر، الى تعيين طالب دعوى قداسة هذا الشخص على الصعيد الإبراشي. «على الطالب أن يجمع كل الوثائق عن هذا الشخص وكل ما كتب عنه، ويقدم ملخصا عن عمله الى المرجع، اما الاسقف المكاني، اما البطريرك. فيطلب فتح الدعوى، بواسطة رسالة يوجهها اليه، مرفقة بالتحقيق الذى اجراه».
وبموجب ذلك، يجمع البطريرك لجنة بطريركية للبحث فى استحقاق فتح دعوى تحقيق.
ويرفع البطريرك مع طالب الدعوى، طلباً الى الفاتيكان، وتحديدا الى مجمع القديسين، بالسماح بفتحها. وبعد أن يأذن المجمع بذلك، يعمم الطلب على كل المجامع الخاصة المعنية للتأكد من أن لا مشكلة حول الشخص المعني. وبعد الحصول على موافقتها، يرسل المجمع رسالة «لا مانع من فتح الدعوى». وفى ضوئها، يعيّن البطريرك محكمة كنسية للتحقيق فى سيرة حياة «رجل الله»، وبطولة الفضائل الالهية والانسانية التى عاشها والمواهب الخاصة به وشهرة قداسته وحصول المؤمنين على النعم والعجائب بواسطته. «وفى النهاية، تضع المحكمة تحقيقها بين يدى البطريرك، وترفعه مختوما بالشمع الاحمر الى الفاتيكان».
وتلى ذلك  مرحلة ارسال دعوى القداسة الى مجمع القديسين. ويشرح أن «من يحملها إليه هو من يعيّنه البطريرك مع محكمة التحقيق. وقد يكون طالب الدعوى أو غيره. وتسجل الدعوى لدى المجمع، ويعطى حاملها ايصالا بذلك. ثم يعين المجمع خبراء لدرس قانونية الدعوى من ناحية الشكل. وفى ضوء الدراسة، يعطى الدعوى القانونية او يحجبها عنها. واذا كانت الدعوى تاريخية، توجه الى خبراء تاريخيين، والا فإلى خبراء لاهوتيين. وقد يخصص لها ايضا خبراء لاهوتيون وتاريخيون معا. فيصدرون حكمهم باستحقاق الدعوى من ناحية قيمتها اللاهوتية والتاريخية. ويرفعون تقريرهم الى مجمع القديسين الذى يقرر مجتمعا بشرعية هذه الدعوى ويطلب تعيين قيّم عليها».
وفى ضوء هذا القرار ايضا، يُحيلُها مجددا إلى خبراء تاريخيين ولاهوتيين لدرس الدعوى. وفى ختام الدرس، تُرفَع الى لجنة الكرادلة والاساقفة فى المجمع. «وبعد التصويت ايجابا بالثلثين، يحمل رئيس المجمع الى البابا نتائج عمل المجمع واللجان. ويمكن البابا أن يعلن رفع الكنيسة «رجل الله» الى مكرّم، او أن يؤجل الإعلان، او أن يوقفه. وباعلانه مكرّماً، تكون الكنيسة اعترفت ببطولة السيرة والفضائل وشهرة القداسة».
وفى مرحلة اعلان المكرم طوباويا، يجب أن تسجل اعجوبة شفاء بشفاعته. «الشفاء يجب أن يكون فوريا وكاملا وثابتا، ويجب أن يكون موثقا طبيا، وأن يكون يتعلق بحال صحية مستعصية»، يشدد قززي. وتعاد مسيرة التحقيق السابقة نفسها، وبمختلف مراحلها، و»لكن مع اختصار فى الوقت». وتشترط القداسة تسجيل اعجوبة ثانية بشفاعة الطوباوي، بالشروط السابقة نفسها، وبتطبيق مسيرة التحقيق نفسها.
الكنيسة الإنجيلية
أما عن الكنيسة الانجيلية فقال القس رفعت فتحى سكرتير سنودس النيل الانجيلى إن مفهوم القداسة فى الكنيسة الانجيلية يختلف عن باقى الكنائس فنحن نؤمن أن كل المؤمنين بالمسيح قديسون. واستطرد موضحا: لانه يتقدس داخليا بفاعلية الخلاص حتى وان كان موجودًا فى العالم.
وأشار الى أن القداسة لا تعنى أنه اكثر نقاء من غيره لانه انسان يتعرض الى سقطات الا أن سلوكه مشهود له لافتا الى أن كل انسان فى المسيح قديس.
وأضاف أن الكنيسة الانجيلية لا تمنح درجة القداسة الى أحد لاننا نؤمن أن كل شخص له دور فى حياته ووزناته التى اعطاها الله له ويقوم بتأدية دورة على الارض وبعد أن يتوفى فهو بين يدى الله، وبالتالى من الصعوبة اننا نحكم على شخص انه قديس لانه من الممكن أن يخضع البشر بالشكل ولكنه لا يستطيع أن يخضع الله، واختتم حديثه قائلا: المسيح صيرنا قدسين ولكى نسلك فى القداسة نحن نحتاج نعمة من الله.
وأضاف الدكتور القس اكرام لمعى رئيس سنودس النيل الانجيلى أنه طبقا للعقيدة الانجيلية نؤمن أن كل المؤمنين قديسون طالما انه آمن بالمسيح وقبل الروح القدس وهناك العديد من الشواهد الكتابية لذلك، فعندما كان يرسل بولس الرسول برسائله الى الكنائس كان يبدؤها قائلا «سلام الله مع جميع القديسين فى الكنيسة « وكما قال «فإذا قد تبررت بالايمان لنا سلام مع الله».
وأشار الى أن القداسة منحة من الله لا يوجد من هو اكثر قداسة او اقل قداسة من غيره ولكن هناك اختلافات شخصية بين شخص وآخر فى تنمية مواهبه التى اعطاها الله له، موضحا أن الكنيسة الانجيلية لا تؤمن بأن الاموات يصنعوا معجزات لكننا نؤمن بأنهم فى السماء. واستطرد قائلا: علينا أن نهتم بالاحياء ودورهم وايمانهم وتنمية دورهم فى الكنيسة.